بحكم اني كنت في مناطق الحوثيين ، في عمران وصعدة وريدة وحجة وبني همدان واعرف طبيعة المنطقة جيدا وكنت مهتما بالحرب التي افترضها جمال عبدالناصر (العلماني القومي )، ضد الإمام والفيصل ورأيت بأم عيني المقبرتان المصريتان (40 الف جندي مصري قتل في تلك الحرب في اليمن كما يقال )، وكنت ايضا احضر مع الاخوة اليمنين احتفالاتهم (البرع)، التي يتبارون فيها بالسلاح ، وعرفت كهوف الموت المنحوته من الجبال حول كل قرية ومدينة والتي تمثل مدنا كاملة مؤهلة لزمان الحروب ونيش الغزاة من حيث لا يدرون،كتبت مقالا في اول اسبوع عرفت فيه ان الجيش السوداني سيخوض ارض المعركة الأرضية ، وحذرت وقلت يجب على الجيش السوداني في اليمن الا يخوض غمار معركة الأرض. واعتقد ان الجيش السوداني سيهلك عن بكرة ابيه في اليمن للاسباب التالية :- 1- الحلف يضع الجيش السوداني في الواجهات وقد حدثت تعبئة (دينية وحماسية ) عالية جدا من قبل الحلف وبحسب الهدف العام الذي تجيش به المقاتلون وهو الدفاع عن أرض الحرمين وهنا نقضة ضعفنا الايمانية والتي يمكن ان نغشى فيها الموت في اوكاره. 2- السيسي ومصر الرسمية التي يمكن ان تجن عن بكرة ابيها اذا تركت السودان يخلق علاقة جيدة مع السعودية ومع الامارات (واذا حصل تكامل امني واقتصادي مع هذه الثلاث دول بحيث يوجد المال والجندي السوداني والارض السودانية وتوجد الحوجة الماسة للغذاء من السودان والبترول والمال من الدولتين )، وهذا أهم من رفع الحصار الامريكي ، فإن هذا سوف يتسبب في جنون امريكا ومصر الرسمية واسرائيل وهذا واحد من اقوى الاسباب التي تجعل مصر الرسمية تلعب كل هذا الدور حتى تجفف شرايين السودان الاقتصادية وتجعله يترنح. 3- مصر الرسمية وبمواقفها المواربة والمشكوك فيها ، تلعب دور المخذل في حرب اليمن ولا تريد وبأي صورة لهذه الحرب ان تنتهي لصالح الخليج والسعودية بالخصوص للاسباب التالية :- - اذا انتصر الخليج علا دوره في قيادة المنطقة والعرب والمسلمين ، وفي هذا انهاء دور مصر في قيادة جامعة الدول العربية (التي تدجنها ايما تدجين حتى لا نسمع لها صوتا ، وسيعلوا بالتالي دور رابطة العالم الاسلامي ، والفرق بين جامعة الدول العربية ورابطة العالم الاسلامي ان الاولى خيار اميريكي صهيوني يحدد حجم المعركة مع العرب فقط في حين ان الثانية تمثل الاطار الاسلامي الذي يمكن ان تجتمع فيه كل الدول لمحاربة اسرائيل وهذا ما لا تريده اسرائيل ولا مصر الرسمية والتي تسعى لتكوين قيادة موحدة للجيوش العربية حتى تدجن كل الجيوش العربية ايضا). - اذا انتصرت السعودية بقيادتها للحرب في اليمن فذلك يعني ان السعودية ستتمكن من انها ستكون القائدة للمنطقة وللعرب ولكل الدول الاسلامية ، والغرب قد عرف معنى السعودية ايام الفيصل وخالد وحتى ايام مجيء سلمان وسنيه الاوائل وما فعله من قرارات حازمة في حرب اليمن (رخرخت لقرارت حرب امل ) لعبت فيها بعض الدول الشريكة دور المرخرخ لهمة سلمان بل نقلت القرار السعودي والذي كان من المفترض ان ينهي تلك الحرب اللعينة والتي هي بمثابة موت او حياة للسعودية ، لكن مصر الرسمية لا تريد ذلك حتى لا يتتهي دورها الى الابد وحتى تضمن ان الرز ينساب اليها. 4- الجيش السوداني في اليمن ورغم دوره الجهير والقوي والذي تسبب في كثير من الانتصارات ، سوف يترك يوما في العراء دون وقود ودون اي مدد لوجستي بعد ان يتوغل في مناطق معينة وسوف يكون عرضة للحوثيين (المبترعين ليبترعوا فيه ويتعلموا فيه التصويب)، لان انتصاره يعني :- - انهاء المعركة - مزيد من العلاقة بين السودان والخليج والتي اعطيت مفاتحها ومفاتيحها للسيد السيسي يفتح حين يشاء ويغلق حين يشاء. - الحكومة السودانية الحالية رضينا ام ابينا يعتبرها العالم عينة من حكم الإسلاميين والحال التي يمر بها السودان من اختناقات عبارة عن ، حبس انفرادي في زنزانة الموت البطيء ، وحالة استبقاء حتى تطبق على هذه الحكومة أنكل انواع الهوان "حتى لا تطبق تجربة اسلامية " في اي بلد في العالم مرة اخرى ، نجحت تلك التجربة ام فشلت. - اذا سمح للجيش السوداني بالانسحاب بما تبقى منه ، فإن ذلك يمثل انتصار في حد ذاته للسودان ، ويمثل منعة اخرى لأن الجيش الذي تم اختياره لمهمة اليمن يعتبر اقوى وحدات الجيش السوداني واكثرها دربة على الحروب خارج السودان وفي ذلك شر مستطار على مصر التي تتربص بالسودان الدوائر كل حين. 5- الحرب في اليمن بصورة عامة لا يراد لها ان تنتهي بانتصار الحلف والجيش السوداني واحد من جيوش الحلف الراجلة والتي لا تدرك طبيعة المنطقة ودخلت الحرب وهي لم تع معنى "اليمن أرض الغزاة" وهو جيش اعتاد على الحرب في السهول والغابات والصحراء احيانا ولم يعتد على القتال بين جبال شاهقة وكهوف مثل كهوف اليمن ولم يأبه الجيش السوداني ببراعة الإنسان اليماني المسلح حتى النساء والذي يجيد الرمي حتى لا يخطيء ذبابة بسهمه. "ارجو ان اكون متشائما جدا في هذه ، وأسال الله ان يرأف بمن في اليمن ومن في الخليج والسودان".