هل كانت الأنقاذ تجروء على رفض أى قرار لنظام مبارك؟
royalprince33@yahoo.com
لقد كانوا على حالة من الوهن والضعف والجبن حتى انطبق عليهم المثل الذى يقول (أسد على وفى الحروب نعامه)!
وقد كانوا حقا اسودان على شعب السودان الأعزل وعلى نسائه اللواتى يجلدن بمئات الألوف، لكنهم كانوا أضعف من (النعام) فى وجه قادة الدول المجاوره الكبيره منها والصغيره، وحتى التى لا يمتلك جيشها طائرة (مدنيه)!
والديمقراطيه فعلا نعمه يستفيد منها حتى الديكتاتوريين والشموليين.
فخلال عهد مبارك لم يجروء أى قيادى فى المؤتمر الوطنى من كبيرهم والى صغيرهم أن يرفع رأسه من الأرض ويعلن جهرا رفضه لأى قرار اتخذه مبارك أو أحد رموز نظامه، وكاذب من يدعى غير ذلك.
فخلال عصر مبارك كانت صلواتهم كلها (سريه) وما يرفضونه أو يحتجون عليه، كان يقال (همسا) وداخل الغرف المغلفه.
والقله السودانيه التى ذهبت للقاء البشير قبل الأنتخابات فى مصر ولم تزد عن 500 شخص وسموها الجاليه السودانيه جميعا يذكرون ماذا قال (البشير) فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر بعظمة لسانه؟
قال البشير: "بأننا سوف نلتزم بتنفيذ اتفاقية الحريات الأربع، حتى لو لم تلتزم مصر بتنفيذها وهى تنص على حق التملك والتنقل والأقامه والعمل لكل من مواطنى البلدين فى البلد الآخر".
وبعد حديث (البشير) ذاك اصبح من حق اى مصرى مثقف أو عالم أو باحث أو دكتور أو طالب أو لاعب كرة قدم أو سباك أو بائع (حلل) أومجلى سكاكين – مع احترامى لهم ولمهنهم جميعا - أن يدخل السودان دون (فيزه) وأن يقيم الى ما شاء الله، بينما تشترط مصر لدخول السودانيين على مواصفات يجب أن تنطبق على طالب التأشيره، من بينها ما هو (مزاجى) وبالأمس القريب وبعد الثوره تم ارجاع عدد من السودانيين المتعلمين من مطار القاهره لأسباب نجهلها!
وللأسف هذا الوضع مكن بعض وكالات السفر والسياحه فى السودان من استغلال البعض وبيع تأشيرة دخول مصر لهم بمبالغ باهظه رغم ذلك يتم ارجاعهم من مطار القاهره وبعد أن تمكنوا من الأنفلات من قبضة نظام الأنقاذ الذى يريد السودانيون جميعا داخل السودان ليفرمهم ويطحنهم، واذا تمكنوا من الأنفلات وأقاموا فى اى دوله بالخارج يسعى لشرائهم بثمن بخس، وللأسف البعض منهم يستجيب وللأسف كذلك من بينهم لاجئين أصبحوا صحفيين وأعلاميين متخصصين فى نقل الأخبار التى تسر المؤتمر الوطنى وسفارات الأنقاذ!
الشاهد فى الأمر كان المؤتمر الوطنى لا يجروء على رفض اى قرار تتخذه مصر فى عهد مبارك، اذا كان يصب فى مصلحة السودان أم لا.
لكننا فؤجئنا بهم يرفضون ترشيح الدكتور/ مصطفى الفقى، لأسباب لا تلتقى مع رفض القوى الوطنيه السودانيه المعارضه التى تحترم مصطفى الفقى وعلمه لكنه ترفض ترشيحه لأسباب موضوعيه.
واذا كان الدكتور مصطفى الفقى قد صرح ذات يوم بأن نظام الأنقاذ هو أفشل نظام يحكم السودان فهذه حقيقه تؤكدها الكثير من الأحصاءات والأدله، ومن بينها أن شعب السودان بدأ يأكل من صناديق القمامه كما ذكرت بالأمس احدى الناشطات، والسودان بلد كان العالم يأمل عليه لكى يصبح سلة لغذائه!
ولقد قال الدكتور الفقى أكثر من ذلك وفى حضور (كمال حسن على) وزير الدوله بوزراة الخارجيه الحالى والمدير السابق لمكتب المؤتمر الوطنى بالقاهره، وهذه بدعة سيئه لا أكاد افهمها، وكيف يكون للمؤتمر الوطنى مكتبا فخما ضخما خارج بلده وهو حزب حاكم؟ فى وقت يطالب فيه القوى المعارضه بالعودة والعمل داخل السودان؟ وكما قيل ذلك المكتب كان يفتح مباشرة أمام منزل احد القياديين فى نظام مبارك وبالتحديد من قادة (الحزب الوطنى) حتى لا يتعبوه فى الوصول اليهم اذا ارادهم فى املاء تعليمات وقرارات عليهم أن يمتثلوا اليها وأن يطيعوها أكثر من اطاعتهم لربهم.
قال الدكتور الفقى يومها (ايدنا نظام البشير فى اول ايامه ظنا منا بأنهم ضباط وطنيون ينتمون للنميرى، بسبب خلافنا مع الصادق المهدى وقتها، وما كنا نظنهم متطرفون)!
وأضاف: " لقد كان اكثرنا فهما لهم هو الدكتور بطرس بطرس غالى، حيث صنفهم بأنهم ضباط ينتمون لأخوان السودان".
اذا رفضنا لترشيح (مصطفى الفقى) بسبب تأييد النظام المصرى وقتها لأنقلاب عسكرى فى السودان بغض النظرعن اتجاهه كبديل لنظام ديمقراطى قائم، ووقتها الفقى من رموز نظام مبارك ومن النخبه الفكريه والثقافيه التى يستمع لها النظام ويستجيب لأرائها.
وما قاله دكتور الفقى عن نظام الأنقاذ كله صحيح وكلمة حق يجب الا يتنازل أو يعتذر عنها حتى لو رفضوا ترشيحه وحتى لا يقبح تاريخه أكثر من اللازم، بعد أن عمل مع النظام السابق ولم يستقل حتى يوم 5 فبراير، وبعد أن ادلى قبل ذلك برأى غريب وعجيب لا يشبهه خلال معركة مصر مع الجزائر بسبب مباراة فى كرة القدم.
آخر كلام:-
احد اعوان نظام الأنقاذ فى مصر، سارع برفض فكرة انضمام مصر للمحكمه الجنائيه ولميثاق روما، مبررا ذلك بأنه يضر بمصالح مصر الخارجيه، والحقيقه هى أن ذلك القرار يضر بمصلحة نظام السودان الذى كان يستفيد منه بعدة جوانب!