هل كان الوطن حقلا للنهب والفساد طيلة السنوات الماضية .. ؟

 


 

حمد مدني
29 August, 2015

 

 hamad.madani@hotmail.com

عندما نستعرض الحديث الرسمى هذه الايام عن الفساد .. و محاربة الفساد .. و مكافحة الفساد .. و انشاء   جهاز  لمحاربة الفساد يكون  تابعا مباشرة لرئيس الجمهورية   تكاد لا  تصدق ذلك ..  ليس لانه لا يوجد فساد  .. بل لان من يتحدثون عنه اليوم كانوا هم من يمنعون الحديث عنه ( فقه السترة )  و يصادرون الصحف الوطنية   التى كانت تفتح ملفاته  لمحاولة اسكاتها  بعد خنقها ماليا  بمنع الاعلان عنها او تركها تطبع ثم المصادرة بعد الطبع  كما راينا .. ؟؟و بالرغم من ان رئيس الجمهورية اعلن مرارا و تكرارا بانه لا يوجد لدينا فساد و لا مفسدين و اننا ناتى بالزول التقى النقى  .. و الدائما متوضئ  .. ؟؟   و  انشاء جهاز  لمحاربة الفساد اعتراف صريح  من الرئيس بان هنالك كارثة حقيقية  موجودة .. ؟؟  و نائب رئيس البرلمان عائشة محمد احمد ( حسب المركز السودانى للخدمات الصحفي )  تتحدث عن ضوابط  سيتم انشاؤها للسيطرة على الفساد  و تبنى استراتيجة للحد من الفساد  و جرائم المال العام  .. و كلمات مثل سيطرة و تبنى استراتيجية  توحى بان هنالك  كارثة حقيقية  .. ؟؟  و  و لا ندرى اين كانوا عندما كانت  رائحة الفساد   الكريهة و  النتنة  تفوح  منذ ربع قرن .. افلا يشمون ام على قلوبهم اقفالها ..  ؟؟  و لا ندرى ماذا دهى القوم  و اين كانوا طوال الربع قرن من الزمان و النهب الغير مسلح لممتلكات  و مكتسبات الوطن  يجرى على قدم و ساق .. ؟؟ اين كانوا عندما  ذكر مفكر الانقاذ د.الترابى ان  5% فقط من جماعتنا لم يلوثهم   المال .. الترابى كعادته ( دائما متلون ) لم يكن جريئا   جريئا ليقول 95%  من جماعته فاسدين ..؟؟  و اين كانوا عندما اعترفت القيادية د.سعاد الفاتح  بان ثلاث ارباعنا حرامية و لصوص .. وهى بالطبع تتحدث عن جماعتها  بالتحديد  فالشعب السودانى  مغيب تماما عن المشهد  طيلة السنوات السابقة بفعل فقه التمكين  ..  لكنه كان شاهد شاف  كل حاجة  .. فالمسرح كان مفتوحا و الجمهور كان مشاركا فى بعض المشاهد ..؟؟

 و ما دام الامر كذلك فالتفتح كل  الملفات  التى تحوم حولها شبهات فساد و لتكن البداية فى الملف المسكوت عنه و هو ملف الخصخصة لانه من هنا كانت البداية الحقيقية لمسلسل الفساد و الافساد  .. ؟؟  نعم من قضية التحول الاقتصادى  او ما سمى بالخصخصة تكون بداية فتح ملف الفساد و ذلك  عندما تم  بيع مقدرات الوطن بثمن بخس دراهم معدودة ..  و لا احد يعلم لمن بيعت  و  كم  الثمن   و اين ذهب الثمن .. ؟؟ اين كانوا عندما بيعت مؤسسات ذات قيمة س اقتصادية و اهمية حيوية  للوطن  و كانت تدر دخلا جيدا على ميزانية الدولة و باسعار  زهيدة لا يمكن تصديقها .. فبواخر الخطوط البحرية السودانية ال 16 باخرة  بيعت واحدة واجدة و  بثمن بخس ( البالخرة امدرمان  عندما تم تسليمها فى ميناء العقبة الاردنى  هل كانت تحمل بضاعة ثمنها اضعاف  ثمن بيع الباخرة  نفسه و لماذا بكى الكابتن الذى قام بتسليمها .. ) ..؟؟  الخطوط الجوية السودانية و خصخصتها بحجة تحديث الاسطول  و ادخال طائرات جديدة  .. و بيع خط هيثرو و ما تبع ذلك من لفلفة الموضوع بين اللجان .. و التهديد بالفضائح ان  فتح الملف  .. ؟؟  خصخصة النقل النهرى و ما صاحب ذلك من تدمير اقتصادى و اجتماعى  .. ؟؟خصخصة السكة الحديد و بيع حتى الفلنكة و قضبان السكة  بصورة تجعلك تحس ان هناك نوع من التشفى  و الانتقام من العاملين فيها  .. ؟؟   و خصخصة  مصانع السكر و الغزل و النسيج  .. ؟؟  و بيع الاتصالات السلكية و الاسلكية و  بنيتها التحتية  .. ؟؟ و ما اعترى تلك الخصخصة من تجاوزات و الاعيب و فساد يزكم الانوف طال كل تلك  البيوع التى تمت بليل و هى مؤسسات و شركات و مصانع تعود لابناء هذا الوطن و الذين افنوا زهرة شبابهم فى اقامة هذه المؤسسات و الهيئات  و السهر و الحرص عليها  لذا فان ما حدث من عبث فيها يجب الا يمر و هو من التهم التى يمكن وصفها  بالخيانة العظمى .. ؟؟ مكافحة الفساد ليست بهذه الصعوبة ان توفرت الارادة السياسية فلسنا بحاجة الى انشاء جهاز جديد  فيكفى ما هو موجود لدى ديوان المراجع العام من قضايا نهب و تلاعب و اختلاسات و هدر مال فى مشاريع خاسرة و تحويلها للقضاء  العادل مع كامل الصلاحيات للجهاز القضائ  لاستجواب اى كان  و مهما كان منصبه و دون تدخل من اى جهة سيادية  لكشف ما يحرى من هدم و تدمير لمستقبل الوطن و ابنائه و ملاحقة المجرمين  من اللصوص و مختلسى مال الشعب .. ؟؟

ما زلنا نكرر السؤال اين كان  البرلمان و طيلة الفترة السابقة  من كل ما كان يقال فى المجالس  و يكتب فى الصحف المخلصة للوطن و المنحازة للمواطن  من فساد و نهب  للمال العام  .. ؟؟ اين كانت مجالس الوزراء السابقة و ديوان المراجع العام يكشف سنويا  احتىلاسات بملايين الدولارات .. ؟؟ اين ديوان المحاسبة و الرقابة و التفتيش  مما يجرى .. ؟؟ و هل يعقل ان نيران الفساد كانت تاكل الاخضر و اليابس و لم يلحظ  ذلك اى مسؤل فى الدولة السودانية  .. ؟؟ 

اين نواب الرئيس و مساعدى الرئيس و مستشاريه الكثيرين  فيما  جرى .. ؟؟ و اذا كان هنالك من كان يعلم بما يحدث و لم يحرك ساكنا فانه مسؤل عما حدث و يجب مساءلته و تقديمه للعدالة لانه مشارك بصمته  ..  ؟؟ و ان كان لا يعلم فهو مهمل فى واجباته  و يجب مساءلته  ايضا .. ؟؟ و اذا كان شريكا فى الفساد فان العدالة تقتضى احالته للقضاء و مهما كان موقعه او مركزه فى الحزب او الدولة .. ؟؟

ان ابناء هذا السودان ينتظرون من الحكومة  ( لن نقول  عشم ابليس فى الجنة  دعونا نتفاءل  و لو مرة واحدة  فى ناس الانقاذ ) نعم ينتظرون الكثير من الحكومة ما دامت بدات بفتح ملف الفساد و الذى كتب عنه الكثيرون من المخلصين من ابناء هذا الوطن من الصحفيين الشرفاء .. ينتظرون  منها ليس  كشف الفساد و رؤوس الفساد فكل ذلك معلوم للحكومة  و اجهزتها التى تحصى انفاس المعارضين لسياساتها  بل يطالبون بملاحقتهم داخليا و خارجيا  ..  ؟؟   و لا و لن ننسى  فضيحة مكتب الوالى السابق المليارية و التى تم لفلفنها ب ( فقه التحلل سئ الذكر .. و نتساءل لماذا لم يستعمل النبى ( ص )  فقه التحلل فى قضية المراة الغامدية  برغم الواسطة القوية التى كانت من اسامة بن زيد .. )  ؟؟  و لماذا لا يفتح  ملف الجهاز الاستثمارى لولاية الخرطوم  الذى تدور حوله  شبهات .. و ملف الاراضى  فليست هناك قضية تسقط  حق تسقط بالتقادم او بالتحلل فمال الشعب يجب ان يعود الى الشعب .. و الله اعلم  بمصير غسان فى قبره .. ؟؟ و قضية ؟؟ 

فامام الحكومة امران لا ثالث لهم اما  ان تعلن عن الرؤوس الكبيرة التى كانت خلف كل ما لحق بالوطن من بلاء و اوصلت البلاد الى هذا الحال من البؤس و هم معلومون لها  .. او ان تترك الحكومة الحديث عن الفساد و كشف الفاسدين لان الوضع لم يعد يتحمل نهبا اكثر من ذلك حيث لم يعد هنالك ما يمكن نهبه  ..  ؟؟

الخالق سبحانه و تعالى يسامح عباده فى التقصير فى جنبه ما عد الشرك به .. بينما لم يفعل سبحانه و تعالى ذلك فيما يخص حقوق الناس و المجتمع بدليل ان الشهيد بغفر الله له  كل ذنوبه ما عدا  حقوق الناس  ان كان مختلسا  ( حديث الرسول عن الشملة التى سرقها الشهيد  امام ناظرينا ) او صاحب  ديون عليه .. ؟؟

 و السيد  والى الخرطوم ذكر بانه سينتهج نهج الخليفة عمر بن الخطاب و نذكره بمبدا عمر بن الخطاب  و هو السؤال :  من اين لك هذا ؟؟  هذا السؤال الذى ان طبقه  سيجعل كثير من الرؤس تدور .. نعم سؤال عمر بن الخطاب وهو سؤال المليون فى السودان  سيطيح بالكثير من الرؤوس .. ؟؟  الشركات و شاهقات البنيان  التى يمتلكها  الوزراء و المسؤلين  و موظفى الدولة  هى موضع السؤال  من اين لك  هذا ..  فكما كان  طول ثوب عمر بن الخطاب  هو موضع شبهة و اتت له بالسؤال من اين لك هذا  يا عمر بن الخطاب  .. ؟؟ فهى الان موضع تساؤل ايضا ما دام الشعار الاسلامى مطروحا  و عمر بن الخطاب  قدوة لنا كما يقول الوالى  .. ؟؟ 

نعم  فلتمتلئ السجون باللصوص و المختلسين و المرتشين و اكلى المال الحرام  .. مال  المعاشيين و اليتامى و الارامل و الفقراء من ابناء هذا الوطن  ..  بدلا من ملئها بالشرفاء  و المخلصين المحبين لبلدهم السودان  و اولئك  الذين يصدحون بكلمات الحق التى تجلجل  فى وجه الباطل ..   ؟؟

حمد مدنى

hamad.madani@hotmail.com

 

آراء