هل كان عنترة سودانياَ في نادي سينيورز بلندن

 


 

 

محمد علي ـ لندن
في يوم الجمعة الموافق السادس من شهر أكتوبر العام 2023م، خصص نادي السينيورز في لندن الذي تشرف عليه السيده نوال جنيدابي التي خصصت مشكورة جلسة خاصة لتدشين كتاب هل كان عنترة سودانياً الذي كتبه المؤرخ المعروف مربي الأجيال ضرار صالح ضرار.
وتحدث في موضوع الندوة الأديب الأستاذ حسن تاج السر، الذي يعد موسوعة في الأدب العربي، وبدأ حديثه الشيق بالتحدث عن مؤلف الكتاب وسرد فيها مسيرته التاريخية وعرفه بأنه مؤرخ وابن مؤرخ (محمد صالح ضرار) وشقيق مؤرخ (سليمان صالح ضرار), كما أنشد للحضور بعض قصائد عنترة فأطرب الحور وجعل الحضور يعيشون مع عنترة أجواء المعارك ولمع الأسنة وصليل السيوف وأجواء الغزل في ابنة عمه. ونقدم تلخيصاً لكلمة الأستاذ حسن تاج السر
بما أن المؤلف غني عن التعريف فيسرنا أن نقدم نبذة عن الكتاب كتبها أحد قال بعد السلام، السادة الكرام:
لم أكن أعلم قبل أنْ أطّلع على موضوع كتب بهذا العنوان أن أحداً سيُعنى بهذا الجانب من شخصية الفارس الشاعر الجاهلي «عنترة بن شدَّاد».
لقد رددنا شعر عنترة في البطولة والفروسية منذ الصغر، ورسخت في الذهن صورته الحقيقية من خلال مناهجنا الممتازة في دراسة الأدب العربي القديم في معهد الباحة العلمي قبل أن نطّلع على القصَّة التي يغلب عليها الخيال المنتشرة بين الناس عن شخصية عنترة بن شدّاد، ولذلك فقد أصبح الاستمتاع بجمال قصائده، وإبداعه الشعري، وبطولاته الحقيقية، ومشاعره المتأججة بالحب الصادق لابنة عمه عبلة، أعظم في نفوسنا من الاستمتاع بتلك الصورة الخيالية الأسطورية التي رسمها قلم مشهور لشخصية هذا الفارس الشاعر في قصة «عنترة» التي يتداولها الناس .
نعم كنت وما زلت أقف وقفة الإعجاب ببعض الجوانب القوية في شخصية عنترة، خاصة شجاعته النفسية في اقتحام الحديث عن لونه الأسود، وعن أمه زبيبة الأمة التي عُرفت عند الرُّواة بأنها حبشية، وهي التي وصفها عنترة بقوله:
وانا ابن سوداء الجبين كأنَّها ضبعٌ ترعرع في رسوم المنزل
الساق منها مثل ساق نعامةٍ والشَّعر منها مثل حبّ الفُلْفُلِ
وهو يقول هذا في مجال الافتخار بقوته وشهامته وشجاعته وطيب أخلاقه، ولهذا يؤكد هذا المعنى بقوله:

إني امرؤ من غير عبسٍ منصباً شطري، وأحمي سائري بالمُنْصُلِ
وإذا الكتيبة أحجمتْ وتلاحظتْ أُلفِيتُ خيراً من مُعِم، مُخْوِلِ
فهو هنا يؤكد أن اخواله ليسوا من العرب، ولكنّه خيرٌ من ذوي الأعمام والأخوال لأنه يحمي هذا الجانب بسيفه البتار حين يحجم الفرسان عن النزال والقتال.
نعم، ما زلت أقف وقفة الاعجاب بهذه الروح الشامخة بين جنبي هذا الفارس الشجاع، الشاعر الذي استطاع ببطولاته وأخلاقه ان يخلّد ذكره في الناس، ويرفع مكانته بينهم، فهو يقتحم هذا الجانب بثقةٍ ويقين وقناعة بقدراته ومكانته.
يعيبون لوني بالسواد جهالةً ولولا سواد الليل ما طلع الفجر
كما يقول: لئن يعيبوا سوادي فهو لي نَسَبٌ يوم الفخّار إذا ما فاتني النسب
ويقول: تُعيِّرني العدا بسواد جلدي وبيض خصائلي تمحو السوادا
نعم، ما زلت أقف وقفة الإعجاب بعنترة الذي يقول:
ولقد أبيتُ على الطّوى وأظله حتى أنال به كريم المأكل
وهو بيت يدل على مكارم الأخلاق، يُروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما سمعه قال:
ما وصف لي احد فوددت ان أراه إلا عنترة.
كل ذلك يجري لي مع أبي الفوارس عنترة بن شدّاد، استمتع به، وأكرّر قراءته التي تزيدني معرفة بإبداعه الشعري فكأنني مع شعره كما قال الشاعر.والجدير بالذكر أن المشرفة على ملتقى توتي الثقافي الشريفة انتصار شاهين خصصت قسماً في الملتقى للكتب السودانية لربط السودانيين والسودانيات بثقافة وطنهم وتراثهم,
وفي الختام شكر الحضور السيدة نوال جنيدابي على كرمها في الضيافة وإمتاعهم بالغذاء الفكري، كما شكر الحضور الأستاذ حسن تاج على ما قدمه لهم.

bejawino1@hotmail.com

 

آراء