هل معاملة اللبنانين للسودانيين هى الأذلال الوحيد فى زمن الأنقاذ !! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

royalprince33@yahoo.com

كثير من السودانيين ضاقت بهم الحياة داخل السودان أقتصاديا وسياسيا وعانوا من التفرقه القبليه والجهويه والمحسوبيه فقدموا طلبات لجوء فى عدد من البلدان تفيد بأنهم تعرضوا للأذلال والأضطهاد والتعذيب وأن حياتهم اضحت فى خطر داخل وطنهم، ولولا ذلك لما تم قبول طلباتهم وتوطينهم فى بلاد أخرى ينعم فيها الأنسان بالحريه والديمقراطيه والمساواة وحقوق الأنسان والحياة الكريمه أو على الأقل ولكى لا نبالغ بالمعيشه (المستوره) التى كانت تتمناها (جدادتنا) فى دعواتهم، وبعد أن حصل عدد من اؤلئك اللاجئين على جنسية وجوزات تلك البلدان عادوا يؤيدون النظام الذى كان سببا فى اغترابهم عن وطنهم، ومن عجب  من بين هؤلاء عدد من المتطرفين الأسلامويين الذين يعتبرون الديمقراطيه رجس من عمل الشيطان وأن معاداة دول الغرب فريضة واجبه، حينما ضاقت بهم الحياة كذلك لجاءوا لتلك الدول الديمقراطيه ووجدوا فيها الأمن والأمان، لكنهم بدلا من أن يعترفوا بفضل الديمقراطيه، عادوا للخطابات الجهاديه التحريضيه وجندوا السذج والبسطاء.

وبالعوده للعنوان فأن الشعب السودانى لم ولن يكن الشعب الوحيد الذى تعرض للأهانه والأذلال من حكامه وأنظمته على مر العصور، لكن ما هو مؤسف ومحير أن يقبل جزء من ذلك الشعب بذلك الأذلال!

مثلا اعدام 28 ضابطا خلال شهر رمضان وقبيل العيد دون أن تتوفر لهم محاكمات عادله، وعدم الكشف عن مقابرهم وحتى اليوم، وأن يتعامل بعض من اسرهم بكل اعتياديه مع النظام الذى قتلهم بل أن يثنوا على قادة هذا النظام المتشددين الا يعد نوعا من الأذلال والأهانه والأستحقار لأى مواطن سودانى حر دعك أن يكون اذلالا لأهلهم المقربين؟

مثال آخر، الا يعد قصر الوظائف العليا والدنيا فى جميع المجالات على أهل الثقه والمنتمين للمؤتمر الوطنى دون اعتبار للتعليم والخبره والكفاءة اذلال لكافة أهل السودان ؟

اليس اذلالا وأهانه لأى مواطن حر حينما يصادف ضابط عظيم معاش وطنى شريف يقود سيارة أجره هالكه لكى يوفر قوت اطفاله وابناء دفعته ينعمون بما لذ وطاب، فقط لأنه لم يجارى الموضه ولم يتبن مظهرا يقول (دعونى أعيش)؟

اما صور الأذلال والضظهاد فى الخارج فحدث ولا حرج فطالما النظام لا يستطيع أن يرفع عينه امام اى دوله قريبه أو بعيده فماذا نتوقع من تلك الدول غير أن تذل المواطن السودانى ونهينه وتهضم حقوقه؟

بعد محاولة اغتيال الرئيس المصرى الفاشله فى أديس ابابا، تم اعتقال عدد كبير من المعارضين والمستقلين السياسيين السودانيين فى اثيوبيا ومن عجب لم يكن من بينهم اسلاموى واحد منتمى أو مؤيد لنظام الأنقاذ، وربما نجد العذر للسلطات السودانيه وللسفاره فى أديس ابابا عدم وقوفها مع تلك المجموعه التى اعتقلت لأنها تراهم خصوم وأعداء على طريقة من ليس معهم فهو ضدهم، لكن ما هو أغرب من ذلك اعتقال عدد آخر من السودانيين ربما هم اقرب للنظام من المعارضه، مثلا شابين احدهما له قريب من الدرجة الأولى من رموز النظام الكبار، خدعهما نصاب واستولى على اموالهما وهرب، فتم اعتقالهما لمدة شهر، كامل وحينما جاء احد المسوؤلين فى السفاره وحضر احدى مقابلاتهم مع النيابه ، وشعروا بموقف الدبلوماسى الضعيف العاجز عن الحديث وهم موقوفين دون اى ذنب، تحدثوا معه بحده وعنف فقال لهما : (ارجو أن تعذروننا فنحن فى وضع حرج وأنتم تعرفون أن العالم كله ضدنا الآن)!

لا أدرى لماذا يبقى دبلوماسى فى الخارج مهمته الأساسيه حماية مصالح وارواح مواطنيه اذا كان غير قادر على ذلك العمل؟

والصور المشابهة عديده بل هناك ما هو اشد واسوا من كل ما سردناه وسوف يأتى يوم نذكره بالتفصيل.

لكن ما هو مهم ومع استهجاننا لما حدث للسودانيين فى لبنان، اليس امر محير ان يبقى من هم يؤيدون نظاما يتسبب فى اذلالهم وأهانتهم ويدافعون عنه كما نرى من تصرفات البعض خاصة الذين قدموا طلبات لجوء وتم قبولها وأعادة توطينهم فى بلاد تحكم ديمقراطيا وتحترم حقوق الأنسان وتوفر لهم حياة كريمه؟

آخر كلام:-

كتب ابو القاسم الشابى.

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر

كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر

ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر

إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر

ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر

 

 

آراء