هل هناك أزمة مكتومة بين حميدتي والجنرال الكباشي أم أنها أزمة كيزانية بامتياز؟

 


 

د. زاهد زيد
6 January, 2023

 

كثرت التكهنات بشأن أزمة مكتومة بين حميدتي و الجنرال الكباشي ، ولعل السبب في بروز هذا الأزمة على السطح ، ما جاء من كلام أوله البعض لما يروج في الساحة من اشاعات عن خلاف حاد بين الرجلين بلغ مبلغ أن يقدم الجنرال الكباشي استقالته من المجلس السيادي ام من القوات المسلحة لا أدري .
ولعل كلام حميدتي عن فلان دون التصريح وانما تلميحا وأنه كوز معروف ، أوله البعض بأن فلان هذا هو الكباشي بعينه ولا أحد سواه .
وسبب الأزمة في رأي البعض هو أن حميدتي هو نائب رئيس مجلس السيادة - الما معروف من أين يستمد شرعيته - وأن الكباشي يرى أنه الاحق بهذا المنصب ، لأنه الثاني في الأقدمية بعد البرهان من حيث الرتب والمدة الزمنية في الجيش ، وأنه ضابط نظامي في حين أن حميدتي ما هو الا فريق خلا .
والبعض يرى أن الخلاف بسبب طموحات الرجلين ، فكلاهما لا سقف لطموحاتهما إلا خلافة البرهان والتربع على كرسي الرئاسة .
السبب الأول ربما يكون وجيها وله حيثياته ، ولكن يتجاهل كون حميدتي قوة لا يستهان بها ، فلا أحد ينافسه في القوة غير الجيش الذي يسيطر عليه البرهان ، وسودان اليوم هو ليس بمنطق الأشياء تدار الأمور ولكن بمنطق القوي مهما كان ولو فريق خلا أو آت من الجبال وعندنا وزير المالية الفكي جبرين فما هي امكانياته ليتولى هذا المنصب وسياسته الخرقاء تكاد تودي بالاقتصاد السوداني للدرك الاسفل ، ومناوي حاكم دارفور الذي عاف اهله وسكن الخرطوم لا يحسن ان يقول جملة صحيحة ، وهو في غيبوبة دائمة . ؟؟؟؟
أما طموح الرجلين فمبرر ما دام الامر سداح مداح ، فيمكن لأي شخص مهما كان أن يتطلع لحكم البلد الهاملة التي لا وجيع لها .
ودخل الكيزان علي الخط – كشف المستور- فشاهد وسمع الكل الكوزة حياة أحمد عبد الملك وهي تضحك بهستيريا – طبعا لا حياء ولا خجل - وتتكلم عن أنهم أي الكيزان هم من صنعوا حميدتي وأنه ناكر جميل ولولاهم لكان في خلاه يبيع الحمير ، وأنهم أخطأوا التقدير فبعد أن كان –حمايتي- كما كان يقول البشير انقلب عليهم وتنكر لأسياده . هذا الاعتراف الصريح ماهو بالجديد ولكن أن يبلغ بالكيزان هذا المبلغ من الاسترخاص والبكاء على اللبن المسكوب وفي هذا الوقت يجعلنا نرى بوضوح الازمة بين الكباشي وحميدتي باعتبار ان الكباشي ايضا صنيعة الكيزان تماما كما صنعوا حميدتي لكن الكباشي لازال على ولائه لهم ، وان الظرف هو الذي اجبره ان يساير الجماهير في ثورتها وانه لم يكن يوما الا كوزا يلغ في دم الشهداء من ايام فض الاعتصام الذي هو من قادته ومن الذين خططوا له وانه هو من اراد مع جماعته الصاق التهمة بحميدتي والدعم السريع انتقاما منه وتخلصا من شره .
اذا الان وضح كل شيء وان حميدتي يعلم تماما ضلوع الكباشي وكبار رجالات الكيزان في الجيش والامن في جريمة فض الاعتصام النكراء. اما ما روج له الكيزان من تأويل لكلام حميدتي وربطه بمحاولة انقلابية يقودها هؤلاء في افريقيا الوسطى فكلام قصد منه الكيزان ذر التراب في العيون وصرف الكلام عن وجهته الحقيقية وهي ضلوع الكباشي ورجالهم في جريمة فض الاعتصام وان حميدتي يعلم ذلك جيدا وانه يساومهم بهذه الورقة ويضغط عليهم بها . فأين نحن وما لنا بافريقيا الوسطى ؟ وهذا لا يعني ان انقلاب افريقيا الوسطى كذبة كيزانية فقد يكون المخطط صحيحا وانهم فعلا خططوا له لا لشيء الا لهدف صرف النظر عن جريمتهم الكبرى في فض الاعتصام وما سيكشفه حميدتي، ولا يستبعد انهم هم الذين سربوا معلومات هذا الانقلاب لحميدتي لشغله عن مواضيع اخري ولايجاد ذريعة للكباشي للاستقالة هروبا من الاتهام الكبير .
قلت ولا زلت على قناعة ان الايام ستكشف الفاعل الحقيقي لمرتكب جريمة فض الاعتصام ، ومهما طال الوقت او قصر فسنعرف ويعرف الكل ان وراءها الكيزان وواحد من قادة هذا العمل المنكر هو الكباشي هذا بدون مراء .
الكل يعلم ما قاله يومذاك للقنوات العالمية ، -وحدث ما حدث- وكلامه ان ليس هناك فض للاعتصام في الوقت الذي كان يقتل فيه الشباب ويرمون احياء في النيل مقيدين وعليهم اثقال من حجارة ، والحرائر يغتصبن قريبا من القيادة في مسجد الجامعة . وهو يدعي غير ما يعلم .
لكل ظالم نهاية ويبدو ان نهاية كذب الكباشي ومن خلفه الكيزان ستكون على يد حميدتي وان الله يمهل ولا يهمل . والايام حبلى بالكثير المثير الخطر .
ولا استبعد أن يكون كل هذا – جقليب – كيزاني بسبب قرب التسوية السياسية ، التي ستنهي انقلاب الكيزان البرهاني تماما .
كسرة وسؤال ؟
أين لجنة مولانا أديب للتحقيق في فض الاعتصام ؟ وهل مثل حمديتي امهاما كشاهد ؟ وماذا قال ؟ هل لذلك ارتباط بما قلناه سابقا ؟

zahidzaidd@hotmail.com

 

آراء