هل هو عصر الجنون؟

 


 

 

ضد الانكسار
تفشى نمط محدد من الجنون في الآونة الأخيرة يستحق الدارسة..
وأعتقد من الأسباب الأوضاع الاقتصادية او المخدرات وخاصة عندما تنشر الصحف خبر ١٥٠٠ حالة شهرية تدخل مستشفى التجانى الماحي بينما يكون الواقع به مئات خارج مشفى الأمراض العقلية...الامر يستحق وقفة من اهل الاختصاص.. العامل الاقتصادي.. والضغوط الحياتية بدأت تظهر ملامحها على واقعنا الاجتماعي...
الوضع المتآزم سيخلق مساحات من التفكك الاجتماعي... و الجنون و الانفلات الامنى والجرائم المنظمة وغير المنظمة... الخ
الوضع لا يحتمل تسويات فوقية و لا إتفاقيات سرية و لا لقاءات شخصية تتم عبر العلاقات.... ما يدور سيدخل البلاد فى نفق مظلم....
على الساسة أن لا يثقون فى كل مايقال ولا يوقعون على كل اتفاق غير متفق عليه . لابد من إدخال لجان المقاومة عبر تنوير وأسر الشهداء حتى لا يكون اتفاق فوقى او تسوية سياسية تتداخل فيها المصالح الشخصية... الذين ذاقوا لدغات الحكومات العسكرية المستبدة سيترددون كثيرا فى الجلوس معهم ...
هل يمكن أن تجاوز الدماء و التنكيل والتعذيب؟... من الذي يصنع التغيير من يرفض الآخر او يلهث وراء بعض القيادات التى لا تنظر الا لمصالحها.... هل إعادة المجرب الفاشل سيحل قضايا البلاد والعباد....
هل هو عصر الجنون؟ كما ذكر الدكتور مصطفى محمود فى كتاب يحمل ذات السؤال ... فيه هذه الفقرة التى وقفت عندها كثيرا وجدتها تتجسد في سياستنا (لا أحد مؤمن بما يقول ولا أحد يعمل بما يؤمن) هذا هو واقعنا ساسة بالف وجه و عسكر بمليون وجه ولا أحد يثق فى أحد يقولون ما لا يفعلون... يضعون مصالح البلاد والعباد فى اخر القائمة...
يصل الأمر إلى لغة التهديد والوعيد دون وجود رؤية او نظرة موضوعية لتعمير والبناء...
احيانا ينتابني شعور بأنهم لا ينتمون لهذا الوطن... لأن الانتماء تجرد و بناء وتعمير.....
إننا ندمر ونمزق وطن به موارد تجعله فى قمة الأمم... ينقصه القيادة المتجردة الحكيمة وقبل ذلك التى تمتلك خطط وبرامج...
وطن ينتشر فيه السلاح والمخدرات و تتوالد فيها المليشيات... كيف نتجاوز هذه المرحلة؟ سؤال قبل الإجابة عليه تبرز الحلول الواهية و المسرحيات السياسية الهزيلة.... التى تعقد...
وطن بدون وجيع

&لعل الجنون مجرد حزن كفَّ عن التطور

اميل سيوران
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
Ameltabidi9@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء