هل يترجل البشير من على ظهر المرفعين ؟

 


 

ثروت قاسم
28 July, 2012

 




هل يصير جوزيف كوني في دارفور كأسلحة الدمار الشامل في عراق صدام والأسلحة الكيماوية في سوريا الأسد مسوغا للتدخل العسكري الأممي في السودان ؟

هل يترجل البشير من على ظهر المرفعين ؟

باي باي السيد الإمام والرئيس جبريل ابراهيم والسيد عبدالرسول النور ؟

ثروت قاسم
Tharwat20042004@yahoo.com

الوضع السياسي الراهن !

نلخص أدناه ، في ست نقاط ، بعض الملاحظات العامة على الوضع السياسي الراهن :
1-    المظاهرات الإحتجاجية !
اليوم السبت  29  يوليو 2012 ، يدخل مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 44، وأسبوعه السابع ، وشهره الثاني ! عبر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات على مدار عشرات الأيام ، وستة  جمع: الكتاحة ، ولحس الكوع ، وشذاذ الآفاق ، والكنداكة ، ودارفور بلدنا ، وجمعة الرد الجد !
وسوف تتوالى الجمع وأيام التظاهرات الأخرى ، ببساطة لأن الأوضاع السياسية والإقتصادية  تزداد احتقانا يوما بعد يوم ، بل ساعة بعد ساعة !
2 -  مجلس الأمن !
عقد مجلس الأمن ( الخميس 26 يوليو 2012 ) جلسة لمناقشة تطور المفاوضات بين دولتي السودان بأديس أبابا حول قراره 2046 ،   وخطة الطريق التي رسمها لحلحلة جميع المشاكل العالقة بينهما ، وحل المشاكل  السياسية والإنسانية ( الإغاثات ) بين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية ! ولم يتخذ مجلس الأمن أي قرار ، سوى قراره بعقد جلسة سرية يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، لتقييم الموقف ، ورفع العصا  لمن يعصي ، تحت الفصل السابع والمادة 41 ( عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ) ، وليس تحت المادة 42 ( التدخل العسكري ) ! 
ورشحت معلومات بأن مجلس الأمن سوف يدرس تضمين فقرة ضد نظام البشير في قراره  وتحت المادة 42 ( التدخل العسكري ) بذريعة القبض على جوزيف كوني ، الذي يتهم بعض اعضاء مجلس الأمن نظام البشير بايوائه في دارفور ، ككرت ضغط  يستعمله نظام الإنقاذ  ضد حكومة يوغندا !  الأمر الذي حدى بالأستاذ علي كرتي وزير الخارجية  للسفر الى نيويورك لتنوير أعضاء مجلس الأمن حول هذا الموضوع القنبلة ، ضمن مواضيع أخرى !
هل يصير جوزيف كوني في دارفور كأسلحة الدمار الشامل في عراق صدام والأسلحة الكيماوية في سوريا الأسد ...  مسوغا للتدخل العسكري الأممي في السودان ؟
لمزيد من التفاصيل حول اتهام مجلس الأمن لنظام البشير بمساعدة جوزيف كوني وجيشه  ( جيش الرب ) ، الرجاء التكرم بزيارة الرابط أدناه :
http://www.sudantribune.com/Sudan-warns-Security-Council,43354
والرابط أدناه :
http://www.sudantribune.com/US-congress-passes-reward,43081

لم تسفر مفاوضات أديس أبابا بين دولتي السودان عن أي اختراق رغم أن مهلة مجلس الأمن سوف تنتهي بعد خمسة أيام ( الخميس 2 أغسطس 2012 ) !
كما أصر نظام البشير على :
+ توصيل الإغاثات الإنسانية للنازحين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ( حوالي 360 ألف نازح ) بواسطة عناصره وليس عناصر الأمم المتحدة ، الأمر الذي رفضته الحركة الشعبية الشمالية !
+ كما وافق على توفير الممرات الآمنة للإغاثات الدولية ، بعد موافقة الحركة الشعبية الشمالية على شروطه السياسية ، ومنها تجريد قوات الحركة من السلاح ، الأمر الذي رفضته الحركة !
نظام البشير يصر على استعمال التجويع الجماعي ، والتعطيش الجماعي ، والحرمان من الأدوية والأمصال لنازحي شعوب الأنقسنا والنوبة ( أكثر من 360 الف نازح ) كسلاح لتحقيق أهدافه السياسية الذئبية !
مفاوضات أديس أبابا  على المسارين :
+  نظام البشير مع حكومة جنوب السودان  ،
+  ونظام البشير مع الحركة الشعبية الشمالية ؟
محلك سر !
3 -  البشير والمرفعين !
يمتطي الرئيس البشير صهوة مرفعين جامح (سدة الحكم) !
لا يستطيع الرئيس البشير النزول من على ظهره ! إذا ترجل منه فسوف يجد فاتو بنسودة حاملة أمر القبض ، ويتم فتح ملفات الإتهام !
يقول لك السفير برنستون ليمان ، المبعوث الأمريكي :
الرئيس البشير ؟  وجهان لعملة واحدة :
+   ترى في وجه ( الطرة) الرئيس البشير كحاكم أوحد الكل يسبح بحمده ، ويقولون سمعنا وأطعنا ! لا يعصي له أحد أمرا !
للأسف لا يوجد جوكر الإمبراطور الروماني الذي يهمس في أذن الرئيس البشير :
تذكر أنك بشر مخلوق من صلصال من حمإ مسنون !
+  وترى في الوجه الآخر ( الكتابة ) لقطعة العملة الرئيس البشير ، وهو محاصر و مواجه بأمر القبض من المحكمة الجنائية !
الرئيس البشير ...رهينة في أيادي إدارة اوباما !

وهذا هو السيناريو الثنائي الوجه ( الطرة والكتابة )  والمثالي ، الذي تحلم به إدارة اوباما لتتمكن من تمرير أجندتها في بلاد السودان !
4 – الهدف الأمريكي الأني ؟
في هذا السياق صرح المبعوث الأمريكي برنستون ليمان بأن الهدف ( الآني ) لإدارة أوباما ( المجتمع الدولي ) من مفاوضات أديس أبابا ، في اطار قرار مجلس الأمن 2046  ،  يتلخص في أمرين :

+  الأول أن يتوصل الطرفان الى اتفاق فوري حول ملف البترول لكي توقف إدارة أوباما نزيفها المالي المتمثل في تقديم الإغاثات الإنسانية لأكثر من نصف مواطني الجنوب ( 4 مليار دولار كل سنة ) ؛ ولكي يتحصل الشمال على مدخلات مالية اضافية تساعده في وقف انهياره الإقتصادي ، وتوقف المظاهرات الإحتجاجية ؛

+  الأمر الثاني  أن يبدأ  نظام البشير مفاوضات سياسية مع الحركة الشعبية الشمالية ( كمال  حقنة  -   مالك  عقار )   على أساس اتفاق نافع – عقار ( أديس ابابا – 28 يونيو 2011 ) الذي نقضه الرئيس البشير في نفس يوم توقيعه !

الغرض من المفاوضات السياسية  الثنائية تسكين عقار كوالي لولاية النيل الأزرق ، والحلو كوالي لولاية جنوب كردفان ، وهارون كوالي لولاية غرب كردفان ؛ وبالتالي تحييد وعزل الحركة الشعبية الشمالية ، وتفتيت تحالف كاودا الثوري ، واضعاف تحالف قوى الإجماع الوطني ، وحرق مراكب الإنتفاضة الشعبية  !

5- أهداف السيناريو الأمريكي ؟

تحاول إدارة أوباما تسويق سيناريو شيطاني ، ما أنزل الله به من سلطان ؛ به كاسبين وآخرين خاسرين !

هذا السيناريو الشيطاني يضمن خمسة أهداف كما يلي  :

أولا :

+ استمرار الرئيس البشير ( ومعه أمر قبضه ) حاكما على بلاد السودان ، الى ما بعد أبريل 2020 ... رئيسا للمؤتمر الوطني في أغسطس 2013 ، ورئيسا لبلاد السودان  ( لمدة 5 سنوات ) في انتخابات أبريل  2015 المخجوجة ؛

ثانيا :

+ تسكين عقار واليا لولاية النيل الازرق ، والحلو واليا لولاية جنوب كردفان ، واستيعاب بعض قواتهما في الجيش السوداني ، وتسريح البقية بمعروف ، بعد اتفاق سياسي مضمون أمريكيا ( دوليا ) ؛

ثالثأ :

+ تدجين الحركة الشعبية الشمالية بنزع سلاحها لتصير حزبا سياسيا ( غير مسلح )  من أحزاب البترول المسارية والدقيرية ، وبالتالي تفتيت تحالف كاودا الثوري ، وخصي تحالف قوى الإجماع الوطني !

ويمكن اخراج فيلم أم ضبيبيني عن الحوار العبثي والرأس ( 4 عيون ) ...  الشياه القاصية ...   وال (85%)  ... نموذج معالي الفريق صديق  ...    بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي ، على أن ينتهي اخراجه في أبريل 2020 ، كذر للرماد في العيون ، وتبريد شعرة جلد الشعب السوداني !

باي باي السيد الإمام !

رابعا :

+ موافقة الرئيس سلفاكير على طرد حركات دارفور الحاملة للسلاح من دولة جنوب السودان ، وموافقته على تدجين واستئناس بل خصي الحركة الشعبية الشمالية ؛

باي باي السيد جبريل ابراهيم  ( أمير فتاحة المحررة ) وولديه !

خامسا :

+ هذا السيناريو يعتمد على مباركة الرئيس سلفاكير ، الذي يفتح صنبور الحركة الشعبية الشمالية ويقفله !

وبالتالي على الرئيس البشير تقديم تنازلات موجعة للرئيس سلفاكير  في أديس أبابا  ، لضمان موافقته !

من هذه التنازلات قبول  حوالي 16 دولار لترحيل برميل النفط ، وفك عبدالرسول النور وبهائمه عكس الهواء!

باي باي عبدالرسول النور !

بعد استعراض السيناريو الامريكي  أعلاه ، يمكن للقارئ الكريم التكرم بالاجابة على السؤال المفتاحي :

هل يترجل الرئيس البشير من على ظهر المرفعين ؟


6 -  الحركة الشعبية الشمالية !

+  أصدرت الحركة الشعبية الشمالية وكذلك تحالف كاودا الثوري بيانا للناس يوضح ايجابيات وسلبيات البرنامج الديمقراطي البديل ، الذي اعتمده تحالف قوى الإجماع الوطني يوم الأربعاء 4 يوليو 2012 !

وبقي البيان معلقا في الهواء لم يتم تنزيله الى أرض الواقع !

لم يخطو تحالف كاودا أوتحالف قوى الإجماع  الخطوة المنطقية التالية ، وهي الإتفاق بينهما   على برنامج معدل يلبي الحد الأدنى من أشواق التحالفين ، ويتم التوقيع عليه في الخرطوم وكاودا ليصير ملزما للتحالفين ، خصوصا فيما يخص التعامل مع قرار مجلس الأمن 2046 !

ولا يزال البرنامج  الديمقراطي البديل معلقا في الهواء !

+ اتفق القائد ياسر عرمان ، ممثلا لتحالف كاودا ، مع المعارضة السورية ، تلفونيا ، على التنسيق والعمل المشترك ، وبالأخص في تسيير المظاهرات المشتركة والوقفات الإحتجاجية المشتركة في دول الشتات ! وبعد هذا الإتفاق التلفوني ، سير السودانيون عشرات المظاهرات في دول الشتات ، بدون أي مشاركة من المعارضة السورية !

والعكس صحيح !

ذاب الإتفاق التلفوني شمار في مرقة ، ونسيه الناس ، ولم يتم تفعيله !

المعارضة السودانية تحتاج لزخم المعارضة السورية ، أكثر من احتياج المعارضة السورية لمشاركة نظيرتها السودانية !

ولكن للأسف لم يخطو القائد ياسر عرمان الخطوة العملية التي كانت سوف تنقل الإتفاق من التلفون للشارع السياسي في دول الشتات !

اصبح الإتفاق التلفوني معلقا في الهواء ، ولا يزال !

كلام تلفونات ساكت ؟

سماحة جمل الطين !

+   جدد القائد ياسر عرمان ( أديس أبابا – الخميس 26 يوليو 2012 ) ، موقف الحركة الشعبية الشمالية المبدئي من تنفيذ قراري الإتحاد الأفريقي ومجلس الأمن ( القرار 2046 ) مؤكدا  اعتراف الحركة  بالقرارين!

تجدر الإشارة الى أن القرارين يلزمان نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية بالتفاوض (  الثنائي )  حول المشاكل السياسية العالقة بينهما ، اضافة للتفاوض حول المسائل الإنسانية (توصيل الإغاثات الدولية عبر ممرات أمنة) للنازحين في مناطق نفوذ الحركة !


نواصل  في حلقة قادمة  مصير تحالف كاودا الثوري ، والبرنامج الديمقراطي البديل ؟
...


 

آراء