هل يصلح العطار حزبا افسده الدهر يواصل التمزق منذ ستين عاما
siram97503211@gmail.com
صوت الشارع
اربعة احزاب فقط عرفها السودان فى مسيرته السياسية ثلاثة منها منذ
الثلاثينات الوطنى الاتحادى والامة والاكثر وجودا وقوة و ثالثهم الحزب
الشيوعى بمسمياته المختلفة من الجبهه المعادة للاستعمار قبل تحولها للحزب
الشيوعى السودانى وهو الاقل جماهيرية وان كان تاثيره نوعى ويختتلف عنهم
لانه حزب عقا ئدى فكره ونظريته التى يقوم عليها مستوردة من الخارج من
المعسكر الشيوعى الذى تقوم نظريته على دكتاتورية طبقية تصفى غيرها من
الطبقات بثورة شعبية مما ينفى انتمائها للمؤسسية الحزبية الدينقرلطية
وانضم اليهم رابعهم حزب الحركة الاسلامية من منتصف الستيتيات مع ثورة
اكتوبر
واذا كان لاربعتهم ما يتفقون عليه هو انهم صناعة اجنبية لا تمت للسودان
بصلة فلقدعرف السودان مولد اكبر حزبين هما الوطنى الاتحادى والامة من
خلال الصراع بين طرفى الحكم الثنائى المسمى بالحكم الانجلومصرى للسودان
فولد الاول مواليا لمصر وداعيا لوحدة وادى النيل اى الوحدة مع مصر
والتى كانت تخضع لنظام ملكى لاسرة الملك فاروق قبل ان يطيح به انقلاب 53
والثانى ولد م نرخم الاستعمار الانجليزى ويرفض وحدة وادةى النيل وعلى
عداء سافر مع مصر ويدعو لدولة مستقلة ولكن تحت التاج البريطانى وتمثل
هذا الحزب فى طائفة انصار المهدى تحركهم رغبة زعيم الطائفة السيد
عبدالرحمن المهدى فى ان يتوج ملكا تحت العرش البريطانى بينما كان الحزب
الثانى الوطنى الاتحادى يقوم على شراكة ثنائبة بين العناصر الوطنية
التى افرزها مؤتمر الخريجين وظائفة الختمية تحت ز عامة السير السيد على
الميرغنى واما الحزب الشيوعى فهو بحكم مسماه مولده النظرية الشيوعية
تحت هيمنة وقيادة المسكر الشرقى المناوئ للمعسكر الغربى الذان يتنافسان
على السيطرة على العالم و مركزه موسكو اما حزب الحركة الاسلامية فمولده
يرجع للتحول فى فكر الحركات الاسلامية الدعوية والتى احاطت ببعض قادتها
الشكوك بانتمائهم للماسونية والله اعلم ولكن تحولها ومولدها كاحزاب
سياسية من صناعة امريكا فهى الاب الشرعى والممول لها رغبة فى
استغلالهم حتى يكونوا دعما لامريكا لمناهضة المعسكر الشيوعى
لهذا وحتى لا يكابراحد فانه ليس بين الاربعة احزاب من كان مولده سودانيا
اما وابا فاربعتهم لاب اجنبى
واذا كان الصراع والنزاع بين التيارين فى اكبر حزبين لم يخلوا من
العنف من جانب طائفة المهدية قد افرز فشل الكتلتينن فى تحقيق ما خططوا
له حيث صب الامر فى نهاية الامر فىى حل وسط كان نتاجه استقلال السودان
خاصة لوجود بعض عناصر وطنية تامل فى ان يكون نتاج هذا الصراع الاستقلال
خاصة وان هناك عوامل جانبية ساعدت عليه بسسب الخلاف يين مصر والحزب
الوطنى الاتحادى مما عجل لفض التحالف بينهما على اثر اعفاء عسكر مصر
القابضين على الانقلاب اللواء محمد نجيب من رئاسة مصرمما ادى لتوافق
اطراف الصراع على الاستقلال المبرا من التاج البريطانى كحل وسط بعد ان
تراجع الوطنى الاتحادى عن وحدة وادى النيل ليدخل السودان المرحلة
الثانية فى تاريخه والاكثر اهمية
وهى مرحلة الحكم الوطنى الذى لم يكن بين الحزبين من اعدعدته اليه وكان
مهيا له مما اعجزهم من نحقيق متتطلباته
لست هنا بصدد الحديث عن فشل هذه الاحزاب الاربعة فى الحكم الوطنى
فلقد اوفيت هذا الموضوع حقه فى حلقات سابقة ولكنى قصدت من هذه الخلفية
التاريخية لمولد وتكوينات هذه الاخزاب ان اصل لما الت اليه البنية
الحزبية الفاسلة التى يقوم عليها الحكم الوطنى بسسب هيمنة احزاب تفتقد
المؤسسية منذ مولدها العشوائى او الانتساب لفكر عقائدى لا يتوافق مع
المؤسسة الديمقراطية وينبع اهتمامى فى هذا الامر بصفة خاصة فى الحزب
الوطنى الاتحادى الذى كان رهان الوطن عليه وحده اولا لانه استحوذ على
ثقة اغلبية الشعب السودانى فى اول معركة انتخابية واول واخر حزب يحقق
اغلبية حاكمة وثانيا لانه كان وحده الذى لا تسيطر عليه طائفية او
تقيده عقائدية خاصة بعد ان فك الارتباط من الطائفية وانحازت له اكثرية
الحركة الاتحادية ليصبح وحده المؤهل لان يتحول لحزب مؤسسى ديمقراطى قابض
على اغلبية الشعب السودانى على نمط حزب المؤتمرالهندى ولكنه اهدر هذا
لما عاد لحضن الطائفية ولو ان هذا تحقق للسودان لما شهد اليوم اكثر من
مائة حزب وهمى ولما شهد السودان هذا المسلسل من الانقلابات العسكرية
لهذافان فشله فى تحقيق المؤسسية الد يمقراطية هو الذى اعجز السودان وافقر
شعبة واهدر وحدته وسفك دماء ابنائه وحطم مستقبله وجعل من المستحيل
عليه ان يصلح حاله بعد ان اصابه فى مقتل وافقد شعبه ان يكون له حزب
بقوة ومؤسسية قادرة على اسعاد شعبه فى بلد انعم الله عليه بكل الخيرات
كما ان الذى دفعى ثانية للاهتمام بهذا الامر ما تشهده الحركة
الاتحادية من جدل من الطامعين فى ان يجمعوا شتات هذا الحزب و لكن هل
يصلح العطار حزبا ظل يفسده الدهر لستين عاما كل عام منها يشهد
المزيد من منظمات تحمل مسماه كما تشتت غالبية قاعدته لعشرات الاحزاب
الهامشية حيث انه ومنذ عامه الاول فى السلطة انشطر لحزبين ثم ظل طوال
السنوات اللاحقة يتتضاعف عددها ويالها من مفارقات يصعب تفسيرها حتى
ان من يشاركون منها فى السلطة منقسمون على بعضهم ومن يعارضون على صراع
مع يعضهم ومن يقفون خارج الرصيف على خلاف مع بعضهم فاين المنطق فى هذا
الواقع الغريب
وتبقى مشكلة الحزب الاكبر والتى تسد الطريق امام عودته حزبا للحركة
الوطنية لان قيادته ارتكبت اكبر خطا فى تاريخه يوم عادت واسلمته
للطائفة بعد ان تحرر منها حتى تمكن زعيمها من احكام قبضته عليه حتى اصبح
ازمة لايمكن حلها
(فبوجوده ما ببقى وبراه ما بعود)
فكونوا معى لنقف على حقيقة واقعه و لنبحث بشفافية هل من مخرج وكيف يكون)