هل يفوز سلفاكير بالرئاسة بمسك العصا من النصف ؟ …. بقلم: فقيري حمد

 


 

فقيري حمد
29 May, 2009

 


 ما الذي يمنع الحركة من بناء تحالف وطني عريض؟
التمسك بنفاشا يمنع الحركة من الرئاسة
التوافق الوطني علي رئيس الحركة الشعبية الفريق سلفاكير لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية 210 يعبد الطريق للوحدة و الاستقرار لو خرجت الحركة من التقوقع الجهوي و تمددت قوميا .  ترسيح سلفا يجد الدعم  من اجل الوحدة و السلام و الاستقرار في بلد تأكله ألثأرات و الغارات , و تتداعي عليه الامم , و تتناقص من أطرافها .   تأئد سلفاكير يجب ان لا يكون   نكاية في المؤتمر الوطني بل أختبارا لقومية الحركة الشعبية علها تعلن صراحة انها تريد الرئاسة لا طمعا في السلطة ولا جشعا في الثروة بل تأصيلا للمواطنة , ترسيخا للدولة المدنية , تمتينا للوحدة الوطنية , قسمة عادلة للثروة بين أقاليم السودان , تحقيقا  للتنمية , تاسيسا ا لدولة القانون, و هزيمة ماحقة للاستعلاء العرقي و الثقافي . هذه هي أستحقاقات هذا الدعم لو أرادت الحركة الشعبية الفوز بأعلي موقع سياسي في بلادنا السودان {مكتب رئيس الجمهورية } .ترشيح سلفاكير يجد دعما من بعض الساسة   السودان , لكن فوزه بالرئاسة يبقي مرهونا بمدي أستعداد الحركة لقيادة مبادرة سياسية جرئية تبرهن قدرتها علي قيادة مشروع التحول الديمقراطي و استعدادها لدفع استحقاقات الرئاسة . الحركة تريد للرئاسة لكنها لم تقل بغم عن الخطوط العريضة لبرنامجها الانتخابي و لم تبدي رغبة في تحالف وطني عريض و لم ترسل خطابا أو مندوبا لحزب سياسي سوداني بل غارقة في صراعات السلطة و الثروة مع المؤتمر الوطني لانها تخشي علي موقع النائب الاول. الحركة تتحاشي معمة الرئاسة خشية ان يختار المؤتمر الوطني نائبا اول من أحزاب او ابناء الجنوب و خصوصا ان حصص نفاشا تنتهي بنتيجة الانتخابات. الحركة لن تنال الرئاسة بالتردد و الخوف من خوض التجربة و لن تنالها بتحالف احزاب صغيرة يتصدره الشعبي و يحركها دكتور ترابي لا ايمانا بالحركة بل نكاية بالمؤتمر الوطني . أذا أرادت الحركة الشعبية سلفاكير رئيسا للسودان , عليها أن تصلح ما أفسدتها من علاقات مع القوي الوطنية و تتخذ جملة من المعالجات الجرئية و الضرورية أجملها في الاتي: ة أولا: علي الحركة ان تعيد اعادة تريب علاقاتها مع حلفاء الامس و تسترد ثقة القوي السياسية وقد بعدت الشقة بين الحركة و قوي التجمع الوطني الديمقراطي منذ أمد بعيد . منذ أن حل سلفاكير القصر الجمهوري نائبا اول , الحركة لا تريد ان تقترب من القوي السياسية و كأن هذه القوي بها جرب , و لا تذكر برنامج القضايا المصيرية بخير و لا يعتز قادتها بعلاقات الزمالة التي جمعتهم بكوادر و قيادات احزاب التجمع الوطني الديمقراطي. علي الحركة ان تدرك ان سلفاكير لن يفوز بالرئاسة الا من خلال تحالف وطني عريض تجمع عليه قوي السودان و يباركاه المرشد و الامام.
ثانيا: اعلان موقف واضح و صريح من قضية الوحدة الوطنية و اتخاذ سياسات دالة علي وحدوية الحركة الشعبية . تذرع الحركة بحجة ان غالبية سكان الجنوب لا يرغبون في الوحدة لا يعفي الحركة من تثبيت قواعد الوحدة لو كانت وحدوية حقا لان الحركة هي التي تحكم الجنوب . اذا ارادت الحركة سلفاكير ريئسا للسودان الموحد عليها أن تستعين بالخبرات السودانية في بناء و تطوير الحنوب بدلا من استقدام المدرسين و الادارين من كنينا و يوغندا . الحركة تستقدم خبرات موجودة في السودان من الجوار الافريقي و ترسل ضابط البوليس و السجون للتدريب في كينيا و يوغندا . الاف الادارين و المدرسين و القضائين من كوادر التجمع الوطني و مؤئدي الحركة الشعبية كانوا أولي بالاستقدام لسد العجز الوظيفي في جنوب السودان و هم اكثر كفاءة و اكثر معرفة و أقل تكلفة و أقرب وجدانا و دما و رحما لشعب جنوب السودان .
ثالثا : رغبة الحركة الشعبية في رئاسة السودان تلزمها ايقاف مشروع بناء جيش جنو ب السودان . الحركة لن تقنع احد بوحدويتها و هي تنفق اربعين في المائة من حصتها في الثروة في بناء قوتها الجوية و البرية فضلا عن ذلك تنازل الفريق سلفاكير من حقه طواعية كنائب القائد الاعلي للقوات المسلحة. هذا حقه الدستوري كونه النائب الاول لرئيس الجمهورية لكن سيادته يفضل لقب القائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان . لابد ان تعلن الحركة في برنامجها الانتخابي التزامها بقومية و مهنية القوات المسلحة . وحدة القوات المسلحة هي الضمانة الحقيقة لوحدة و سيادة الدولة
 ليست هنالك دولة ذات سيادة عضوة في الامم المتحدة لها جيشان الا جمهورية السودان.   
رابعا : الحركة التي تريد حكم السودان الموحد عليها ان توجهه خطابها الخارجي و علاقاتها مع الجوار الافريقي و الغرب لخدمة مصالح السودان كله . الحركة هو الحزب الوحيد في العالم الذي له بعثات دبلوماسية في الخارج, ترشيح سلفاكير للرئاسة يستوجب سحب البعثات الدبوماسية للحركة و ابراز سياسية خارجية بناء و مختلفة عن سياسية المؤتمر الوطني من خلال تنشيط وزير خارجيتها في ما تسمي بحكومة الوحدة الوطنية.
خامسا : الحزب الوحدوي لا ينازع في الحدود بين أقاليم دولته أمام محكمة العدل الدولية و التي غالبا ما تنظر في النزاع ما بين الدول مثل طابا بين مصر و اسرائيل و حنيش بين أرتريا و اليمن و لا اذكر حادثة نزاع داخلي بين أقاليم دولة فصلت فيها العدل الدولية { ارجو ان يذكرني احد من خبراء السياسة في بلادي و ما أؤتيت من العلم الا قليل } . أما و قد تاقت الحركة للرئاسة عليها ان تسحب ملف أبيئ من امام محكمة العدل لتثبت للناخب السوداني انها حزب وحدوي يؤمن بان حدود الجنوب ينتهي في اسوان و ان كل شبر في السودان ملك مشاع بين جميع أهله                            سادسا: التمسك باتفاقية نفاشا كانه كتاب مقدس لا يساعد الحركة في حصول الي الرئاسة ذلك ان الاتفاقية بها ثغرات كبيرة تضر بفكرة الدولية القومية الموحدة و تمنع ارساء قواعد الدولة المدنية التي تنادي بها الحركة الشعبية . الاصرار الحركة علي استمرارية نفاشا حتي بعد مرحلة الانتقال يضر الحركة لانه ببساطة يمكن للمؤتمر ان يقدم طعن دستوري في ترشيح سلفاكير لان نفاشا تجعل الرئاسة حكر للمؤتمر الوطني او الشمال. وفق نفاشا , سلفاكير لا يتولي الرئاسة حتي في حالة غياب الرئيس بالمرض او الموت او الاقالة. في تقديري هذه الخطوات الست تبقي ضرورية لو صدق عزم الحركة في الحصول علي موقع رئاسة الجمهورية. الحركة لن تصعد للرئاسة الا اذا جددت مسارها القومي و أعادت تحالفاتها السياسة و نهضت بأدائها الحكومي علي مستوي المركز . الحركة أخذت حقها من السلطة المركزية و الثروة القومية و الحكم المطلق لجنوب السودان لكنها لم تنهض بواجباتها علي الوجهه الاكمل. لابد من الاشارة بأن الحركة حصلت علي حقوقها ولكنها قعدت عن واجبتها علي مستوي المركز و أبدت زهدا مخلا حول القضايا القومية تركيزا علي صراعات لا ترقي لأمال شعبنا في نفاشا علي علاتها. فالنائب الاول و الذي كان مفترضا فيه أن يجوب السودان طولا و عرضا مبشرا بالسلام و الديمقراطية و الوحدة جعل مقر اقامته الدائمة في جوبا بدلا من الخرطوم. خلال ثلاث اعوام من الاتفاق, لم نسمع أن الفريق سلفاكير حضر تخريجا لطلبة , او لقاء جماهيريا في العاصمة و الاقاليم , او افتتح مصعنا او معبرا أو تبني مشروعا قوميا يجسد التلاحم الاخوي و القومي بين الشمال و الجنوب.خلال ثلاث أعوام من الاتفاق, لم يتقدم وزير واحد من وزراء الحركة المزكزين للمجلس الوطني ببرنامج يخالف الحزب الحاكم و لو من باب أختبار أغلبية المؤتمر الوطني و مدي أنحيازها أو رفضها لبرنامج السودان الجديد. الحركة الشعبية تركت مشاكل البلاد عن طواعية للمؤتمر الوطني و أنصرفت للجنوب.استنادا علي ما ذكرت, يبقي فوز الحركة مرهونا باحياء اجندتها و تحالفاتها الوطنية و ترقية أداءها البرلماني و التنفيذي و التبني العلني لمشروع الدولة المدنية الموحدة و الا ستروح الحركة شمار في مرقة و علي الوحدة السلام   .
fagirbrock@hotmail.com

 

آراء