هيلاري كلينتون تبرم الاتفاق النفطي الأمريكي من جوبا بالرموت كونترول الما خمج ؟

 


 

ثروت قاسم
5 August, 2012

 



Tharwat20042004@yahoo.com

1 - مفاوضات أديس أبابا ؟
انتهت جولة أخرى من سلسلة جولات مفاوضات أديس أبابا ، بين دولتي السودان ، حول قرار مجلس الأمن 2046 ، على أن تبدأ الجولة القادمة بعد اجتماع مجلس الأمن في يوم الخميس 9 اغسطس 2012 !
الموقف العام عجاجي بالنسبة لنتائج المفاوضات !
ولكن يمكن الإشارة الى 4 نقاط محورية ، كما يلي :
أولا :
وصلت هيلاري كلينتون الى جوبا صباح الجمعة 3 أغسطس 2012، ودخلت مباشرة في لقاء 4 عيون مع الرئيس سلفاكير ! ضغطت فيه على الرئيس سلفاكير ( لي أذرع ؟ )  لكي يتلفن في وجودها لباقان اموم في أديس أبابا ليتوصل الى اتفاق مرحلي مع وفد السودان للثلاثة سنوات ونصف القادمة ( حتى أول مارس 2016 ) حول رسوم ترحيل برميل النفط ، حتى يستطيع الرئيس سلفاكير ضخ النفط فورا ، وانقاذ دولته من الإنهيار ! وذكّرت هيلاري الرئيس سلفاكير بأن أدارة اوباما لا يمكنها في وضعها المالي الحرج حاليا تقديم أي مساعدات مالية لإنقاذ اقتصاد دولة جنوب السودان المنهار !
قالت  هيلري بلهجة حاسمة وهي تخاطب الرئيس سلفاكير :
الرئيس اوباما يصر على أن تفتحوا ، وفورا ، أنابيب النفط ، ليتدفق النفط مجددا !
إن نسبة من ( شيء ما ) ، أفضل من نسبة من ( لا شيء)  ! 
خلال الفترة المرحلية ( 3 سنوات ونصف  السنة وحتي اول مارس 2016 )  ، يمكنكم بناء خط انابيب آخر الى ممبسة أو جيبوتي  ، اذا لم تتحسن علاقاتكم مع دولة السودان !
تذكر يا ريس سلفاكير ، أن الرئيس البشير حليف قوي لأدارة  أوباما ، ولن نسمح بسقوطه ، لأسباب أقتصادية !
خلال الفترة المرحلية   ، يجب  أعتماد 11 دولار كسعر رسمي لترحيل  برميل النفط  ( بدلأ من 36 دولار التي كان يصر عليها الرئيس البشير )  !
ولكن ، وخلال  هذه الفترة المرحلية    ، تصر أدارة اوباما  علي أن تدفع  حكومة الجنوب أكرامية  ( بقشيش )  بقيمة    3 مليار و200 مليون دولار   كمساعدة  لنظام البشير  ، كمكافاة  له علي  الموافقة علي أجراء أستفتاء سلس ، وحتي لا ينهار  نظام البشير  أقتصاديأ  ! على ان يتم  خصم هذا البقشيش عينيأ ،  وتدريجيأ وبشكل يومي ،  بمعدل (14.88) دولار من كل برميل مباع  !   علي أن ينتهي الخصم اليومي  بمجرد  تحصيل السودان علي كامل  مبلغ البقشيش   ( 3.2 مليار دولار )  !
ولكن لحفظ ماء وجه الرئيس البشير أمام شعبه ، يمكن السكوت علي أدعائه  بان رسوم الترحيل  لبرميل النفط  بلغت 25.88  دولار للبرميل ، بدلأ من الرقم الحقيقي 11 دولار للبرميل  !
وافق الرئيس البشير علي هذا الاجراء البارحة  (  يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ) ، بعد ضغط أمير قطر عليه في الدوحة ، وأصدر اوامره لفريقه المفاوض في أديس ابابا ، بالقبول بهذا الحل التوافقي ، الذي أبتدعه اوباما ، ويصر علي تفعيله وفرضه علي الطرفين !
وليس أمامكم ، يا حضرة الرئيس سلفاكير ، غير الموافقة علي هذا الحل التوفيقي !
تحرك الآن ، وإلا ندمت فيما بعد ، ندامة الكسعي !
أنتهي كلام هيلري ، الذي لا يحتاج  لتنقيط حروفه المنقطة !
كانت هيلاري مصممة على أهمية التوصل لإتفاق مرحلي  بين دولتي السودان  بخصوص  النفط ، حتى تستطيع إدارة أوباما توفير الأربعة مليار التي تطرشها كل سنة لإغاثة مواطني دولة جنوب السودان !
وقد  كان للمرأة الحديدية ما أرادت !

تلفن الرئيس سلفاكير لباقان اموم حسب طلب هيلاري ، وتم الإتفاق في أديس أبابا بين الوفدين  بعد ساعات من لقاءها مع سلفاكير في مكتبه في جوبا ، وتماما ، ولأخر شولة ، حسب ما قالت به المرأة الحديدية  !
يمكنك مراجعة تقرير مراسل مجلة جون افريك المرافق لهيلاري في طائرتها في زيارتها لجوبا ، ضمن زياراتها لدول أفريقية أخرى ، على الرابط أدناه :
http://www.jeuneafrique.com/Article/ARTJAWEB20120804100827/soudan-diplomatie-petrole-omar-el-bechirsoudans-juba-et-khartoum-tombent-d-accord-sur-le-partage-du-petrole.html

كما يمكنك مراجعة تقرير مراسل جريدة النيويورك تايمز في نفس الموضوع علي الرابط  أدناه :
http://www.nytimes.com/2012/08/05/world/africa/two-sudans-reach-deal-on-fees-for-oil-pipelines.html?ref=africa

نجحت كماشة أوباما في ابرام الإتفاق النفطي بين دولتي السودان ! الفك الأعلى في الدوحة ، والفك الأسفل في جوبا !
وأصدر أوباما بيانا يوم السبت 4 أغسطس 2012 يهنئ فيه دولتي السودان على ابرامهما اتفاق النفط المرحلي !
والعاقبة لبقية الملفات العالقة مع كماشة أوباما السحرية !

في هذا السياق ، قال الدكتور مطرف صديق  ، أن الرئيس البشير ربط موافقته النهائية على رسوم ترحيل  برميل النفط خلال الفترة المرحلية بموافقة الرئيس سلفاكير على قفل الملف الأمني حسب شروط  الرئيس البشير ! الملف الأمني هو كلمة الدلع لنزع سلاح قوات الحركة الشعبية الشمالية وتسريحها ، وطرد حركات دارفور الحاملة للسلاح من جنوب السودان !
هل يوافق الرئيس سلفاكير على هذه الشروط (  التعجيزية ؟  ) ؟ أم أننا سنشهد عودة المفاوضات لما قبل المربع الأول ؟
وهل يقبل أوباما أن يعامله الرئيس البشير كما يعامل بقية خلق الله  ... نقض للمواثيق والعهود ، وتأشير يمين ولف شمال ، ولعبة الفيل والفأر ، وبيع التراميج ؟
هل يملك الرئيس البشير ترف اللعب بالنار مع اوباما ، كما يلعب حاليأ مع السيد الأمام ؟
انتظروا ! إنا معكم منتظرون !
ثانيا :
أعطى الإتحاد الأفريقي مهلة اضافية ( شهرين )  لدولتي السودان ، تنتهي في يوم السبت 22 سبتمبر 2012 ، للإنتهاء من الملفات العالقة !  من المتوقع أن يوافق مجلس الأمن على هذه المهلة الإضافية ، في اجتماعه القادم يوم الخميس 9 أغسطس 2012 !
إذن موعدنا القادم يوم السبت 22 سبتمبر 2012 !
ثالثا :
طلب الإتحاد الأفريقي من الرئيسين البشير وسلفاكير الإجتماع قبل يوم السبت 22 سبتمبر 2012 ، للوصول الى حلول حول كل المسائل العالقة ، وبالأخص اقليم أبيي !
غلوطية أبيي معقدة وغاية في البساطة في آن واحد !
يعتمد حل الغلوطية على إجابة الرئيس سلفاكير على سؤال واحد ...  بنعم أو لا ؟
هل يوافق الرئيس سلفاكير على مشاركة قبيلة المسيرية في استفتاء أبيي ، أم لا ؟
نعم الرئيس سلفاكير تعني استمرار أبيي ضمن دولة السودان !
ولاءه تعني ضم أبيي لدولة جنوب السودان !
طرة أم كتابة سوف تحدد مصير أبيي ...  القنبلة الموقوتة بأمتياز ؟
في هذا السياق ، هل تعلم أن مساحة أبيي أكبر من مساحة دولة قطر ( 11586 كم2) ، وعدد سكانها  أكثر من أربعة أضعاف مواطني  دولة قطر ؟
رابعا :
مساء يوم السبت 4 اغسطس 2012 ، وفي أديس أبابا ، تم التوقيع على اتفاق إنساني ( غير الإتفاق السياسي الذي سوف يكون في مسار آخر)  ، تتم بموجبه فتح الممرات الإنسانية  لتقديم الإغاثات للنازحين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ! كان الإتفاق  بين الثلاثي ( الإتحاد الأفريقي والجامعه العربية والأمم المتحدة) من جانب ، ومن الجانب المقابل نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية ، كل على حدة ! سوف تتم مراجعة هذا الإتفاق شهريا ، بعد أن نقض نظام البشير اتفاقا مماثلا تم ابرامه في يوم السبت  18 فبراير 2012 !
نظام الانقاذ  يمارس سياسة الأرض المحروقة  والتطهير العرقي ضد نازحي شعوب الأنقسنا والنوبة ( حوالي 500 ألف نازح ) ، بحرمانهم ، جماعيا ، من الماء والطعام ، والدواء ،والأمصال، منذ يونيو 2011 !
يبقى السؤال المفتاحي :
هل توقع الحركة الشعبية الشمالية اتفاقا سياسيا مع نظام البشير على أساس اتفاق عقار – نافع ( أديس أبابا – 28 يونيو 2011 )  ، أم تلتزم بتعهداتها لشركائها في تحالف كاودا الثوري ؟
موعدنا الصبح لنعرف !
أليس الصبح بقريب ؟


2 -  برندرغاست في صحيفة الواشنطون بوست !
جون برندرغاست  يتكلم في أذن أوباما ، ومن هنا كانت أهمية متابعة ما يكتب وما  يقول !  وهو مؤسس ، مع آخرين ، مشروع القمر الصناعي لمراقبة السودان !  ومؤسس ، مع آخرين كذلك،  مشروع ( كفاية ) الإنساني ! وقد زار برندرغاست دارفور وولايتي جنوب  كردفان والنيل الأزرق ، ودولة جنوب السودن ، عدة مرات ، في معية ممثلين مشهورين في هوليود ( كجورج كلوني  ) ، وفي معية أعضاء  متنفذين في الكونغرس الأمريكي ( كالسناتور ولف ) !
كما أنه ليس من النادر أن تحرك الكلمات الرواسي الشامخات ، وأن توقظ  ضمير المجتمع الدولي  والرأي العام  الدولي على ذئبيات نظام البشير ... الرأي العام الذي يحرك الحكومات في المجتمعات المتقدمة !
كتب برندرغاست مقالا بعنوان ( حماية السودان من أن يصبح سوريا ثانية ) في صحيفة الواشنطون بوست ( عدد يوم السبت  2 أغسطس 2012 ) ، دعا فيه إدارة أوباما دعم هؤلاء الذين يحاربون ويقتلون من أجل الحصول على الديمقراطية في السودان ! وفضح برندرغاست نظام البشير الذي  لا زال يعتمد على استراتيجية الإبادات الجماعية في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، وسياسات التعطيش والتجويع الجماعية كسلاح للتطهير العرقي ! كما أنه يستخدم القوة المفرطة والإغتيالات ضد المتظاهرين في المناطق الحضرية ! ويقبع ألفان من المتظاهرين السلميين في السجون  ، حيث يعذبون نفسيا وجسديا !  ويعمل النظام على تأجيج الحرب المحتملة مع دولة جنوب السودان ، أو كما كتب برندرغاست !
يمكنك التكرم بقراءة  كامل المقال على الرابط أدناه :
http://www.washingtonpost.com/opinions/keeping-sudan-from-becoming-another-syria/2012/08/02/gJQAXgrXSX_story.html

3 - أوباما ورومني  ؟
آخر استطلاع للرأي العام أجرته جريدة "واشنطن بوست" وشبكة "اي بي سي" أظهر أن الناخبين الأمريكيين منقسمون مناصفة بين باراك أوباما الديمقراطي وميت رومني الجمهوري ، فلكل منهما 47%  من الناخبين، والبقية  6%  لم تستقر على مرشح بعد!
الإقتصاد ، وليس أي قضية أخرى، سيحدد من سيفوز بالرئاسة الأميركية في أول ثلاثاء من نوفمبر 2012 !
لا يستبعد المراقبون فشل اوباما ، وفوز  المرشح الجمهوري ميت رومني ، لتعثر الإقتصاد الأمريكي ، وزيادة معدلات البطالة ، وكبر حجم الدين الأمريكي !

كما ذكرنا في مقالة سابقة  ، هناك قانون غير مكتوب في أمريكا ، يقول بأن المرشح الذي يجمع تبرعات لحملته الإنتخابية أكثر من غريمه ، يفوز بالجائزة الرئاسية ضد منافسه ! وذلك لتأثر الناخب الأمريكي ( السطحي سياسيا )  بالدعاية الإنتخابية ، في وسائط الإعلام المختلفة ، والتي تزيد حدتها بزيادة ما يجمعه المرشح المعني من تبرعات !

في مجال جمع التبرعات ، تفوق رومني على أوباما ، وبمراحل ! ومن المتوقع أن يصرف رومني حوالي مليار دولار على الدعاية الإنتخابية خلال الأثني عشر اسبوعا المتبقية على يوم الإقتراع !   

في الشهور الأخيرة من إدارة الرئيس  الجمهوري بوش الإبن ( أواخر عام 2008)   ، حاول مبعوث الرئيس بوش للسودان  ، السيد ريتشارد وليمسون اقناع إدارة بوش بإتخاذ إجراءات عقابية ضد نظام البشير  !

يمكن تلخيص هذه الإجراءات في الآتي :

أولا :

+ تطبيق حظر جوي فوق دارفور ،

ثانيا :

+   ضرب سلاح الطيران السوداني على الأرض،

ثالثا :

+ تفتيش كل السفن في  ميناء بورتسودان ،

رابعا :

+  تعطيل خدمات الهاتف الجوال في ولاية الخرطوم ،

خامسا :

+ منع السودان من تصدير البترول !

ولكن الزمن لم يسعف إدارة بوش الإبن لتفعيل هذه الإجراءات ضد نظام البشير !

في حملته الإنتخابية ، وعد رومني بتفعيل الإجراءات المذكورة أعلاه ، وأكثر ... خصوصا فيما يتعلق بالقبض على الرئيس البشير ومحاكمته في لاهاي ، لأنه لا يوجد استقرار بدون تحقيق قبلي للعدالة ، حسب مفهوم وسياسة رومني !

في كلمة ، كما في مئة ،  إذا فاز المرشح الجمهوري  ميت رومني  في الإنتخابات الرئاسية ( يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 ) ، فإن السياسة الأمريكية في السودان ، مرشحة لتغيير جوهري ، ربما قلب موازين القوى في السودان ، رأسا على عقب !

ومن هنا تأتي أهمية متابعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، لكل سوداني غيور على وطنه !

موعدنا الثلاثاء 6 نوفمبر 2012 ، لنعرف !
نواصل ...

 

آراء