هيمنة القرار السياسي حرمت الشعب من طاقته الحركية

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

إن ركود التنمية وانهيارها، ما هو إلا نتيجة طبيعية ومنطقية لتلك السياسات الخاطئة التى يضعها الساسة دون دراسة ودراية وتخطيط رصيدهم في اعلانها وتنفيذها الكسب السياسي ليس إلا وبالتالى تكون كل النتائج خاسرة ، وهذا ينطبق على كل مشاريعنا ضاعت صورة القرار الناجع المفيد وعمت البلاد سياسة الخبط عشواء لذلك جاءت صورة المجتمع محزنة غلاء اسعار صعوبة في المواصلات ازدياد في الفقر، والتقارير كلها البلاد تسير بخير ياريس  الآن أصبحنا غير قادرين على مواجهة مشاكلنا الداخلية والخارجية وفي كل يوم تتفاقم المشاكل ويزداد الأمر صعوبة. فالنظم السياسية  بصفة عامة قتلت الشعب وغابت معها إرادة التفكير والتطوير والإبداع وخلقت مجتمعاً متأزماً. أسير قوت يومه وظل  يعيش خاملاً ضائع القصد، حائراً لا يدري كيف يقضي ساعاته وأوقاته. فهيمنة القرار السياسي حرمت الشعب من الطاقة الحركية التي تدفعه لبناء ذاته وهي طاقة الحرية المسئولة والقدرة الإبداعية على الابتكار الصحيح والتفكير العلمي الممنهج والتعبير السليم.فالظلم والفساد والتسلط هو شيء أعمى يسير عكس حركة التاريخ والحضارة والحياة الإنسانية الطبيعية, لأنه يقف على طرف نقيض من حرية الإنسان ومن قدرته على تحقيق الاختيار السليم، بل إنه يشل طاقة التفكير واستخدام العقل والفطرة الصافية عند الإنسان، ويجعله أسيرا بيد الجهل والتخلف, وهنا تقع الكارثة الكبرى عندما يفقد هذا الإنسان حريته لأنه يفقد معها كل شيء جميل في الحياة، إنه يفقد العزة والكرامة والأخلاق والعلم، وبالتالي يكون مصيره الموت المحتم أو العيش على هامش الحياة والوجود. هذه الصورة ضاعت معها طموحات العامة الذين ظلوا يراقبون الاحداث عن كسب يراقبون لقاءات الزعماء الشمالي والجنوبي في اديس بحذر شديد جميعهم يريدون نتيجة ايجابية تخرجهم من الضنك والمشقة والمعاناة والنتيجة انتهاء القمة دون وفاق وهذا امر طبيعي من بدايته ، جعل هذه اللقاءات مجرد حديث اصبحت نتائجها لا تثير اهتمام الشارع ، والواضح من خلال قراءة  للأحداث يمكن القول لم يتم أى وفاق بين الرئيسين على المدى القريب والسبب فقدان الثقة بينهم ، والسؤال ما ذنب  المواطنين في الدولتين ؟ وهل سوف نظل نعيش بهذه الصوره ؟ والى متي ؟ اصبحت شعوب الدولتين في حالة دمار وعجزعن فعل أى شيء ايجابي ، لذلك أري أن يفكر الزعماء في طريقة أخرى نموت أو نعيش بها بكرامة وعزة ضاقت الحياة وفقدنا جميعاً شمالي وجنوبي الطريق الصحيح وتعقدت امورنا والنتائج جميعها ليست في مصلحة الدولتين ، والزعماء  يعلنون اللقاءات وشعوب الدولتين تعاني وتموت بسبب المرض والفقر والجوع ،    وتعتبر قضية انتشار وتفشي الفساد في مجتمعنا  الشمالي والجنوبي  هي إحدى ابرز المشكلات التي تواجهها حكومات الدولتين وقد وقف ذلك عائقاً امام التنمية التى هي المخرج لكلٍ منهما ،  البترول اصبح نقمة جلب العديد من المشاكل واصبح موجوداً ينظر اليه الجميع ، ومثله كالعيث في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ، و المؤسف اصبح المدخل السياسي هو الطريق الذي يوصل إلى تفشي الفساد في المظاهر الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والإدارية في المجتمع, فالفساد عندما يبدأ سياسياً ينتشر بسرعة في كل المستويات ويتحول إلى مؤسسة بكل ما للكلمة من معنى, وأرقام ومؤشرات الفساد ما ذُكِر منها تشير بشكل واضح إن الدولتين تحصلا على أعلى المستويات في مؤشرات الفساد, والشاهد كلما كان النظام السياسي يتمتع بالشفافية والرقابة الشعبية والحرية كلما أصبحت مشكلة الفساد محدودة جداً وبالتالي تحدث التنمية المستدامة المتعددة الأبعاد فهي تنمية تشمل الاقتصاد كما تشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية وتساهم بخلق قيم المشاركة والعدالة الاجتماعية. ألم يدرك القائمين بالأمر هذه القيم ؟  آمل أن يعمل الزعماء على رؤية جديده  حول الأحداث التى نمر بها الآن وأن يحترموا شعوبهم  حتى لو أدى ذلك الى مغادرة مناصبهم وهذا ليس عيب المهم يجب عليهم أن يغيروا طريقتهم وسياساتهم وان يتخلوا عن الخطابات السياسية التى تعتمد على العاطفة وان يتنازلوا عن بعض مقاصدهم لمصلحة شعوبهم ، والله المستعان .
Elfatih Eidris [eidris2008@gmail.com]

 

آراء