وأيه الجديد فيما فعله الطيب

 


 

 


waladasia@hotmail.com
ما قام به المواطن الطيب يوسف الزين هو فى حقيقته امر امتاز به الشعب السودانى منذ امد بعيد ضارب الجذور بل كانت الامانة والشهامة والمروة هى الماركة المسجله او بلغة اليوم حسب توصيف ومكان حرث د.كامل الباقر الملكيه الفكريه للانسان السودانى وكانت واحده من اهم الاشياء التى وطن بها الانسان السودانى مكانته فى كافة المحافل الدوليه والاقليميه واينما ارست به مراكبه فى ارض الله الواسعه ، لذا امتلك بل احتكر ثقة شعوب وحكومات العالم التى تعامل معها فكان محل الثقة واهل للامانة الماليه والمهنيه . وهذا ما اهله لتبوء اعلى وارقى المناصب خاصة فى دول الخليج حيث انعكس كل ذلك فى القواعد التى ارساها الرعيل الاول نماء وازدهارا فى هذه الدول فى كافة مناحى حياتهم الثقافيه والاجتماعيه والرياضيه والتنمويه لدرجة وصلت للعلائق الانسانيه المعقده بانهم صاروا لا يخشون على محارمهم واسرهم واطفالهم تجاه الانسان السودانى
مع تعقدات الاحوال الاقتصاديه وبعض التفكك الذى حدث فى تركيبة المجتمع السودانى جراء السياسات الخاطئه فى تدبير امر العيش الكريم للانسان السودانى وتزايد موجات الهجرات وجراء الاحتكاكات والمنافسات الشرسه لفرص العمل باى شكل كان وتعقد الاوضاع الاقتصاديه العالميه مما ادى لاستغلال الراسماليات الانسان وحاجته . كل هذا انعكس بالطبع على فئات من الانسان السودانى والذى سادت فيهم انا او الطوفان وهذه رغم قتامتها الا انها شوهت جزء من الارث الاخلاقى الذى كان ينفرد به الانسان السودانى خارج وطنه
وكما يقال فان الذهب لا يصدأ وان علاه الغبار ، غبار الطمع والجشع والانانيه ، وهكذا ظهر الطيب كنجم من نجوم الاخلاق السودانيه الاصيله هو نفسه يكون فى شواهق جبال الدهشه من هذه الاحتفائيه لانه يعتبرها امرا عاديا كما يتنفس او يشرب ماء عند حوجته ولم يدرى المسكين انه اثار مواجع واحزان لعزيز افتقدناه امد طويلا وهو بفعلته (التلقائية) هذه اعاد امجاد لنا واصالة مهما حاول الزمن دثرها فى ركام صراع المصالح الانانية الضيقة الا انها تثور وتظهر كبركان هائج يزلزل رمال القبح التى حاولت ان تطغى على جماليات مورثاتنا العربية الممزوجة بالاصالة والنقاء الزنجى الذى يمتاز بالشفافيه وبيض السريره
فلا تعطوا الامر اكثر من حجمه بل فلنعد لدواخلنا لنزيل صدأ ما فعله الزمن بنا ولنعيد سيرتنا الاولى سيرة الفطره الانسانيه النقيه ولنا من الاليات ما لم تستطع مصانع الزيف الانسانى والاخلاقى ان تجارى به بضاعتنا الاخلاقيه والانسانية عالية الجوده حيث مكوناتها الروحيه فى الدين ايا كان فالانسان السودانى فى مجال الروحانيات الدينيه ايا كان دينه وعقيدته فهو يتمسك بها وبفطرة سليمه نقيه بجانب ما غرسته جينات التمازج الانسانى على مر العصور بين الدم العربى الاصيل بمكوناته العريقه من جود وكرم وشهامة وفروسيه مع الدم الزنجى بمكوناته من الشفافيه والوضوح وعدم تلوين الحقائق وقوة الشكيمه جراء ما عايشه فى اوساط الغابة التى امتزجت مع حرارة الصحراء فصقلت واخرجت الانسان السودانى بتنوع جيناته البيولوجيه والذهنيه حاول اصحاب المذاهب والعقائد بكل اشكالها طمس هويتها تساعدهم الة الراسماليه الاستهلاكيه فى اكل قصعته ولكن هيهات فان شوك كحصرم امثال الطيب تقف شوكة فى حلوقهم النهمه وتمنع انزالقها لبطونهم الخاويه
لذا كانت كل هذه الاحتفائيه والنجوميه هى عودة الوعى وصحيان ضمير لامر منسى ولكنه غير مندثر والدليل الطيب يوسف الزين تمعنوا حتى فى الاسم الطيب تمثل كل طيبة الشعب السودانى يوسف رمز الجمال والوسامة الالاهيه مجسده بسيدنا يوسف عليه السلام الذى امتلك وسامه الشكل وامانة التكليف المالى وصبر على الاذى من ذوى القربة اما الزين فهى كمال الجمال وكل المعانى المترادفه له
شكرا الزين ابو الطيب فقد ربيت اصاله تمشى على قدمين ووسامة محيا تشع منها ابتسامة صفاء ونقاء سريره لم يستطع سواد البترول ان يطال بياض سريرته ونقاء وبياض اخلاقه . هل يمكن ان نسمى هذه الاحتفاليه الاستثنائية بالنقد الذاتى لما كسبت يدانا وبما حاول الزمن ان يفعله فينا ؟ حقيقة امر يستحق ان يتداوله اولى الامر من علمائنا فى كافة تخصصاتهم . امر هذه الاحتفائيه واثرها وتاثرها بموروثات الشعب السودانى فقط نرجو ان نبتعد عن الاكلشيه الخاص بعارض السياسه اليوم ومن يحكمونا لانها من ضمن الاعراض الطارئه فى مسيرة خلخلة التركيبه السودانيه اشتركنا فيها جميعا فللطغاة واصحاب المصالح الضيقه اجندتهم التى عليهم ان يحافظوا عليها بكل السبل. والسؤال الاهم ماهو دورى ودورك ودورها  فى اعادة ما نهب منا ؟ والذى قاد مسيرتنا فيه لاعادته الطيب الزين يوسف بفعلته التلقائيه تلك ورمى طوبته لاعادة ترميم ما شارك بعضنا وعوامل اخرى فى هدمه وهذه الطوبه التى اثارث تسونامى الدهشه والانتباه لما وصلنا اليه من امر جلل ، بل عقدت الدهشه حواجب ولسان الطيب نفسه حتى احسبه يظن بانه اتى بامر لدا وعجبى فالعيب ليس فى الزمان انما العيب فى من صحبهم الزمان فى مسيرته السرمديه الى ان يرث الله الارض وما عليها
اخيرا شكرا الطيب لانك عمليا جسدت المعنى المنسى وسط عجلات النهم والشجع الا وهى {كلكم راعى وكلكم مسؤول عن رعيته} ومن سخريات تصاريف القدر لاعادة الوعى ان تاتى من انسان مهنته راعى تجسيدا عمليا لمراد الحديث  وهى من آيات الله لنا لكى نتدبر عن عظم المسؤلية والامانة التى عرضت على الجبال والارض فابن حملها وحملها الانسان فكان ظلوما جهولا . ظلوما لنفسه جهولا بعظم ما سيحمل
وآخر دعوانا ان الحمد لله الذى سخر لنا هذا وكنا عنه غافلون



 

آراء