واذكر في الكتاب ديسمبر. جمال ديسمبر لاحدود له !!

 


 

 

ديسمبر أيها الطائر الجميل ، مد أجنحتك من جديد على هذه البلاد ، إنشر نسائم البرد لتبعث فينا الأمل النائم ، حررنا من جديد من صلف الطغاة ومن آثار ذكراهم . ديسمبر أيها المنبثق من ركام الاوجاع ، ومن شتائم الحرب وفشل النخب ، أيها المكتوب بدماء الشهداء ، ودموع الأمهات وفقد الجرحى ووقع السياط على ظهور المساجين ، أكمل دروسك التي بدأتها فالطريق طويل ، والثورات لاتنتهي في سنة ولا في سنين.
أيقظنا من سباتنا برياح شتائيه تشبه رياح رجاءاتنا الموغلة في القدم ، وآمالانا التي بهتت بعد طول نسيان،ديسمبر يا أطيب الشهور ، يا نقطة ضوء في التاريخ ، ياواسعاً كالأماني ، كم من الدماء سالت فيك ، وكم من الصرخات والآهات نبعت منك يائسة لكن غير مستسلمهديسمبر ثورة عجزنا أن نعد أيامها أو أن نحصي أبطالها ، ثورة بدأت كي لا تنتهي وظل وعيها يتخلق في مجال فعلها ، ثورة المليون ترس ، والمليون مؤسس.
صور الناس في مواكب الحريه ، أصوات البنبان ، طلقات الموت ، إرتجاف الدكتاتور وبطانته البائسة ، هتاف الأطفال حاملين النشوة والأحلام ، كلمات شباب الثورة المؤثره وهم يحاضرون الكجر البليد ، أنفاس الجدات وهن يتضرعن بالدعاء لإنتصار الوطن العظيم ، صرخات الأمهات الخارجة من أعماق الحزن والمعاناة ، تطلعات النازحين في الهوامش المنسيه ، ألحان المغنين التي تحررت من غناء الفرح الزائف وفجرت ألحان النضال ، الشعراء الذين كافحوا طويلا ثم تفجروا في حبك كالبراكين ، المغتربون عن وطنهم وهم يستعيدون ذكريات الطين والمطر والتسكع في شارع النيل ، المنفيون قسرا وهم يتذكرون رحلة عبر البحر أو الصحراء كانت للموت أقرب منها للحياة. ديسمبر أيها المولود من عبقرية الشعب ومن إرث كفاحه ، أيها الخالد فينا ، أيها الشتائي الذين هو منا ونحن منه ، مد أجنحتك علينا من جديد فجذوة النضال مازالت حيه ، مد أجنحتك ياديسمبر وبلغ تحايانا للرفاق ، أنزل علينا من البرد ما يجعلنا نحفظ ذكرى عبدالعظيم وماكور ، قصي وكشه ، مطر ودود ، وحين ينزل البرد ستنزل معه رائحة الدماء طرية كأنها دماء اليوم.
سيوصل المتجردون لحبك والهائمون بك ثورتهم الى منتهاها وحتما يانقطة ضوئنا في مجرة التاريخ لن نستكين ، ولك منا جميل الوعد أيها المجيد أن الكفاح سيستمر ، وأن الشوارع ستظل حيه ومهما شكى الجلاد عنادنا فإننا سنظل في الشوارع التي لاتخون واضعين نصب أعيننا منارة الشهداء. ياصديقي هل كنت تظن أن الديسمبرين الذين إلتقيت بهم في القيادة وتفرقوا في صباح المجزرة قد هلكوا ؟ كلا لم يهلكوا جميعاً ولا تزال فيهم بقية زادتها الثورة قوة وصلابة ، نحن أحياء وباقون وللحلم بقية.
ديسمبر انتصرت بالصدق والشجاعة والنزاهة والإيثار والتضحية والروح التوافقية وهذه صفات شباب ونساء ديسمبر، بينما الحزبيين أخلاقهم الأنانية والجبن والانصرافية والكذب والخداع والاختطاف والروح الخلافية بدون أي معنى غير الانتصار لاحزابهم وذواتهم الشخصية. الأحزاب ان ارادت تبقى حزمة فلتبقى بشروط ديسمبر وأخلاق ديسمبر.. و تسمو الي مستوى ديسمبر اذ أن الديسمبريين لن ينزلوا وينحدروا الى صفاتهم.
خلاصة القول ليس هنالك وقت لاضاعته في الصدمة أو الدهشة أو حتي الاحباط من رفاق الأمس أو اليوم أو في من ظننا أنهم معنا في نفس المشروع الثوري، قضايا التغيير الاجتماعي مثل التي نعيش تجلياتها العليا منذ 2018 عادة طويلة و معقدة و يتحول فيها الناس كثيرا من مربع الي آخر في اثناء اشتباكهم مع الواقع المعقد و تعرفهم علي ذاواتهم في لحظات عصيبة حيث يكتشف الناس حقيقة كنه ذاواتهم، لذا يجب ان لا نكترث الي احلام تابعي الطريقة الحمدوكية، ما يعنينا حقائق الواقع علي الارض وكيف تؤثر علي ما نريد

خارج النص
بعد أن رأينا قيادات الأحزاب و الحكومة المعزولة في الشوارع اليوم نريد منهم بالذات المنوال قراءة نقدية وجريئة للتجربة السابقة في العمل الحكومي والحزبي، بما يُمكّن من استقراء تجربة مساومة العامين كليةً لصالح مشروع وطني جديد تفكك البنى القديمة جملة واحدة والى الأبد. غير ذلك يعتبر خروجهم اليوم مجرد حالة الحردان الساي من فقد السلطة وتلك انتكاسة أخرى سوف يتجاوزها الثورة لا محالة.
هي الثورة ماذا لو لم تفكك البنى القديمة كلها ومع بعض عبر أدوات السخرية والاستهزاء والاستحقار
ما من أحد يستطيع أن يزايد على أزهري محمد علي عدو كل الديكتاتوريات وصاحب الإرث الأدبي والمعنوي الكبير الذي هتف به الناس في ثورة ديسمبر .. أزهري لم يصرح أنه يؤيد الإنقلاب ولن يفعل .. كفوا ألسنتكم عنه فهو ممن شكلوا وجدان الشعب السوداني المقاوم، ولن تمحو ذلك التاريخ المهيب جلسة مع حمدوك.
* اذا في انسان قال ليك اتفاق الاذعان ادي الي اطلاق سراح المعتقلين الذين اعتقلوا خارج سلطة القانون عليك أن ترد له بالقول أن الاعتقال خارج سلطة القانون يستدعي محاسبة و مسائلة السلطة التي تمارسه و ليس شكرها.
* اذا في انسان قال ليك الاذعان حقن الدماء، فعليك أن تقول له اذا كان المعني بحقن الدماء هو اعطاء الحق للقاتل باطلاق الرصاص و رجاء الناس العزل (و ستهم) أن لا يموتوا فهذا لعمري ابداع جديد في لوم المقتول علي موته، اما اذا كان حقن الدماء هو تفادي لمواجهة بين المليشيات المسلحة سواء جيش او دعم سريع فعليك أن تقول لهم أن كل هذه المليشيات تحتمي بالمدنيين و تتعامل معهم كواقي مثل الاسلحة النووية Deterrent لا يرغب اصحابها في استخدامها للخوف من مدي دمارها، اذا ارادوا الاقتتال فالسودان به اراضي واسعة ليس بها سكان فليذهبوا و ليتقاتلوا و الفايز يلاقي الشعب السوداني الثائر في النهائي.
تواصل الجدل حول استعانة البرهان بمسؤولين سابقين ينتمون لحزب المؤتمر الوطني وإعادتهم إلى مواقع قيادية في الخدمة المدنية، في مقابل إعفاء العديد من الذين تولوا إدارة تلك المواقع في حكومة عبد الله حمدوك خلال عامين فهل يعود الإسلاميون إلى الحكم عبر بوابة البرهان وحمدوك؟

mido34067@gmail.com

 

آراء