واضح لا حل .. الا فى حكومه قوميه تشرف على الأنتخابات والأستفتاءات !!… بقلم: تاج السر حسين – القاهرة

 


 

تاج السر حسين
13 November, 2009

 

ولا يوجد حل آخر حتى لو نصت اتفاقية نيفاشا على خلاف ذلك فنحن لسنا فى مدينة فاضلة، ولسنا فى زمن الصدق والشفافيه ونكرات الذات الذى ولى مع رحيل قادة عظام حكماء لن يتكرروا، حتى نستأمن حكومه ونظام استولى على السلطه بقوة السلاح لكى ينظم ويشرف لنا على انتخابات ديمقراطيه ونزيهه.

وهذا هو احد سلبيات اتفاقية نيفاشا فقد كان من المهم جدا ان تتضمن تلك الأتفاقيه على بند ينص صراحة على استقالة حكومه المؤتمر الوطنى القائمه قبل الأنتخابات بفترة كافيه وان توؤل السلطه الى حكومه قوميه انتقاليه تتشكل من جميع الفعاليات السودانيه (احزاب ، وتكنوقراط، ومنظمات مجتمع مدنى)، حتى تشرف على تلك الأنتخابات  بصورة محائده وحتى تتيح الفرص والمساحات المتساويه للمتنافسين فى اجهزة الأعلام.

ولا أحد يدرى ربما  تستطيع هذه الحكومه القوميه خلال الفترة الوجيزه التى تتاح لها من حل  أزمة دارفور ومن جعل الوحده جاذبه وخيارا اولا لأنسان الجنوب.

لقد  كنت اشعر منذ فترة ان الذين اجبروا الشريكين على توقيع تلك الأتفاقية على وجه السرعه وبالوكاله ونيابة عن كآفة أهل السودان لم يهتموا كثيرا بمستقبل السودان، لذلك وقعت الأتفاقيه دون ان تجد حلا لجوانب مهمه عديده مثل فصل (الدين عن الدوله) ، هذا البند الذى أكد الدكتور/ منصور خالد، انه كان السبب الرئيسى فى اضافة  بند بديلا عنه  وهو حق (تقرير المصير للجنوب) على تلك الأتفاقيه حينما رفض المؤتمر الوطنى فكرة (فصل الدين عن الدوله) وقبل بحق تقرير المصير أى قبل بالتفريط  فى الوحده التى يتباكون عليها الآن ويدعوا بانهم يعملون من أجلها!

وبغض النظر عن ذلك كله فقد سمعنا عن كثير من الخروقات والتجاوزات فى العديد من الدول حول عملية تسجيل الناخبين ولا ندرى كيف هو الحال داخل السودان، وتوزيع المواقع للتسجيل غير مريح للمواطن السودانى فى الخارج  مما جعله غير مهتم للمشاركة فى العملية الأنتخابيه برمتها دعك من التسجيل!

اضافة الى ذلك فقد سمعنا عن حوافز وعن منح وتسهيلات وكشوفات اعدت منذ فترة  بدأت تفوح رائحتها من الآن .. وهذا امر غير مستغرب (لمن جرب المجرب)!!

واذا اجري اى مراقب محائد دراسة للواقع وقام بعمل استطلاع وسط السودانيين فسوف  يكتشف أن غالبيتهم  تظهر ضجرا وضيقا من هذا النظام ويتمنون زواله اليوم قبل الغد،  وسوف يفاجأ  بأن من بين اؤلئك المتضجرين من كانوا انقاذيين وشاركوا فى تثبيت اركان هذا النظام لفترة من الوقت، حتى انكشفت لهم حقيقته والى أين يقود البلاد.

لكن كما هو واضح فان النتيجه سوف تظهر على خلاف ذلك وعلى غير ما يتمنى شعب السودان كله، الذى كان  يضع امالا عراض فى ان تاتى له هذه الأنتخابات ببديل وحل  لمشاكل بلده ويجعله يفكر فى العودة.

فمقعد الرئاسة كما هو واضح  واذا اكتملت العمليه الأنتخابيه – دون مفاجاءات -  سوف يأنى مرة اخرى (بالبشير) على  قمة السلطه رغم الربكه التى أحدثتها  قرارات المحكمه الجنائيه الدوليه والتى حدت كثيرا من تحركات الرئاسة ومن لقاءات الرئيس بدول العالم حتى التى لديها مع السودان مصالح مشتركه – تركيا – مثالا.

بل حدت  من لقاءات الرئيس بالكثير من المبعوثين والمفوضين الدوليين الذين يزورون السودان من اجل المساهمه فى حل مشاكله.

ولهذا كله ومن أجل الوطن وسلامته ادعو كأفة الأحزاب السودانيه ومنظمات المجتمع المدنى داخل السودان وخارجه للتفاكر والتحاور ومحاولة ايجاد مخرج فالواقع مرير والمستقبل قاتم، وحتى لا تفرز لنا هذه الأنتخابات وضعا مثل الذى حدث فى دول مجاوره وشقيقه مثل كينيا والجابون وبذلك تزيد الأزمه السودانيه وتتعقد وربما اندلع عنف نتيجة لذلك وتصبح السيطرة على الأمور صعبه للغايه.

آخر كلام:-

اللهم هل بلغت .. اللهم فأشهد!!

تاج السر حسين – القاهرة

royalprince33@yahoo.com

 

آراء