والزمان مسغبة

 


 

 

ربما أتت عبارة (والزمان مسغبة) عرضاً في سياق تقرير إخباري يكشف عن حالة انحطاط أخلاقي عُرضت فيه الضمائر رخيصة في سوق النخاسة السياسية... غير أنها صارت وصف دقيق الآن للتعبير عن حالة لا تني تسم الواقع كله بمسغبة تتسع دائرتها مع توسع دائرة الفقر ، وتدهور الأوضاع الاقتصادية وتهاوي العملة المحلية بالتضخم. واعتماد الدولة على الجبايات المباشرة وغير المباشرة ....
سنحت لي الظروف أن أكون شهودا على حالة المسغبة على اطبقت على خناق الأسر التي كانت تستقبل رمضان في ماضيها القريب بشيء من التوسعة في شراء احتياجات ومستلزمات الشهر الفضيل، فقد صارت الكثير من الأسر تستجدي ما تجود به المنظمات الخيرية والإنسانية من "كيس الصائم" عله يسد شيئآ ً مما استجد عليهم من حالة المسغبة التي وجدوا أنفسهم يرسفون في اغلالها بشيء من كبرياء مهيض، يكاد يتلاشى وهم يستلمون تلك المعونة، فيتقبلونها وغصةٌ ما تطعن في حلقهم بعد أن تحولت أيديهم العليا لأيادٍ سُفلى. متذرغين بشىء من سلوان يستمدونه مما استقر في عقلهم الباطن لسنين طوال بأن رمضان ومهما كانت الظروف (يأتي بخيره).
د.محمد عبد الحميد

 

آراء