واما بنعمة ربك فحدث

 


 

خالد البلولة
20 October, 2023

 

*اثناء تجوالي فى سوق تمبول او كما يسميه بعض السودانيين (سوق المعدومة) حيث تجد فيه كل مايخطر على بالك او هكذا فهمت مغزى الاسم،لفت نظري رجل يمسك مبلغا من النقود يعده مرة والثانية ويقف ثم يعيد عد المبلغ،وقف قليلا وسرح ببصره كانما تذكر شيئا،اعاد الحساب مرة اخري وفجأة ضرب مقدمة راسه بيده، جال ببصره يمنة ويسرة وبدا يعد بتاني يضع اصبعه فى لسانه ويحسب حتى اكتمل العد وابتسم ابتسامة عريضة،وعدل عمامته البالية الى مقدمة راسه وبعد ان اطمئن لعده لهج لسانه حامدا(الحمد لله والشكر لله).لمحت بجواره امراة طاعنة فى السن تفترش امامها مقاشيش وكنشة وليف للاستحمام وهتش كثير مليحة باسمة ،حفزتني ملامحها من الاقتراب منها، سالتها كيف يا حاجة ؟
قالت :(احمدك ياربي يا فتاح البصائر)شعرت معها بالرضا التام سالتها :كيف السوق معاكم ؟الحمد لله ياربي يا فتاح البصائر والله مبسوطة تب قلت: ربنا يزيدك لكن الهتش ده ماشي فى الزمن ده ؟ قالت بقين تام :-احمدك يا ربي يا فتاح البصائر وحات الله سيد القبل الاربعة من الهتش ده حجيت مرتين، وعملت لي بيت ودكانين ،وكل يوم بشيل لشفع اولادي الحلاوة، عد كان قلت سويت حاجة ابقي جاحدة نعمته،ابرا واستبرا من الجحود، ودعتها ولسان حالها يلهج بالشكر والحمد (احمد الله فتاح البصائر).
*وفى ذات السوق وليس بعيدا من مكان المراة،جلست لشابة مليحة تبيع القهوة والشاي،وبجوارها امراة تبيع طعاما بلديا والزبائن (يتحاوطونها)كإحاط السوار بالمعص، طلبت كوبا من الشاي،لست كِييفا كما يدعي البعض ان مزاجه مرهونا بكوب من الشاي او الشاي او التبغ بمسمياته المختلفة،تناولت كوب الشاي وسالتها كيف السوق معاكم، مطت ،شفتيها بطريقة لم افهم دلالتها،قلت :(ماشاء الله، شايف الزبائن.. قبل ان أكمل قالت:(عين الحسود فيها عود) قلت لها قدمت المشيئة(ماشاء الله).
*تجاورنا فى السكن،طبيبة رزقها الله بسطة فى كل حاجة حسنا وجمالا ومالا وفيرا، ووظيفة محترمة فى مشفى حكومي فى دولة خليجية غنية،وإبتنت بناية من عدة طوابق، لاحظت دائما تتذمر وتشتكي، كلما سالتها كيف احوالكم واولادك ؟ بدون ان تحمد الله او تشكر ه تجزم قائلة (والله الحياة صعبة والمدارس والجامعات اصبحت فى غلاء شديد) قلت لها: احمدي ربك واشكري فضله ،انت فى نعمة كبيرة فى ناس يتمنون ربع ماعندك،وَلَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖوَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) غبت فترة ليست بالطويلة وعدت واندلعت الحرب، سالتني كيف الحرب معاكم ،قلت:، الحمد لله،حالنا حال كل ناس الخرطوم ،سالتني :وبيتك كيف ؟قلت لها: والله ماسالته عنه ؟
قالت :- بيتي؟ نهبوه وسرقوه شقاء عمري كله ضاع، قلت لها :
اهلك كيف اولادك ؟هل كويسين؟ قالت :الحمد لله.
*يروي الشيخ محمد سيد رحمة الله عليه ،أن رجلا بسيطا ورقيق الحال، يعيش على زراعة ارض مطرية يحرثها وينتظر غيث السماء لسقايتها ،فسالته كيف احوالك فقال :-(والله فى نعمة لا يعلم بيها الا الله والله من شدة النعم الانا فيها التقول الله خلى خلقه كلهم وقابلني انا بس).

khalidoof2010@yahoo.com

 

آراء