وبالناس المسرة

 


 

 

 

أتعجب من أولئك الذين يستصحبون الحقد ،والكره ،والخصومة الفاجرة معهم ،كما ( النعال) -ضد بعضهم البعض- فى حياتهم اليومية، وفى غدوهم وترحالهم  !.

 عجبى يزداد من الذين يأصلون لذلك الكره ،وفاجر الخصام ،بوجه عبوس ،وجبين متقطب ،وكلمات جارحات !!. ذلك التعجب ، وتلك الدهشة، ولنقل بشفافية -قمة التأسف والإشفاق - تكون حين توافى (المنية )ذلك الشخص (المكروه) ،أو أيا من أقاربه...حينها، يحجم (الكاره )عن الترحم والمواساة !..وربما ينطلق أبعد من ذلك ، نحو مرحلة الشماتة والتشفى !.

صحيح تماما أن حركة الحياة اليومية،وتدافعها ،مع الزملاء، والأصدقاء، والأهل ،والمعارف، والأزواج ،قد ينتج عنها إحتكاك أحيانا، لأسباب شتى ، منها:  وجهات النظر المختلفة، ومشاعر الغيرة المهنية، أو الغيرة من هبات سماوية -كالغنى والجمال والصحة والنجاح  ..الخ- ،و التصارع حول الميراث، وأحيانا حول تشجيع فرق كرة القدم!!.. ولكن ...مهما تعاظمت أسباب الخلاف ...أو بوسع تلك الأسباب دفع المرء نحو القطيعة الكاملة ،والفجور فى الخصومة ؟!.

هب يا (عبدالله ):أنها أوصلتك لتلك المرحلة ....فأى سفينة تلك، التى من شأنها أن تقلك إلى عالم الكره ،والحقد الأعمى، والشماتة من عاديات الدهر التى رمت عدو اليوم وحبيب الأمس بكل شر مستطير ؟!!. أى قلب بوسعه إحتمال كل هذا السالب من المشاعر ؟! وأى كبد رطبة تلك التى لاتعرف السماح والغفران ؟!!.

الإحتكاك ،والإشتجار ،والإختصام ،علامات صحية على تفاعل المرء مع دنياه ومعطياتها ...ولكنها تفقد تلك الحيوية وعلامات العافية متى ما تحولت لخصومة فاجرة ،مصحوبة بقطيعة للتواصل ،وقلب إمتﻷ بالكره حتى فاضت جوانبه !.

بعضهم يتخطى تلك المشاعر ،والأفعال، لمراتب أعلى حين يبتدع البدع ،من أجل الإضرار بمن يكره ،أو يخاصم ...تلك مرحلة حتما لاعودة منها إلى شواطئ الآدمية...ولا براء !.

لا أدرى كيف يغشى النوم مآقى الناس الذين يغلقون قلوبهم على كره دام ، وقطيعة للأهل ،والحبان ،والخلان، والأصدقاء ؟!. إنها حتما لغيبوبة ،وليست منام !!.

قال حبيبنا المغفور له / نزار قبانى:

( لا شئ يستدعى إنحائك سيدى!...ذاك طوق الياسمين)...

كما قال : ( طفلين كنا، فى تصرفنا ،وغرورنا، وضلال دعوانا ).

وقال شاعرنا الرقيق / محمد الحسن سالم (حميد)، عليه ترفرف ملائكة الرحمة : ( و إيه الدنيا ! غير لمة ناس فى خير أو ساعة حزن ؟!.).

وقال سيدنا المسيح :  المجد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة).

ثم ...قال الله عز وجل ( والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين ).

أمنياتى للجميع بقلوب تبرأت من الغرض ،ومن المرض...ديدنها المحبة ،والسلام ،والمسرة.

محمود ،،،،،،،،

mahmoudelsheikh@yahoo.com

 

آراء