وجهة نظر: أسئلة مشروعة هل تجد إجابة؟؟

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

منذ أن جثمت الإنقاذ علي صدر هذا الشعب  في إنقلاب 30/6/  1989م وإلي يومنا هذا ظلت  التعديلات الوزارية  ولائة أو إتحادية دون أسس واضحة  ما بين  التوازنات السياسية أو الولاء المنقطع النظير، ولهذا فإن تدهور الخدمة المدنية وإنتشار الفساد الذي صار عيانا بيانا وفشل الحكومة في توفير بيئة ومناخ  وبناء بنية تحتية من أجل الوطن ونهضته هي السمة الغالبة، بل حتي ماكان موجودا وله شأن  وتأثير في جميع مناحي الحياة السودانية إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وعلاقات دولية ، أتت عليه  سياسة الإنقاذ فأجهضته  وقتلته بدم بارد .
الصحة تاج علي رؤس الأصحاء لا يراها إلا المرضي ، والعقل السليم في الجسم السليم هو أساس تقدم الدولة ونمائها وعمرانها والوقاية دائما وأبدا خيرٌ من العلاج لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج في وطن أكثر من 95% من مواطنيه تحت خط الفقر ، فمن أين لهم بتكاليف العلاج الذي إستطال وصار  شبه مُستحيل.
ولاية الخرطوم هي السودان  والسودان هو الخرطوم كما أراد له أهل السلطة والصولجان، فإهمالهم للريف وتنميته وتركيز كل الخدمات في الخرطوم   إضافة إلي إهمال متعمد للمشاريع الإنتاجية وبالأخص مشروع الجزيرة، صارت العاصمة  ملجأ لبقية الشعب السوداني.
الخدمات الصحية في العاصمة القومية  تدهورت  حد الكارثة ربما كجزء من سياسة عامة  لخروج الدولة من توفيرها مجانا للمواطنين  والإستعاضة عنها نظريا بالتأمين الصحي الذي فشل في أن يسد الفرقة ويُكمل النقص.
أخيرا تمت الناقصة بتعيين بروف مامون حميدة وزيرا لصحة الخرطوم ومعلوم عنه أنه أكبر مُستثمر  في الصحة تعليما وخدمة وفوق ذلك فإنه  أكبر مُستغل لإمكانيات الشعب السوداني عبر المستشفي الأكاديمي الخيري حاليا ومستشفي البان جديد سابقا، وهنا  كما ذكر وحذر أخونا د. المعز حسن بخيت السيد الوالي من أمر تعيين بروف مامون وزيرا لصحة الخرطوم ، ولكن تم التعيين !! فهل إنعدل وإنصلح حال الصحة في الخرطوم؟؟؟
إنه تكليف بتحمل مسئولية صحة وعافية أمة وشعب ووطن، وهو رجل أعمال ناجح في نظر الكثيرين ، ولكن هل نجح في هذا التكليف؟ هل يُفترض أن ينجح رجل الأعمال الناجح في  العمل العام؟ كلا  وألف كلا، لقد فشل بروف مامون بدرجة إمتياز في إدارة وزارة الصحة ولاية الخرطوم وقادها إلي التدهور .
ماذا قدم من خطط وبرامج مدروسة من أجل تطوير وتأهيل الخدمات الصحية في ولاية الخرطوم؟ ماذا قدم من برامج تثقيفية وتوعوية وبرامج الوقاية والتحصين والرعاية الصحية الأولية؟ كم عدد الأطباء الذين كانوا يعملون بوزارة الصحة  الخرطوم عند تعيينه؟ كم عددهم اليوم؟ كم عدد من هاجروا؟ كم عدد الأطباء الذين تم تعيينهم بالوزارة منذ أن تقلد منصبه ما بين عمومي وإختصاصي  وأسنان وصيدلي؟ هل لديكم إحصائية تفصيلية بالنقص في الكوادر وتوزيعاتهم؟ هل تملكون خطة واضحة لكيفية إكمال هذا النقص كما ونوعا وتوزيعا جغرافيا وفي كم من السنين ؟
الأخ بروف مامون نعلم إنكم قد نجحتم في إنشاء وإدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا ، ولكن ألا تعتقد أن  مسئوليتكم تجاه إدارتها لاتعطيكم أي وقت لتحمل أعباء إدارة صحة وطن ، إضافة إلي أعبائكم من برامج تلفزيونية ومنظمات مجتمع مدني؟، فشرعا يجب أن يكون كل الوقت للوطن وأن لاتعطيه فقط الفضل من الوقت؟ ألست أنت الراعي والمسئول عن صحة مواطني ولاية الخرطوم؟
لنرجع إلي الماضي القريب ونسألكم كيف تسني لك أن تكون مسئولا عن مشروع عمي الجور وهو مشروع قومي وأنت ليست لديك وقتها أي صفة حكومية غير أنك من أهل الولاء؟ ما هي الأسس التي علي ضوئها تم تسليمك ملف إدارة ذلك المشروع ؟ ماذا نُسمي هذا؟ هل كنت تُخضِع المشروع للحساب والمراجعة؟ من كان يقوم بذلك؟ هل كنت تتقاضي راتبا وأنت مسئولا عن ذلك المشروع؟ من الذي حدد  أتعابك؟ هل كانت هنالك أتعاب وفوائد ما بعد الخدمة؟ كم قيمتها؟
هل هنالك مشاريع قومية أخري  في مجال الخدمات الصحية تم إسناد إدارتها لكم؟ ألاتعتقد أن  وزارة الصحة بها من الكوادر ما يكفي لإدارة أي مشروع سواء إن كان عمي الجور أوغيره؟
المستشفي الأكاديمي الخيري والذي نعلم علم اليقين أنه بدأ كمركز صحي خيري  بواسطة أحد الخيرين( رحمه الله )، ولكن نسأل كيف آل إليك وصار المستشفي الأكاديمي الخيري؟ هل لنا بشهادة البحث لتثيت ملكيته لك أو للشعب السوداني؟ وإن كانت الأخيرة فكيف تم الإتفاق بينكم ووزارة الصحة؟  كم تدفع شهريا؟ من الذي حدد القيمة؟ كم سنين الإيجار؟  الإضافات الجديدة في هذا المستشفي والتي تُكلف المليارات هل هي أصلا مُبرمجة ضمن خُطة وزارة الصحة من أجل تطوير الخدمات الصحية لأنه مستشفي طرفي ، أم لخدمة  جامعتكم وتهيئة بيئة التدريب للطلاب علي حساب الشعب السوداني ؟إستغلال السلطة من أجل حماية المال الخاص!!
موقع جامعتكم الجغرافي كما هو معلوم  إستراتيجي  عند أهل الأراضي والإستثمار ،كم المساحة؟ كيف حصلت عليه؟ إعلان  ومزاد علني عام تنافست مع الآخرين ورسا عليك العطاء؟  أم تحصلت عليه لأنك من أهل الولاء؟ إن كانت الأولي فهل لك أن تُفصح متي كانت العطاءات ومتي تم الفرز وكم كانت قيمة العطاء؟ وكيف دفعت المبلغ؟ كاش داون ؟ أم بأقساط؟ ومتي دفعت آخر قسط إن كان البيع تقسيطا؟وهل تم كل ذلك وفق التراضي بينكم وإدارة الشئون الهندسية والأراضي ولاية الخرطوم؟ والآن صارت الأرض  بشهادة بحثها في حرزكم؟  ومن أجل إسكات الألسن وإخراسها بس ورينا السيرة الذاتية لهذه الأرض وشهادة بحثهاوقيمتها وكيفية التحصل عليها، أليس هذا سؤالا مشروعا في أن  يقوم أي مُكلف بإبراء ذمته أمام الشعب السوداني وبالأخص رجال الأعمال الناجحين؟؟
الأمطار والسيول والفيضانات تركت آثارا  بيئية كثيرة في  مجال تقديم الخدمات الصحية وبالأخص مكافحة  البعوض والذباب والحشرات وإنتشار الأوبئة المصاحبة لإختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي والأدبخانات البلدية ، فما هو دوركم في  الوقاية؟ هل تعتقد أن الموءسسات الطرفية التي قديت بيها إضنينا كانت مؤهلة لمثل هذه الكارثة؟ كم عدد الزيارات  والأماكن التي زُرتها متفقدا الرعية من ناحية صحية وإصحاح بيئة ورعاية صحية أولية؟
كم عدد المرات التي إجتمع فيها المجلس الإستشاري لوزير صحة الخرطوم وماذا ناقش وما هي التوصيات؟ فيما يختص بكارثة السيول والأمطار لم نسمع لهذا المجلس الإستشاري صوتا؟
إن صحة مواطني ولاية الخرطوم خط أحمر وإن ممتلكات الشعب السوداني أيضا خط أحمر  ومسئوليتكم تفرض عليكم التجرد لخدمة هذا المواطن الذي علي أكتافه وصلتم لهذه الدرجة وإبراء الذمة فرض  عين واجب السداد،  وسنظل  مناهضين لسياساتكم التي نري إنها أمرضت  هذا الشعب وأوردته موارد الهلاك ، وعليك أن تعقلها وتتوكل فهذا هو المطلوب ، أما النظرة الآحادية وقوة الرأس والإستعلاء حتي علي زملائك  سيقود نهاية المطاف إلي دمار وطن وزوال أمة، وما خاب من إستشار ونصف رأيك  عند أخيك، وأخيك هذه ليس بالضرورة أن يكون من أهل الولاء والجاه والسلطان فالحكمة ضالة المؤمن أني وجدها أخذها.
يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية
sayed gannat [sayedgannat7@hotmail.com]
////////////

 

آراء