وحدة التيار الاسلامي .. فقدان الصلاحية!!

 


 

 

الصباح الجديد -
تحركات محمومة هذه الأيام من أجل وحدة التيار الاسلامي العريض الذي سيضم الإسلاميين بمختلف فصائلهم.. نشطت دعوات الوحدة في أعقاب خروج قوى الحرية والتغيير من الحكومة نتيجة انقلاب البرهان عليها في 25 إكتوبر الماضي، وظن بعض أصحاب الأشواق والاجندات أن الفرصة مواتية لتجاوز مرارات الماضي بين الاسلاميين، والتوحد من جديد وقلب الطاولة تماماً والسيطرة على المشهد السياسي بنسج تحالف جديد مع العسكريين، ولذلك تجد أن معظم المنضوين تحت التيار الجديد مؤيدين للانقلاب.
قصدت بأصحاب الأشواق والأجندات أن المؤتمر الوطني يريد تدعيم ركائزه بتوحيد الاسلاميين على أساس تقوية عوده وترميم بيته الداخلي، ولذلك تجده يدغدغ عواطف أهل الأشواق من الاسلاميين بأن العدو بات واحداً وأن عدم الاصطفاف الحركي يعني زوال الحركة الاسلامية وخروجها من الساحة السياسية السودانية من غير رجعة وخلوها للعلمانيين من الشيوعيين والبعثيين ، وما دام أن الحركة ما تزال مسيطرة على القاعدة الانتخابية ممثلة في الادارة الأهلية فإن الوصول الى سدة الحكم ممكناً.
أكبر تحدي واجه المؤتمر الوطني هو صعوبة تحقيق وحدة بين الاسلاميين من خلال المؤسسات فالدكتور علي الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي لم تقنعه مبررات كرتي بضرورة الوحدة ، وبدا من أشرس الرافضين لانقلاب البرهان لدرجة قيامه بتغييرات داخل الحزب طالت قيادات الصف الأول لهذا السبب ، صحيح هناك من هم في الشعبي أقرب لوحدة التيار الاسلامي لكن تظل الوحدة المؤسساتية ضرب من المستحيل.
لذلك تجد أن (الكلفتة) هي التي تتسيد الموقف نتيجة للاستعجال ، وسوء الترتيب والتنظيم هي السمة الغالبة على هذا العمل لدرجة أن (لافتة) المؤتمر الصحفي لاعلان الوحدة كتبت الآية القرآنية التي وضعت كشعار (خطأ) (واعتصموا بحبل جميعاً ولا تفرقوا) هكذا ضاعت كلمة المولى عز وجل (الله) وحذفت من الآية ما يؤكد أن الاجراءات تمضي بصورة عفوية في الساحات العامة وليس الأضابير التنظيمية.
على الاسلاميين أن يدركوا قبل هذه الوحدة (العرجاء) أن المشكلة ليست في (قحت) أو (العلمانيين) وإنما في تجربتهم التي انتهى نظامها السياسى باعتقال مؤسسها ومفكرها الأساسي الدكتور حسن الترابي، كما أنها فشلت فى الميدان الذي اختارته (ميدان الأخلاق)، فحولت السودان إلى واحدة من أكثر 5 دول فسادا في العالم، وفصلت الجنوب وقتلت الابرياء بلا ذنب في دارفور كما أقر بذلك البشير في افطار رمضاني بمنزل الدكتور التيجاني سيسي وكانت وراء الحرب في المنطقتين وغيرها من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها في حق الشعب السوداني.
كثير من دعاة الوحدة ما زالوا يرون أن ما يسعى الإسلاميون إليه لا يكتفي بمجرد السيطرة على السلطة السياسية، وإنما يستخدم هذه السلطة لإعادة صياغة كل مجالات الحياة الإنسانية، فالنظام الاسلامي لدى هؤلاء هو الذي يحدد لمواطنيه، ليس فقط حكامهم، وإنما أفضلياتهم الأخلاقية والثقافية والفنية، وبحكم التجربة ثبت لهم أن ذلك يخالف جوهر الطبيعة الإنسانية وينتهك حرية الاختيار المبدئية، والحق في الخصوصية وهذا لم يعد مقبولاً بعد الثورة ..ناهيك من أن رموز الوحدة هم ذات القيادات.
الجريدة

 

آراء