وداعا هاشم محمد صالح
وجدي كامل
26 July, 2023
26 July, 2023
wagdik@yahoo.com
وهاذا هو الموت يخطفك منا يا هاشم.
رحيل هاشم محمد صالح رحيل احد أنبغ من ولدت حواء السودانية. احد اجدع الناس واكثرهم مودة وعناية باهله واحبابه وبأصدقائه رغم الزمن والمسافات التي فصلته عنهم لعقود.
عرفني بولا بهاشم، وبشرى الفاضل، وحسن موسى، وعلاء الدين الجزولي، والماحي، وباردوس بعد ان كان يحكي لنا عنه وهو بالسجن السياسي كاسطورة تمشي على قدمين. بعدها عرفت هاشم عن قرب وقرانا الاشعار سويا بأيام الكليات ويوبيلياتها بجامعة الخرطوم اواخر السبعينات.
جاءنا هاشم قبل سنوات بالدوحة وفي معيتنا كان التشكيلي والصديق عبد المنعم خضر المستشفي وقتها هناك بعد عملية قلب مفتوح فقضينا امتع الايام بوجود بشرى ابنه ووالدته ام الخير وظللنا نتواصل حتى وقت قريب عبر وسائل التواصل.
كان هاشم متفردا منذ ان كان طالبا. امتحن للجامعة من وراء اسوار السجن وحقق نتيجة باهرة ضمن العشرة الاوائل بمنتصف السبعينات واختار دراسة الفنون الجميلة وغادر الكلية في واقعة فصل تعسفي غادر ومعه زميله الصديق الراحل علاء الدين الجزولي مما ألهم استاذهم وصديقهم وقتها عبد الله بولا لكتابة سلسلة مقالاته الهامة (مصرع الانسان الممتاز) والتي صب فيها بولا جام نقده المتميز العميق لمؤسسات التجهيل المنظم والاكاديميا الضارة باحترام قدرات الفرد الخلاقة.
تزوج هاشم باكرا من زميلته وصديقتنا ام الخير كمبال وانجبا ابنهما بشرى الذي اسماه تيمنا ببشرى الفاضل صديقه وزميل دراسته وسادن محبته.
التحق هاشم بعد الفصل التعسفي بكلية الاداب جامعة الخرطوم قسم اللغة الفرنسية وبرز في دراسته مما دفع لاختياره معيدا ومبعوثا للولايات المتحدة الامريكية ولكن ما ان قضى نصف العام حتى يقع انقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ويظهر اسمه ضمن قائمة المبعوثين المفصولين لاسباب سياسية مما قطع بعثته واضطره للبقاء بكلفورنيا للعمل، واحيانا العمل الشاق، وحيث لم يعد مرة اخرى للسودان.
هاشم محمد صالح تشكيلي وشاعر ومفكر ولغوي وناقد بارع يظل بنظر عارفيه واصدقائه. وهو المخلص ظل لصداقة الجميع، وحيث كان الاقرب لبولا ولنجاة محمد على زميلته في الدراسة الجامعية ومن ثم لبناتهن فاطمة وعزة ونوار.
التعازي للجميع ومنهم مصطفى ادم زميل دراسته والتعازي الخاصة اولها لشقيقه الصديق فيصل محمد صالح ولكل من كان قريبا واقترب من هاشم وعالم تفرده وكلام عقله الوقاد الذي نادرا ما سيتكرر.
وداعا يا هاشم وتقبلك الله بواسع رحمته. رحمته.
اخذت الصورة في زيارته الاخيرة للدوحة قبل اعوام
wagdik@yahoo.com
//////////////////////
وهاذا هو الموت يخطفك منا يا هاشم.
رحيل هاشم محمد صالح رحيل احد أنبغ من ولدت حواء السودانية. احد اجدع الناس واكثرهم مودة وعناية باهله واحبابه وبأصدقائه رغم الزمن والمسافات التي فصلته عنهم لعقود.
عرفني بولا بهاشم، وبشرى الفاضل، وحسن موسى، وعلاء الدين الجزولي، والماحي، وباردوس بعد ان كان يحكي لنا عنه وهو بالسجن السياسي كاسطورة تمشي على قدمين. بعدها عرفت هاشم عن قرب وقرانا الاشعار سويا بأيام الكليات ويوبيلياتها بجامعة الخرطوم اواخر السبعينات.
جاءنا هاشم قبل سنوات بالدوحة وفي معيتنا كان التشكيلي والصديق عبد المنعم خضر المستشفي وقتها هناك بعد عملية قلب مفتوح فقضينا امتع الايام بوجود بشرى ابنه ووالدته ام الخير وظللنا نتواصل حتى وقت قريب عبر وسائل التواصل.
كان هاشم متفردا منذ ان كان طالبا. امتحن للجامعة من وراء اسوار السجن وحقق نتيجة باهرة ضمن العشرة الاوائل بمنتصف السبعينات واختار دراسة الفنون الجميلة وغادر الكلية في واقعة فصل تعسفي غادر ومعه زميله الصديق الراحل علاء الدين الجزولي مما ألهم استاذهم وصديقهم وقتها عبد الله بولا لكتابة سلسلة مقالاته الهامة (مصرع الانسان الممتاز) والتي صب فيها بولا جام نقده المتميز العميق لمؤسسات التجهيل المنظم والاكاديميا الضارة باحترام قدرات الفرد الخلاقة.
تزوج هاشم باكرا من زميلته وصديقتنا ام الخير كمبال وانجبا ابنهما بشرى الذي اسماه تيمنا ببشرى الفاضل صديقه وزميل دراسته وسادن محبته.
التحق هاشم بعد الفصل التعسفي بكلية الاداب جامعة الخرطوم قسم اللغة الفرنسية وبرز في دراسته مما دفع لاختياره معيدا ومبعوثا للولايات المتحدة الامريكية ولكن ما ان قضى نصف العام حتى يقع انقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ويظهر اسمه ضمن قائمة المبعوثين المفصولين لاسباب سياسية مما قطع بعثته واضطره للبقاء بكلفورنيا للعمل، واحيانا العمل الشاق، وحيث لم يعد مرة اخرى للسودان.
هاشم محمد صالح تشكيلي وشاعر ومفكر ولغوي وناقد بارع يظل بنظر عارفيه واصدقائه. وهو المخلص ظل لصداقة الجميع، وحيث كان الاقرب لبولا ولنجاة محمد على زميلته في الدراسة الجامعية ومن ثم لبناتهن فاطمة وعزة ونوار.
التعازي للجميع ومنهم مصطفى ادم زميل دراسته والتعازي الخاصة اولها لشقيقه الصديق فيصل محمد صالح ولكل من كان قريبا واقترب من هاشم وعالم تفرده وكلام عقله الوقاد الذي نادرا ما سيتكرر.
وداعا يا هاشم وتقبلك الله بواسع رحمته. رحمته.
اخذت الصورة في زيارته الاخيرة للدوحة قبل اعوام
wagdik@yahoo.com
//////////////////////