ودلباد شكراً لسعيكم !!

 


 

 

أطياف -
لم يجد مبعوث الاتحاد الافريقي محمد الحسن ودلباد ، حظا وافرا في القبول هذه المرة بصفته لاعباً اساسياً في حلبة الآلية الثلاثية على الملعب السياسي ، فالرجل بالرغم من انه يمثل واجهة مهمة كان بإمكانها إحراز هدفا مبكرا ، الا انه لم يوفق في أداء مهمته ، وطالته سهام النقد ، لكونه (مال كل الميل) على المكون العسكري ، بالرغم من انه حاول جاهدا أن يخفي علامات الانحياز لكنه لم يستطع
فالرجل لم يظهر يوما حماسا في خطاباته لتحقيق مطالب وارادة الشعب السوداني ، كان دائما ضبابيا في طرحه ، يتحدث باستمرار عن ان ضمانة الاستقرار هي إشراك العسكر في الحكم ، وهو رأي واضح وصريح يكشف عن ان ودلباد تجاوز مهمته الأساسية التي اتى من أجلها ، وهي ايجاد حلول للخروج من الازمة السياسية ، دون التدخل وممارسة الإملاء على الشعب السوداني وتضيق مساحات الخيار عنده ، فيمكنك أن تسأل الشخص عما اذا كان يريد تناول الشاي ام القهوة ولكن ليس من المنطق ان تحدد له فوائد الشاي وتحذره عن الاضرار الصحية للقهوة وتقول له الخيار لك !!
كما أن ود لباد ذهب الى ابعد من ذلك عندما قال في لقاءاته ببعض لجان المقاومة ان لجان المقاومة السودانية، تخضع لتأثيرات حزبية، وهذا يجعله يتخطى حدود ومهام الوسيط المحايد الذي كان من واجبه ان يقف على بُعد ومسافة من كل الأطراف ، فحتى ان كانت لجان المقاومة تخضع لهذه التأثيرات من الاحزاب، فالاحزاب ولجان المقاومة هي التي تمثل المكون المدني ، اذا ماذا يضير ودلباد ذلك التأثير الذي يتحدث عنه
ويحدثنا مبعوث الأ تحاد الافريقي عن تأثير الاحزاب على لجان المقاومة ولا يتحدث عن تأثير الفلول وعناصر النظام البائد على الانقلابيين !
ومن قال ان شراكة العسكر في العملية السياسية والحكم تمثل الضمانة للاستقرار ، فالعسكريين عندما كانوا شركاء في الحكم لم يحققوا هذا الإستقرار وعندما انفردوا بالحكم ايضا فشلوا في تحقيقه ، والغريب ان ود لباد يعلم علم اليقين بهذا الفشل التراكمي للعسكريين ، فحديثه يصب في خانة التصريحات المحفزة التي تفتح شهية العسكر لمواصلة طريقهم المسدود ، وهو ما يفرغ العملية الحوارية من مضامينها الحقيقية الرامية لتسليم السلطة للمدنيين ورجوع العسكر إلى الثكنات وحصر مهام الجيش في حماية الشعب والوطن ،كما ان عدم الحياد هو الذي ينسف الوساطة مهما كان نجاحها .
وكما ذكرنا أن ودلباد لم يحظ برضاء القوى السباسية وعدد من الجهات ذات الصلة ، وكشفت هيئة محامي دارفور، عن أنها تمتلك معلومات تفيد بعمل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي وممثلي الاتحاد في (الآلية الثلاثية) ود لباد ومحمد بلعيش، على إضعاف شعارات الشارع خاصة مطلب نقل السلطة للمدنيين ، فمثل هذه الاتهمات تجعل من ود لباد وسيطا غير صالح لمواصلة وتكملة مشواره في عمل الآلية الثلاثية ، فالرجل من قبل كان احد مهندسي الوثيقة الدستورية التي كانت بها جملة من الثقوب التي جعلت العسكر اكثر سلطة وتسلط في الحكومة السابقة الأمر الذي منحهم السيطرة والقوة للتغول والتعدي على حقوق المدنيين حد الانقلاب ، لذلك فأنه ليس ببعيد ان يلعب الرجل ذات الدور في هندسة بنيان خطأ يمكن ان يتسبب في هزيمة التحول الدبمقراطي وأضعاف فرص التغيير وعودة العسكر من جديد وايجاد حلول تمثل لهم الخروج الآمن دون ان يتعرضوا للمحاسبة والعقاب
والاتحاد الافريقي بدلا من عمله الدؤوب لحماية العسكريين ، كان يجب عليه أن يقر بأنه لم ينجح في انهاء الانقلاب هذه المهمة التي استعصت عليه سيما ان صفحات تاريخه تحتوي على مواقف داعمة للانظمة الديكتاتورية ، لذلك ان ودلباد مشكورا لسعيه لأنه لن يكون سفيرا للديمقراطية في يوم ما ، وكان يجب ان يغادر الآلية لعدم تحقيقه نجاحا يذكر
فالانقلابيون لن يفيدهم وقوف ود لباد بجانبهم ولا وقوف الاتحاد الافريقي ، لأن الشعب السوداني لاينتظر حلولا سياسية تعمل من اجل انهاء الانقلاب الشارع يمتلك آليات لإسقاط الإنقلاب بأكمله ، وسيتحقق ذلك بجهد سوداني خالص ، في القريب العاجل .
طيف أخير:
املأ الشوارع والضفاف خلي البنادق ترتجف يوم تسمع اصوات الهتاف .
الجريدة
///////////////////////////

 

آراء