وراق و الباز.. وقصة البنادق

 


 

 

 من امريكا للخرطوم

عبد الفتاح عرمان

fataharman@yahoo.com 

نعرب عن تضامننا الكامل مع الاستاذين عادل الباز رئيس تحرير (الأحداث) و الحاج وراق رئيس هيئة تحرير صحيفتنا (أجراس الحرية)، ونهنئهم على خروجهم من الحبس بسبب سلسلة  مقالات كتبها وقتها الصديق العزيز وراق بعنوان (البنادق الماجورة) حيث تناول فى تلك المقالات مواقف كل من الدكتور لام اكول و تيلار دينق داخل الحركة الشعبية لتحرير  السودان فى (الصحافة) عندما كان الاخ الباز رئيس تحرير تلك الصحيفة. وبدل ان يكتب وقتها بنج لام فى نفس الصحيفة مفنداً حديث وراق وخصوصاً وان بنج لام خاض معارك كبيرة و كثيرة داخل الحركة الشعبية و كان دوماً عندما يسئل عن تلك المعارك لا يتردد فى الإجابة التى حفظها الجميع عن ظهر قلب و هى معارك من اجل الديمقراطية!. رفع بنج لام شكوى ضد وراق و تمت إدانة وراق صاحب (البنادق الماجورة)  و الباز بصفته رئيس تحرير (الصحافة) وقتها و كذلك الشركة المالكة لتلك الصحيفة، و هددت النيابة وراق و الباز بدفع مبلغ الغرامة و البالغ قدره عشرون الفاً (بالقديم) و إما الحبس، من أين لوراق و الباز بهذه الاموال؟ و خصوصاً بانهم ليسوا من القطط السمان او ناهبى البنوك و لا يملكون سوى القلم الذى يكتبون به. عموماً كنت ان اتوقع ان يقوم بنج لام بالعفو عنهما بعد أدانتهما المحكمة و لكن كان (عشمى) مثل عشم  (الكلب فى موية الإبريق) فبنج لام لم يكن يسعى لإدانتهما فقط و إنما لإذلالهما و خصوصاً صاحب البنادق الماجورة.  تخيلوا معى بان احد اسباب خروج بنج لام و قيادته لما عرف لاحقاً بانقلاب الناصر فى عام 1991م و الذى  سعى من وراءه الإطاحة بالراحل الكبير الدكتور جون قرنق دى مبيور هو بان لدى دكتور جون قبضتة عسكرية و لا توجد ديمقراطية فى الحركة الشعبية و لذلك يجب الإنقلاب عليه حتى تجرى الديمقراطية فى جسد الحركة الشعبية كما تجرى المياه من دلتا نهر (المسيسبى) العظيم. ولكن بنج لام الذى لا يتسطيع تحمل كلمة نقد فى حقه هل يقوى على الديمقراطية إن قدر له ان يعتلى ظهر الحركة الشعبية؟! بكل تاكيد لا، بل اثبتت الايام صدق حديث وراق و ما البيان الذى مهره الناطق الرسمى باسم الحركة الشعبية يين ماثيو شول و الذى اكد فيه للقوم بان بنج لام يغرد خارج السرب و لا يعبر عن الحركة الشعبية الا شهادة من الحركة نفسها بان الرجل فى حالة تسلل مستمر. ويا  لها من صدفة غربية بان البيان المذكور وضعه هو و الأستاذ غازى سليمان فى سلة واحدة لان الاخير ايضاً تشدق بالديمقراطية ردحاً من الزمان وبل كانت جل مشكلته مع نظام الإنقاذ (سابقاً) هى لإقتلاعه لنظام ديمقراطى بليل و تكميم الافواه بل ذهب بنفسه بعد ان (شم) رياح الديمقراطية التى جلبتها إتفاقية السلام الشامل و قاضى صديقنا مصطفى سرى فى المحاكم لمجرد مقال خطه يراع سرى فى (السودانى).  وهنا نتسال، من اين اتوا هؤلاء الساسة؟! لان الساسة الحقيقين لا يطاردون الصحفيين عبر المحاكم وخصوصاً بان الصحفيين لا ياكلونها (والعة) مثل غيرهم بل يعملون فى ظروف قاسية يطاردون المعلومة و تجدهم فى مكاتب صحفهم متواجدون لساعات متاخرة من الليل حتى تصل الصحيفة الى المطبعة ثم يذهبون الى منازلهم عند الفجر ثم يعودون صباح اليوم التالى لممارسة عملهم كامعتاد.  و يجب على الساسة شكرهم و إحترامهم بدل جرجرتهم فى المحاكم لان المحاكم لن تخيفهم بل تشحذ من عزيمتهم، ولكن دوماً تجد ابناء شعبنا من الغبش يقدرون هذه الاعمال و لذلك هموا لنجدة وراق و الباز وهذا هو رصيد الكاتب الحقيقى و هو ان يرضى عنه الغلابة و الكادحين لا السلطان لان من يرضى السلطان يغضب الشعب، و السلطان زائل و حب الشعب باقى. و يا لعجز بعض الساسة حينما يقاضون صحفى لا يملك سوى يراعه!. وهنا قيل ان معاوية بن ابى سفيان طلب من حاشيته ان يخلوا ما بين الناس و ما بين لسانهم الا فى حالة واحدة وهى حينما يحول لسانهم دون ملكه وهى ربما تكون حكمة اليوم لبنج لام و صحبه خصوصاً بانهم يحبون القوافل التى تحمل اللبن و العسل! اما كاتب (البنادق الماجورة) فهو منذ ان عرفناه لا يحب قوافل اللبن و العسل (رفس نعمته مش كده) بل تجده دوماً الى جوار على! و اذكر هنا فى عام 2003م كنت وقتها فى القاهرة و قدم وقتها وراق زائراً القاهرة و رايت البعض عندما يذهب للقاهرة تجدهم يسالون عن اماكن (الهلس و ما ادراك ما الهلس) و لكن وراق ذهب  كعادة الصوفيين الى (الحسين)  و للتبرك وربما لمعرفة احوال سيدنا على الذى دخل الدنيا و كما دخلها  خرج منها  لم تكتنز اوداجه بغرامات الصحفيين او لبن و عسل السلطان، وتاج الصوفى دوماً يضىء فى سجادة قش.

 

آراء