ورحل احمد الكحلي وشيعته بلدته بوفاء نادر ولم يكن من الكبراء أو الوجهاء !!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
4 May, 2022
4 May, 2022
الكحلي شخص نادر علي طريقته ترعرع في ثري الجزيرة الخضراء وتنفس هواءا نقيا ورأي ما رأي من الخيرات ولوزات القطن وسنابل القمح وقنوات الماء والفلاح الذي يكدح في صومعته الخصبة يعمل في صمت ليغني بلاده عن ذل السؤال !!..
توجه إلي ودمدني ووجد ضالته في ورشة أخيه الأكبر وعكف يذاكر في الحديد واللحام وبرزت موهبته الفنية في تطويع هذه المواد الصلبة وتحويلها إلي مصنوعات حية تمشي علي الارض بين الناس وكانت المعارض تبرز لوحاته من الاثاثات ذات القيمة والقوة والمتانة قبل أن تغزو الصين وتغرق الوطن بصناعاتها الهشة التي لا ذوق فيها ولا أناقة وقد غمرت الأسواق وعطلت الإنتاج الوطني وجاءت الإنقاذ لتكمل ما بدأته الصين من خراب فصارت المناطق الصناعية في طول البلاد وعرضها يسكنها البوم ويعمها الخراب وتشتت العمال المهرة في المنافي بحثا عن لقمة العيش الكريم !!..
كان احمد الكحلي في ودمدني سعيدا وراضيا بعمله في دنيا الحديد واللحام وفي الأمسيات يتهندم ويمتع نفسه بمشاهدة اساطين كرة القدم والذين استقطبت الكثير منهم العاصمة الخرطوم ومن هناك شقوا طريقهم للعالمية !!..
ودور السينما في ودمدني كانت مهرجانا للافلام لشتي الاذواق وكانت الصوفية والنوبات والأدب والفن والرياضة من كل شكل وصنف !!..
وكان لا بد الكحلي أن يعود لبلدته الريفية الجميلة بعد أن قال الزمن كلمته وبعد أن علاه الشيب ووجد في بيت الأسرة الممتدة وفي جناح والدته المكون من راكوبة وغرفة جالوص مبتغاه ولم يستجب لاي اغراء من اخوته الذين هاجروا إلى العاصمة وتطاولوا في البنيان وركبوا الفارهات وحتي عندم رحلت أمه اولا لتعيش عند بنتها بسبب الظروف الصحية والتقدم في العمر ولما رحلت عن الدنيا ظل الكحلي متمسكاً بمسكن والدته المتواضع وظل يحن الي هذا الماوي البسيط مثلما كان يحن محمود درويش لقهوة أمه !!..
غادر احمد الكحلي دنيانا الفانية ثاني يوم العيد السعيد وشيعته المسلمية في موكب مهيب وقد بادلوه الحب في اجمل صوره وقد عاش بينهم زاهدا إلا من حب الجميع وتحمل المعاناة في جلد وصبر وإيمان لا تحده حدود !!..
الرحمة تغشاك ياصديق الجميع ونسأل الله تعالى لك الرحمة والمغفرة وأن ينزل علي قبرك سحايب الرضوان و ( انا لله وانا اليه راجعون ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////////
توجه إلي ودمدني ووجد ضالته في ورشة أخيه الأكبر وعكف يذاكر في الحديد واللحام وبرزت موهبته الفنية في تطويع هذه المواد الصلبة وتحويلها إلي مصنوعات حية تمشي علي الارض بين الناس وكانت المعارض تبرز لوحاته من الاثاثات ذات القيمة والقوة والمتانة قبل أن تغزو الصين وتغرق الوطن بصناعاتها الهشة التي لا ذوق فيها ولا أناقة وقد غمرت الأسواق وعطلت الإنتاج الوطني وجاءت الإنقاذ لتكمل ما بدأته الصين من خراب فصارت المناطق الصناعية في طول البلاد وعرضها يسكنها البوم ويعمها الخراب وتشتت العمال المهرة في المنافي بحثا عن لقمة العيش الكريم !!..
كان احمد الكحلي في ودمدني سعيدا وراضيا بعمله في دنيا الحديد واللحام وفي الأمسيات يتهندم ويمتع نفسه بمشاهدة اساطين كرة القدم والذين استقطبت الكثير منهم العاصمة الخرطوم ومن هناك شقوا طريقهم للعالمية !!..
ودور السينما في ودمدني كانت مهرجانا للافلام لشتي الاذواق وكانت الصوفية والنوبات والأدب والفن والرياضة من كل شكل وصنف !!..
وكان لا بد الكحلي أن يعود لبلدته الريفية الجميلة بعد أن قال الزمن كلمته وبعد أن علاه الشيب ووجد في بيت الأسرة الممتدة وفي جناح والدته المكون من راكوبة وغرفة جالوص مبتغاه ولم يستجب لاي اغراء من اخوته الذين هاجروا إلى العاصمة وتطاولوا في البنيان وركبوا الفارهات وحتي عندم رحلت أمه اولا لتعيش عند بنتها بسبب الظروف الصحية والتقدم في العمر ولما رحلت عن الدنيا ظل الكحلي متمسكاً بمسكن والدته المتواضع وظل يحن الي هذا الماوي البسيط مثلما كان يحن محمود درويش لقهوة أمه !!..
غادر احمد الكحلي دنيانا الفانية ثاني يوم العيد السعيد وشيعته المسلمية في موكب مهيب وقد بادلوه الحب في اجمل صوره وقد عاش بينهم زاهدا إلا من حب الجميع وتحمل المعاناة في جلد وصبر وإيمان لا تحده حدود !!..
الرحمة تغشاك ياصديق الجميع ونسأل الله تعالى لك الرحمة والمغفرة وأن ينزل علي قبرك سحايب الرضوان و ( انا لله وانا اليه راجعون ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////////