ورطة جماعة الميثاق !!

 


 

 

أطياف -
لم تعقد قوى الحرية والتغيير الميثاق الوطني ( جناح مناوي ) إجتماع الهيئة القيادية لمناقشة عدد من القضايا التنظيمية والسياسية كما ادعت، لكنها اجتمعت لمناقشة (خيبتها ) لما وصلت اليه البلاد مابين اجتماعها الاول في قاعة الصداقة قبل الانقلاب واجتماع يوم امس ، وشارك في الاجتماع قادة عدد من التنظيمات والكيانات كان من بينهم اركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان والتوم هجو رئيس مسار الوسط فيما غاب عن الاجتماع وزير المالية جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ، الذي ومنذ عودته من روسيا ظل بعيدا عن الاعلام تلجمه الدهشة مما وصلت اليه البلاد من ظروف اقتصادية غاية في السوء ، وقال رئيس مسار الوسط التوم هجو، إن الاجتماع أمن على إجازة هياكل فعالة وتحديد موقف واضح من الشراكة بين مكونات قوى الحرية والتغيير الميثاق المركزي.
وكأنما مجموعة الميثاق لم تحدد موقفها من قبل عندما اختارت طريقها المعوج و عملت من اجل تنفيذ الانقلاب وحشدت له العشرات امام بوابة القصر وزينت للانقلابين عملهم وظلت تنفخ نيران الفتنة الى ان تحققت مراميهم ومساعيهم ، فالمجموعة اليوم تحصد مازرعته ولكنها تريد ان تداري فشلها ، فما تحدث عنه هجو من توافق جميع مكونات الحرية والتغيير واتفاق الجميع على تكوين مجلس رئاسي بجانب تسمية وتعيين ناطقين رسميين بإسم قوى الميثاق الوطني، هو حديث حاولت به المجموعة البحث عن لافته لاجتماعها وكيفية خياطة غطاء لورطتها ، فمنذ اجتماعها الاول لم تفكر في تعيين ناطق رسمي يتحدث بلسانها و ماتذكرت ذلك الا بالأمس ، كما يلاحظ المتابع انها وبعد ان تحقق الانقلاب توقف نشاطها السياسي وغابت تصريحات قادتها وكفوا عن التغريد ، والتحدث الى القنوات وسكتوا عن الهرجلة في المنابر الاعلامية ، بعد ان اوصلوا البلاد الي هذا النفق المظلم لكنهم التقوا بالأمس في خيام العزاء ، ليواسوا بعضهم ويجتروا الندم والحسرة.
ولكن ماظهرت هذه المجموعة الا لتترجم رغبة العسكريين الملحة في البحث عن مخرج وسبيل للحوار ، وضرورة التوافق التي تجسدها هذه المجموعة التي صنعت في الاساس لهذه الاداور ، فهي لاتجتمع الا عند الضرورة ، فمثل ما استعان المكون العسكري بهذه المجموعة لتكون له حائط السد للبدايات ، يستعين بها الآن لكي تجنبه خطر النهايات ، فالتوم هجو خرج متحدثا ليؤكد على ضرورة روح الشراكة بين المكونات والكيانات السياسية المكونة للتحالف مشيرا الي ان العملية ستتواصل وفق أولوية وان قوي الميثاق تعمل علي الخروج بالمشهد السياسي السوداني والخروج من النفق المظلم شفتو كيف ( النفق المظلم ) يعني ذلك أن الاجتماع لم يكن لتعيين ناطقين رسميين ، كما ان الرجل قال إن شرعية المرحلة الحالية من عمر المرحلة الانتقالية في التوافق ولا شيء غيره ، اليس هذا اعتراف وإقرار واضح بفشل حكم البندقية والتغول على السلطة بالسلاح .
ولكن الم يتعظ المجلس العسكري من هذه المجموعة التي اوردته موارد الهلاك فان كان مناوي والتوم هجو وماتبعهم من رهط القوم بهم خير ومنفعه لهذه البلاد ويمتلكون رجاحة العقل والفكر ، وبيدهم الحل والمخرج ، لما كان موسم الحصاد الانقلاب خسارة وخراب ، ولكن يبدو ان قادة الانقلاب يرغبون في تحرير شهادة الوفاة بتوقيع ذات الايدي الذين حررت لهم شهادة الميلاد المزورة ، فاجتماع الامس وماخرج به كان مرآة عكست تفاصيل غرفة الانعاش التي يوجد بها الانقلاب طريح الفراش ، فالتوم هجو مثلما كان المؤذن الاول الذي اعلن ميلاد الانقلاب خرج بالأمس ليعلن وفاته غريب سر هذا الرجل كيف يصلح لاعلان البدايات والنهايات.
فقبل اربعة أشهر فقط كان يتهم الاحزاب من قوى الحرية والتغيير بإنها استحوذت على السلطة وقادت البلاد إلى الأسوأ ، واليوم خرج لبعلن بقصد او بدونه ان البلاد دخلت في نفق مظلم إذا بين غفلة التوم هجو و انتباهته ، دخلت الدولة في حالة اشبه بالافلاس ، عاد السودان الي ظلمة العزلة عن العالم من جديد توقفت كل المساعدات المالية الخارجية ، توقفت ايضا عمليات الانتاج بقلتها ، تخطى الدولار حاجز ٦٠٠ جنيها ، تضاعفت اسعار الوقود والخبز والغاز ، والسلع الاستهلاكية وتعريفة المواصلات ، وقبلها دفع اكثر من ٨٠ شابا ارواحهم طاهرة ، فداء لهذا الوطن فقط حتى لاتدخل البلاد في هذا النفق المظلم . ولكن يبقى الأسف ان تستدركوا هذا بعد كل الذي حدث ، شقي هذا الوطن الذي انتم ولاة امره !!
طيف أخير :
بعض الذين يمارسون الكذبات السياسية لا يخدعون الناس، لكنها تساعدهم على خداع أنفسهم.
الجريدة

 

آراء