* أسعدني جدا صدور صحيفة (الديمقراطي) وعودة الصديق والزميل والمناضل الجسور والديمقراطي الاصيل الاستاذ (الحاج وراق) لممارسة العمل الصحفي والاقامة مجددا في السودان بعد اكثر من عشر سنوات قضاها في الخارج بين كمبالا والقاهرة ورئاسة تحرير صحيفة (حريات) الإلكترونية التي أسهمت بشكل كبير في فضح وتعرية جرائم ومفاسد النظام البائد، وكانت مثل رئيس تحريرها وقائدها الاستاذ (وراق) ورفيق دربه الاستاذ (عبد المنعم سليمان) سببا مباشرا في رفع الوعى واصطفاف الجماهير لإسقاط النظام، وهى فرصة أزجى لهما التحية والتقدير وأتمنى لـ(الديمقراطي) بقيادة العزيز (وراق) كل النجاح والتقدم والازدهار، والذى كانت كل تجاربه الصحفية ناجحة وحظيت بانتشار واسع واحترام كبير من القراء وأذكر هنا جريدة (أجراس الحرية)، وجريدة (الصحافة) بعد الدمج مع (أجراس الحرية) و(الصحافي الدولي) في عام 2004، والتي كان لي شرف المشاركة فيها بعمود (مناظير) !
* تربطني مع الأستاذ (وراق) رحلة كفاح طويلة كان فيها نعم الصديق والمعلم والملاذ على المستوى العام والمستوى الشخصي، في جريدة الصحافة وفي التجمع الديمقراطي للصحفيين، وهو تنظيم سرى أسسناه خلال فترة كالحة في العهد البائد وجمعنا فيه العمل مع مجموعة مميزة من الصحفيين والصحفيات على رأسهم أستاذتنا الجليلة (آمال عباس)، وكان الهدف منه حماية الصحفيين والصحفيات من بطش النظام وتوفير الدعم والسند القانوني والمهني والمعنوي لهم عند تعرضهم للاعتقال والحبس والتشريد، ولقد كنتُ احد الذين حظوا بهذا الدعم اكثر من مرة خاصة عند الهجمة الشرسة التي تعرضت لها من النظام وامنه في نهاية عام 2004 وبداية عام 2005 ، عندما تم اعتقالي بأمر من (صلاح قوش) وإيداعي فترة من الوقت بمباني جهاز الامن الإيجابي بالقرب من القيادة العامة للقوات المسلحة ثم تحويلي بعد التحقيق الى زنازين الحبس الانفرادي بمعتقلات جهاز الأمن بسجن كوبر بتهمة الاساءة الى رئيس الجمهورية وتهديد امن الدولة وعدة تهم اخرى تصل عقوبتها الى الاعدام بسبب مقال انتقدت فيه الرئيس المخلوع وعدم اهتمامه بقضايا الموطنين وتجاهل المسؤولين في الدولة لأوامره وتوجيهاته ..فإلخ فصدر أمر باعتقالي في نفس اليوم الذى نُشر فيه المقال، واكتظت الصحف في الايام التالية بأحاديث وكتابات المنافقين وباش كتبة النظام البائد تبارك الخطوة وتدين عدم احترامي للمخلوع وتبرر اعتقالي وتُحرّض على إصدار أشد العقوبات ضدي، إلا أن الوقفة الصلبة والمؤازرة القوية من زملائي في التجمع الديمقراطي والعمل الصحفي وعلى رأسهم الأستاذ (وراق) وعدد من المعارضين السياسيين وجموع الشعب السوداني، أخافت النظام الذى سارع بإطلاق سراحي بعد بضعة ايام وحفظ القضية مع القضايا الكثيرة المحفوظة ضدي!
* كما كان لوراق موقف شخصي معي لا يمكن أن أنساه أبدا، وذلك إثر وصول رسائل من مجهول الى هاتفي المحمول تهددني بالقتل بعد اغتيال الشهيد (محمد طه محمد أحمد) في عام 2006، فالتقينا واقترح علىّ مغادرة السودان والعمل من الخارج، واتصل بأصدقائه في بعض المنظمات الحقوقية العالمية العاملة في السودان للعمل على سفري، وبالفعل التقيت بناشطة حقوقية سرا عدة مرات وشرعنا في وضع خطة للخروج، وكان (وراق) يقف وراء كل شيء، وقبل ان يبدأ التنفيذ نصحني أحد أصدقائي بتقديم طلب للهجرة الى كندا، ولم تكن في ذلك الوقت صعبة مثل اليوم، فملأت الطلب وارسلته وجاءني القبول بعد أشهر قليلة، ساعدني على ذلك قبول جامعة تورنتو لطلبي للعمل متطوعا كباحث مشارك في مجال علم الاحياء والبيئة، فهاجرت الى كندا مع أسرتي في عام 2007 وظللت هنالك حتى اليوم، ولم تنقطع صلتي بالسودان حيث كنت أحضر مرة أو مرتين في العام واواصل كتابة العمود اليومي كالمعتاد إلا عندما يتعرض للإيقاف بواسطة جهاز الأمن، ولقد أشاع جهاز الأمن أننى تركت السودان وحصلت على اللجوء السياسي في كندا ولكى اثبت كذبه عدت الى السودان بعد اقل من عام وقضيت بعض الوقت ثم رجعت الى كندا، وظللت ازور السودان بانتظام قبل الحصول على الجنسية الكندية، وهو امر لا تسمح به قوانين اللجوء السياسي في الدولة التي يلجأ اليها الشخص!
* مرحبا بـ(الديمقراطي) نصيرةً للديمقراطية والحرية والسلام والعدالة والحركة الجماهيرية وقضايا الجماهير، ومرحبا بالديمقراطي والمناضل الجسور والصديق العزيز (الحاج وراق) في وطنه الذى يعشقه حد الجنون!