وزارة الاستثمار + منسوبيها + الحكم الفيدرالي= فشل مركب؟!! . بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس


توطـئة:
•    وصلتني رسالة من صديق وكاتب يعيش معنا في الرياض وهو  من القلوب التي تحترق كلما سمعت عما يسيء للوطن وأهله ، ومن وقت لآخر يكتب  في هذه الصحيفة بشعور السوداني الغيور على وطنه ، والمهم في الرسالة ما بمحتواها من تعليق سبق أن نوه عنه معالي وزير الزراعة  السعودي وراعي ملتقى الاستثمار السوداني السعودي ، وأشار إليه الأخ صاحب الرسالة وهو ما جاء ضمن خطاب الوزير عند افتتاح الملتقى إذ قال: ليس جذب الاستثمارات بسن القوانين والتشريعات فقط ، فلنتوقف عند عبارة " فقط" التي أتت في نهاية الجملة التي تقول " ليس بسن القوانين فقط " فكأنما يريد أن يشير إلى أمثال من أتينا  وأتى على ذكرهم الاستاذ الهندي عزالدين في مقاله أي شياطين إنس وزارة الاستثمار الذين يعطلون المراكب السائرة!!، دعونا نقرأ الآن سوياً الرسالة ، ثم نعلق بعدها:
[الأخ الفاضل / .....
أنا لا ألوم هؤلاء الموظفين بقدر ما ألوم وزير الاستثمار فهو الشخص الذي كان ينبغي عليه أن يجتمع بولاة الولايات وغيرهم من المسؤولين في الولايات والوزارات الأخرى و يوضح لهم هذه الأمور بل كان يتوجب عليه إصدار توجيهات وتعليمات من رئاسة الجمهورية تحدد هذه الامور وتوضح العقوبات التي قد يتعرض لها كل مخالف لتلك التعليمات.  أذكر أن الوزير السعودي بالغنيم المشرف على ملتقى الاستثمار السعودي السوداني ذكر في معرض الكلمة التي ألقاها على المؤتمرين أن الاستثمار لا يحتاج فقط إلى القوانين. وكان بالتأكيد يشير إلى مثل هذه الأمور. بل إني ظللت أشفق على السودان و على المستثمرين من الفساد على مختلف المستويات حتى على مستوى المواطن العادي والعامل العادي الذي سوف يتعامل معه المستثمر. وهنالك قصص كتيره  من خيبات الأمل يتداولها المستثمرون في مجالسهم الخاصة. نسأل الله السلامة ]
المتــن:
•  عندما دققت وتمعنت فيما قاله وزير الزراعة السعودي وربطت ما بينه وبين موضوع عمود الأستاذ الهندي وتمعنت في إفادات المستثمرين التي أوردها في عموده وما أشار إليه الأخ صاحب الرسالة من قول للوزير ، قلت في نفسي: حتماً سمع الوزير من المستثمرين قصص يشيب لها الولدان وكعادة المسئولين الكبار وحتى الصغار في السعودية لا يحرجون ضيوفهم حتى لو علموا أن  نقائصهم كعدد شعر الرأس، لذا فالوزير آثر التضمين لا التصريح عملاً بمثلنا السوداني الذي يقول ( ود العرب بَوِّح ليهو)، وبالتأكيد رسالة الوزير السعودي وصلت لوزير الاستثمار والولاة!!
•   إن الزخم والاهتمام الذي صاحب الملتقى كانت وراءه جهود عظيمة ومضنية بدأها الأخ رئيس الجمهورية بعد عملٍ دؤوب من سفيرنا عبد الحافظ ونائبه قريب الله والمستشار الاقتصادي وكذلك المستشار العام ياسر وكثير من أبناء الوطن الذين وظفوا صلاتهم برجال الأعمال والصناعة والخدمات فيروجوا للاستثمار في لوطن من أجل تنميته ونهضته والرقي بإنسانه. فتخيلوا أن كل هذا الجهد يروح " فشوش" لمجرد أن موظف لا يدرك مصلحة وطنه وأهله تصرف تصرفاً لا يليق بحكومة تعمل من أجل جذب الاستثمارات، أو تصرف مواطنين قاموا باحتلال الأرض التيً خصصت للمستثمر فيتنازل صاغراً لهم على جزء من ريع الأرض لإعدائهم بأنها ميراث من أجدادهم!!
الحاشـية:
•  حينما نشاهد ونلمس الجهود الجبارة التي يبذلها أعضاء سفارتنا مع المسئولين في الدولة المضيفة لفتح آفاق لجذب استثماراتهم وأيضاً جهد المغتربين واتصالاتهم  برجال الأعمال في الرياض وجدة والقصيم وكل مدن المملكة من أجل إغرائهم وجذبهم للاستثمار في الوطن ، كنت لحظتها أشعر بسعادة غامرة لمدى حبهم للوطن، وشعوري بأنهم يحملون همه في حلهم وترحالهم ويجترون كل محنة ومعاناة أهلهم ويتمنون أن يرونهم ويرونه إن لم يكن فوق الثريا فأقله بجانبها، ولكن ما عسانا أن نفعل وفي الداخل من لا يقدر هذه الجهود فيسيء بتصرف أرعن بما يجعل المستثمر يعزف ويهرب ويحجم عن تنمية استثماراته ويوصي الراغبين بالبعد عنا ، لأن البعد عنا غنيمة!!
الهامش:
•  يا وزير الاستثمار أستحلفك بالله أن تبدأ من الآن في عملية تأهيل وظيفي للعاملين بوزارة الاستثمار قبل أن تتورط في الدعوة لملتقيات الاستثمارية  فالمورد البشري هو العنصر الأساس لنجاح أي عمل، ونعلم أن قريباً لديكم مؤتمر للاستثمار فمن المفيد أن تأخذوا الراغبين من المستثمرين في جولة  ليروا بأم عينهم تنفيذ إجراءات تصديق المشروعات من النافذة الواحدة لتطمئن قلوبهم وبأن ذلك حقيقة عملاً لا قولاً، أي البيان بالعمل، وأيضاً إن كنا صادقين  بأننا سهلنا أمر المستثمر فأرجو أن تدعو هؤلاء المستثمرون الذين سلمت لهم الأراضي المخصصة لمشروعاتهم دون عوائق ولائية ولا " شربكة" مع الأهالي!! . على كل حال إن فعلتم هذا صدقناكم وإن لم تفعلوا سنفهم ضمنياً لماذا قال وزير الزراعة السعودي قولته التي استشهد بها الأخ بشير!!
•   العجيب أن نفس المشهد وتصرفات الأهالي من اعتصامات بالأراضي المخصصة للمستثمر والمزمع تسليمها له ، وهذا المشهد يتكرر عند البدء في تنفيذ وإنشاء أي سد يدفع بالتنمية في البلاد إلى الأمام وكأن المعتصمون درسوا على يد شيخ واحد أو أن هناك يد تحركهم ، مع الاختلاف الطفيف بأن هناك طابور خامس داخل أورقة الدولة لا ينفذ ما اتفق عليه من تعويضات لتبدأ الكوارث!!
قصاصة:
•   كل هذه السلبيات التي تعوق التنمية المتوازنة ، وكل هذه الجبايات تجعلنا نعيد النظر وتقييم  تجربتنا في الحكم الاتحادي الولائي ونجد إجابات على الأسئلة التالية : هل فعلاً نجح الحكم الاتحادي في السودان؟! وهل ساعد على الوصول بالبلاد إلى تنمية متوازنة ؟! هل خفف على العباد أم زادهم رهقا بقطع الطريق والجبايات لتوفير مرتبات هذ الجيش العرمرم من  وظائف تنفيذية ودستورية لحكومات ومجالس التشريعية ومعتمديات ومحليات أم علينا أن نبحث عن صيغة جديدة تكفي البلاد والعباد وأن  نحول دون التكريس لطبقتين، طبقة حاكمة وطبقة عبيد سُخرة ، تُصادر منهم الجنيهات القليلة التي يكسبونها ليقيموا بها أود أسرهم فتتحرش بهم المحليات و" تسلط" جابيتها العتاة الغلاظ الذين لا يرحمون ويفعلون ما يؤمرون  وليتهم الأم توقفوا عند هذا الحد بل طالوا حتى المستثمرين الأجانب الذين هرولوا إلى بلادنا وقد جبهم قانون الاستثمار الجديد ، فصدموا فالحكومة المركزية في واد والولايات في وادٍ آخر أي دولة داخل دولة!! .. يا الله السلامة من شياطين الانس!!.. وعفوك ورضاك يا رب!!
عوافي..
Abubakr Yousif Ibrahim [zorayyab@gmail.com]

 

آراء