وفجأة خرج إبراهيم الشيخ من عباءة البرهان وحميدتي، مغاضباً 

 


 

 

* من كان يتصور أن يخرج الأستاذ إبراهيم الشيخ، فجأة، من ما ظُن أنها عباءة البرهان وحميدتي، ويرمي القفاز أمام البرهان في تحدٍّ، لم يكن منظوراً، رداً على العنجهية البرهانية الصفيقة حول الوصاية على السودان؟!

* لم يكن ذاك خروجاً غير عادي، فحسب، إنما كان خروجاً ألمح فيه إبراهيم الشيخ عن بداية العلاقة (الطيبة) بينهما، وان البرهان هو من ابتدر العلاقة بإبراهيم في ميدان الاعتصام..

- ويقول إبراهيم الشيخ :-" يومها كنت تعلم موقعك القادم منه وتعلم موقعي الذي جعلك (تحرص) علي لقائي"!


* كان كسب الشباب الثائر هو هدف

 البرهان من ذلك الحرص على اللقاء بقيادات الثورة، والثورة في أوجها، وللبرهان حينها مآرب أخرى..


- ويقول إبراهيم الشيخ:

" في الرد علي البرهان لما قال لي ان البلد ما حقتكم براكم ولو دايرين نعمل انقلاب ما بغلبنا وما خايفين من زول.."


* هكذا تبجح البرهان بقوته، بعد أن دانت له قحت، زاعماً أن جنرالات اللجنة الأمنية لا يرغبون في الانقلاب، وهذه فرية برهانية لا تخفى على الشعب، وفي الذاكرة أول محاولة إنقلابية قامت بها اللجنة الأمنية بارتكاب مجزرة 3 يونيو 2019 لترويع الشباب وكبح ثورتهم؛ وتتالت محاولات انقلابات  العسكر الخاسرة، بعد المجزرة، وكان آخر المحاولات إنقلاب المدرعات الخاسر، قبل أيام.. ثم فكروا في محاولة انقلاب مدني بقاعة الصداقة، يوم السبت 2 أكتوبر الجاري، وخسروا الجولة أيضاً


- ويقول إبراهيم الشيخ: " البلد دي الان يا برهان ومنذ عامين انت رئيس مجلس سيادتها والقائد العام لقواتها المسلحه ورئيس مجلسها التشريعي المؤقت ورئيس مجلس الامن والدفاع فيها ورئيس مجلس الشركاء ورئيس المجلس الاعلي للسلام وينوب عنك في كل ذلك حميدتي قائد قوات الدعم السريع.."


* أراد إبراهيم الشيخ أن يقول أن البرهان هو المتحكم في كل شيئ في السودان، كرئيس للمجلس السيادي ومحالس أخرى، علاوة على رئاسته لما يطلق عليه الثوار ( مجلس شركاء الدم) والذي صار أعلى من مجلس الوزراء، تنفيذياً، في غفلة من إبراهيم الشيخ ورفاقه المدنيين، بعد تنازلات وراء تنازلات وتنازلات، تحسر عليها إبراهيم الشيخ في مقاله..


- ويقول إبراهيم الشيخ:


"بيدك ١٠٠ مليار دولار عبارة عن رأسمال مؤسسات منظومة الصناعات الدفاعيه"! تصنع السلاح والعربه والطائره والسيخ والمواسير ولك مكاتب في كل مدن الدنيا تدير المسالخ و تصنع اللحوم وتصدر ما تصدر من غير حسيب ولا رقيب وتقبض عائد وحصائل صادراتك وتتمنع من دفع دولار واحد لدعم الحكومة والموازنه من حر مال الشعب ثم لا تستنكف عن الشكوي وضيق ذات اليد وتبكي حال القوات المسلحه كما بكراوي قائد الانقلاب.


* أيها الناس، إن بعضكم يعلم أن السيد  إبراهيم الشيخ هذا (زول سوق) وهو وزير الصناعة الحالي.. وأنه يفهم أحوال المال والأعمال في السودان فهماً جيداً، ويعلم معظمكم أن البرهان يستحوذ على 82% من المال العام، مال الشعب السوداني.. وأن البرهان يرفض ولاية وزارة المالية على المال العام.. لكن كثيرين منا لا يعلمون أن الفاقة التي نعيشها اليوم سببها أموال الشعب التي حرم المخلوع عمر البشير شعب السودان من التمتع بها.. وأتى البرهان ليكمل مهمة البشير في التضييق على الشعب..


- ويقول إبراهيم الشيخ:


 "(لك ان تحسب عائد استثمار عشرة مليار دولار كل عام وكيف يمكنها ان تصنع الكثير فأين تذهب كل تلكم العوائد هذا غير بنك ام درمان ومطاحن سين وغيرها)"


* البرهان هو البرهان السائر على درب البشير، رب نعمته، في طريق إذلال الشعب السوداني وإفقاره..


- ويقول إبراهيم الشيخ:


" انت تسيطر تماما علي جهاز الامن والجيش والشرطه وقوات الدعم السريع وتعين وزير الدفاع والداخليه والقضاء والنيابه العامه وتدير القصر تماما."


* الشعب السوداني يعيش في رعب دائم، جراء التفلتات الأمنية.. والبرهان يتفرج.. وبلغت التفلتات الأمنية ذروتها في الصراعات القبلية التي اندلعت في شرق السودان.. وانتهت بعصيان الناظر تِرك، وإعلانه الحرب على الدولة بالحيلولة دون  تصدير واستيراد السلع من داخل السودان إلى خارجه.. وذلك إعلان حرب، ورب الكعبة!


- ويقول إبراهيم الشيخ:


" تفضون اعتصاما سلميا وتكبدون القوي المدنيه والشباب الآف الشهداء، وتعجز من التصدي لترك الذي يريد ان يعلن دولة الشرق على مسمع ومشهد منك لانك من يهيمن على لجنة الامن والدفاع. من صنع المسارات ومنحها للشرق والشمال والوسط.. من جاء بالتوم هجو وشاويش والجاكومي وخلع عليهم امتيازات المسارات.."


* كتبتُ مقالين عن المؤامرات التي تمت في جوبا عبر (صناعة) المسارات وضم جماعة (تمازج) إلى الحركات المسلحة.. ومؤامرة تعيين المليونير خالد شاويش، عميل الإمارات، رئيساً ل( مسار الشرق)، وذلك التعيين أشعل نيران القلاقل في الشرق..  ومفتاح حل تلك القلاقل في جيب البرهان..


- و يتساءل إبراهيم الشيخ، في استنكار، قائلاً: " من ادخلنا في هذا النفق"!!


* وهو يقصد أن اللجنة الأمنية هي التي أدخلت السودان في مشاكل الشرق بخلق المسارات والإصرار على تعيين خالد جاويش رئيساً للمسار..


-  وفي سؤال استكاري آخر يتساءل إبراهيم الشيخ قائلاً:


- "وتعلم لماذا انقسمت الحرية والتغيير ابتداء وان من تتحالف معهم اليوم هم انفسهم شركاءنا بالامس...."


* كلنا نعلم يا إبراهيم أن مؤامرات اللجنة الأمنية هي التي أدت إلى تشظي قوى الحرية والتغيير إبتداءاً، ومن ورائها قائد قوات (الهبوط الناعم)، وأنت تدري من هو..


- ويواصل إبراهيم الشيخ أسئلته الإستنكارية قائلاً:


"هل تظن ان آلاف الشهداء الذين تساقطوا في الطريق للتغيير والدولة المدنيه والحرية والديمقراطيه ستطوي ذكراهم بحشود الادارة الاهليه التي اشتراها حميدتي ببضعة سيارات ودراهم ملوثه بالدم؟"


* يا إبراهيم.. يا إبراهيم، إن تركيبة البرهان النفسية هي نفس تركيبة نفسية عمر البشير في الاعتماد على حشود مشتراة لتكبير الكيمان وتعلم أن أي صراع ينشب بين شارع الثوار وبين شارع أنصار البرهان المأجورين أن الخاسر في هكذا صراع هو المأجور، أما الرابح، فهو الثائر صاحب قضية!


* أيها الناس، إن كل ما طرحه الأستاذ إبراهيم الشيخ لقرائه في الفيسبوك حقائق ملموسة، لكن الحقيقة الأكثر عمقاً جاءت في الاعتراف الصريح بالذنب (الخطيئة) حيث يعترف إبراهيم قائلاً:


- "انفقنا الكثير من الوقت وقدمنا العديد من التنازلات تطلعا للعبور ببلادنا من مأزقها الراهن حتي هتف الشباب علينا ( بكم بكم قحاته بعتو الدم ).. هل ادركت جيدا اسباب ومغزي الهتاف.. حتما هو ظن الشباب اننا تصالحنا معكم درجة نسياننا لشهدائهم الذين هم شهداؤنا"


* ( بي كم بيكم يا قحاته بعتو الدم؟!).. وهنا مربط الفرس في الوَتِّد الذي ربطوا فيه الثورة المجيدة لعامين، وأهداف الثورة تتهاوى..!


* إن اللوم، كل اللوم، يقع عليكم، يا إبراهيم الشيخ، لأنكم لم ترتقوا لمستوى المسئولية الثورية.. وظللتم ترقصون مع ذئاب اللجنة الأمنية كل تلك المدة، وترون الذئاب تلتهم الثورة قطعة فقطعة وأنتم ساكتون كما يسكت الشيطان الأخرس..


حاشية:-


يبدو أن تهافتات البرهان وحميدتي أومضت نار الثورة المدفونة تحت الرماد..!


لكن، هل تتعافى قوى الحرية والنغيير، وتعود مياهها إلى مجاري الثورة المجيدة؟ قد يبدو الأمر صعباً، لكنه ليس بالمستحيل..


osmanabuasad@gmail.com

 

آراء