وفر بيانك ليوم الحساب !
د. زهير السراج
25 July, 2022
25 July, 2022
مناظير -
* أبدى (حميدتي) في بيانه الاخير الاسف والحسرة على ما آلت إليه الأوضاع مترحماً على ارواح الضحايا، وهو يدرك انهم ما كان ليسقطوا لولا تواطؤ قواته واشتراك جنوده في القتل والقمع والتنكيل بالابرياء.
* وتحدث عن ظاهرة استشراء خطاب الكراهية والعنصرية، وهو الذي أذكى أوارها واستدعاها من أضابير أجهزة مخابرات النظام السابق، واستخدم عناصر أمن القبائل الذين سقطوا مع نظام المخلوع، ليعملوا ضمن طواقم مستشاريه ومكتبه واستخباراته وأجهزته وشركاته وبنوكه واستثماراته ووزاراته.
* وهو من أحيا رميم الإدارات الأهلية والمتملقين والمهادنين والفاسدين واغدق عليهم المال والرشوي، وابعد النظيفين المتعففين الذين رفضوا الخضوع لاوامره وقبول رشاويه وتقديم الشباب للمشاركة في حروبه ومؤامراته!
* وتحدث عن مخاطر ومؤامرات تحاك ضد البلاد من الداخل والخارج، وهو من له القدح المعلى فيها وتحاك إما باسمه أو اسم أسرته أو اسم قواته أو اسم مكتبه في السيادي أو تحت غطاء الكارتل الذي يرعاه، ولا تعوزه المقدرة ولا القوة على إيقافها الا انه يتفرج عليها!
* ونصح بتحكيم صوت العقل للخروج بالبلاد من النفق المظلم، وهو الذي أقسم في سبتمبر ٢٠٢١م قسما مغلظا بأنه لن يجلس مع الفرقاء السياسيين، وعطل انعقاد مجالس كان بمقدورها حل الخلاف مثل مجلس الشركاء ومجلس السيادة ومجلس الأمن والدفاع، والمجلس التشريعي المؤقت، واجتماعات الطوارئ الإقتصادية، ثم يأتي اليوم ليتحدث عن تحكيم العقل وضرورة الوصول إلى حل ينهي الأزمة التي سببها انقلابه في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م.
* وأبدى زهده في التمسك بسلطة تكلف الدماء وأرواح الأبرياء، وألقى المسؤولية على عاتق القوى السياسية المدنية للتشاور والتحاور، وهو لم ينطق بهذا إلا بعد ان اوعز لاذنابه بالتحرك نحو (المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير) للاسراع بتكوين "حكومة توافقية" تقود للانتخابات، متناسيا أن الخرق قد اتسع على الراتق، وليس (المركزي) وحده الذي يستشار في الحل السياسي، وأن القوى التي امدها بالأموال والرصيد والحديد واستدعاها لاعتصام القصر لن تقوى على إحداث "الاختراق" المطلوب في الأزمة السياسية، لذلك كلفهم بالتواصل مع قوى الثورة، باذلا في ذلك ما شاء من مال وثريد، ولمن أبى الوعيد والبطش الشديد.
* حث حميدتي القوى السياسية في الإسراع بتكوين ما سماها مؤسسات الحكم الانتقالي، التي قوضها هو والبرهان، ومزقوا مرجعيتها الدستورية، وخرقوا وفاقها الوطني، وخانوا التزامها السياسي، وعبثوا بمقدراتها الإقليمية والدولية، وسجنوا طاقمها الوزاري، وغيروا عناصر مؤسساتها بالإخوان، وأغرقوا أهلها بحمامات الدم والدموع!
* واعلن التزامه بتذليل كافة الصعاب التي تعوق الوصول للتوافق، وهو يعلم علم اليقين ان اول هذه الصعاب هو الانقلاب المشؤوم الذي امتنعوا عن التراجع عنه، وحصدت البلاد بسببه الهشيم!
* وابدى اندهاشه لما آلت إليه أوضاع دارفور، وما ترتب على حروبها من فقر وكوارث، الأمر الذي ذكرني بطرفة حكاها المخلوع وهو يضحك بأعلى صوته: (انه صلى في مسجد دعا إمامه بأن لا يسلط الله علينا من لا يخافه ولا يرحمنا، فصاح أحد الحضور كان يجلس بجوار البشير: "يا مولانا هو سلط وانتهى")، فمن الذى تسبب في دمار وخراب دارفور يا ايها المندهش البرئ؟!
* تحدث (دقلو) بلغة الانا عن مصالحاته ومساعيه في دارفور (انا فعلت وأنا تركت)، وهى مساعٍ لن تقود الا لحروب أكثر شراسة لأن الحل لا يكون بالتجزئة، وإنما بالنظرة السياسية الشامل لتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطى الكامل، وأن مساعيهم الفوقية في دارفور والنيل الأزرق، مجرد حبوب تخدير لن تشفى الجراح.
* كما انها ليست مصالحات وانما مصالح متبادلة بين إدارات وامارات تطمح للسلطة والغنى، وبين طموح (حميدتي) الذي زينه له (السدنة)، بأنه يستطيع أن يحكم هذه البلاد باستخدام بعض البيوتات الدينية والإدارات الأهلية والحركات المسلحة وشراء الذمم وتدجين بعض الأصوات واعلاء شأن القبلية والجهوية، وفي إعتصام القصر وإغلاق الشرق أكبر دليل!
* تحدث حميدتي عن التعاون مع (الجيش السوداني) وكانه يتحدث عن جيش غريب، بالاضافة الى الاصرار على وضع قوات الدعم السريع في مرتبة أعلى من الجيش، ومخاطبته للشعب على أنه الوصى عليه، وهو ما يؤكد كذب ما ادعاه هو وبرهانه الباهت الفاشل بالانسحاب عن المفاوضات والتخلي عن السياسة للسياسيين !
* تحدث (حميدتي) عن إلتزامه بالعمل على حماية ثورة ديسمبر المجيدة، فعن أي ثورة يتحدث .. التي قتل شبابها أمام القيادة في الشهر الكريم، ويقتل شبابها الابرياء كل يوم في المظاهرات السلمية، أم أنه يعتقد أنه يتحدث الى شعب غبي ساذج لا يعرفه ولا يعرف تاريخه وتاريخ برهانه الاسود وحاضرهم المشبع بالدماء وأكاذيبهم وألاعيبهم ومؤامراتهم ؟!
* كان ذلك ملخص ما كتبه الأستاذ (عروة الصادق) الذي عبّر بكل شجاعة ووضوح عن رأى الشعب المعلم البطل في حميدتي والبرهان والطغمة الانقلابية التي لم يعد لها مكان في بلادنا وحاضرنا ومستقبلنا سوى المشانق او السجون، فليوفروا جهودهم وبياناتهم وألاعيبهم ليوم الحساب !
////////////////////////
مناظير -
في بريد د. حامد برقو ! .. بقلم: زهير السراج
* (التائه) كتاب الشاعر اللباني جبران خليل جبران نُشر بعد وفاته بعام اي في سنة 1933. في ذلك الكتاب يرسم نقده للتقاليد الاجتماعية وسخريته من ازدواجية البشر وتناقضاتهم التي تفتك بالناس من حولهم .
* كأنما جبران كان يستقرأ لوحة السودان ونظام الإنقاذ والفترة الانتقالية – والشخوص من شاكلة عبدالفتاح البرهان وحميدتي وبرطم والناظر ترك ومالك عقار .
* لم تمر بخلد الجنرال التائه عبد الفتاح البرهان من حيلة بقاء في السلطة إلا وجربها.
الحيل التي تراوحت ما بين تحريض الزعماء القبليين لإغلاق الميناء والطرق القومية في الشرق، الي تأجيج النعرة القبيلة وإشعال الفتنة بين السكان المحليين بأقليم النيل الأزرق، مرورا بإفتعال أزمة الفشقة مع الجارة إثيوبيا .
* ولم يتبقَ له غير إعلان الإتحاد السوداني للجمهوريات القبلية وذلك بجعل كل محلية من محليات السودان جمهورية مستقلة للقبيلة التي تقطنها على غرار ما يفعله رئيس الإتحاد الروسي فلاديمير بوتن بالدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق.
* مَن يُخبر الجنرال بان الحل في العودة الي ما قبل إنقلاب 25 أكتوبر. وذلك بعودة مجلس السيادة بأطرافه الثلاث (العسكريون، المدنيون وممثلو حركات الكفاح المسلح. (مع عودة حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك).
* تألمتُ لغياب السودان عن قمة جدة بين الدول المحورية بالمنطقة والولايات المتحدة.
لولا الانقلاب المشؤوم لكان ممثل شعب السودان الدكتور عبدالله حمدوك نجم القمة.
المضحك والمبكي معاً ان ينوب الرئيس المصري عن تلميذه السوداني في الحديث عن المليشيات في الدول العربية والرسالة في بريد مليشيا الدعم السريع بالدرجة الأولى، لكن قد يدِّعي البعض شمول الميليشيات الشيعية في العراق واليمن ولبنان.
* مع حفظ تحفظات الناس هنا أو هناك على إتفاق جوبا للسلام بمساراته المتعددة، ورغم تواضع أداء قوات حركات الكفاح المسلح في حماية النازحين الذين من أجلهم حملت تلك الحركات السلاح ضد نظام الإنقاذ، ورغم مشاركة تلك الحركات أو تواطئها في جريمة الانقلاب على الحكومة المدنية، إلا ان مجمل الإتفاق مكسب كبير للسودان والسودانيين.
الإتفاق أوقف الحرب بين الحكومة المركزية وحركات الكفاح المسلح، وهو الهدف الرئيسي والمكسب الجوهري. على الناس ان يتخيلوا حجم الدمار الذي سيحل بالوطن وانسانه في حال إستمرار الحرب بين الطرفين حتى تاريخ يومنا هذا – لن يكن هناك وطن بالأساس.
* على الذين لم يختبروا الحروب والمعارك من قبل ألا ينظروا الي مسألة إلغاء إتفاق السلام ببساطة إغلاق جهاز التكييف بالغرف والمكاتب التي فيها يتواجدون منذ العقدين – وهو عمر إفتراش تلك الحركات للصحاري والادغال والوديان .لذا من الأفضل أن نحافظ على ذلك الإتفاق المصيري ونعود بالأمور الي ما قبل 25 أكتوبر .
* أخيرا، في تصوري ان اكبر عائق لاي مشروع وطني نهضوي طموح هو ما يسمى بالادارة الاهلية – وانا لا اتحدث بلسان من تعرض الي الظلم من قبل تلك الادارات المتحجرة، بل بلسان احد ابناء الادارة الاهلية، واتفهم مرارات ابناء القبائل خارج منظمومة تلك البيوتات الحاضنة لنظم الاستبداد والطائفية – يجب تغييب تلك الادارات بشكل تدريجي لانها البؤر التي تغذي مفاهيم القبلية والجهوية!
* كان ذلك ما كتبه الدكتور (حامد برقو عبدالرحمن)، وهو مثقف سوداني من الطراز الرفيع ومناضل عنيد من اجل الحرية والكرامة الانسانية، ووطني غيور شديد الإلتصاق بالقضايا الوطنية وله في كل شأن رأى حصيف، كما انه قارئ وناقد من الدرجة الاولى لا يفوته شئ مما يكتب ويقال عن السودان سواء في الصحف والمواقع السودانية أو الأجنبية، ورغم اختلافي معه حول اتفاق جوبا الهزلي الذي تم تحويل مساره وتجييره لمصلحة القوى الموقعة عليه لتحقيق مطامع سياسية شخصية، الا انني اتفق معه في ما كتبه حول مغبة إلغاء الاتفاق ولكن لا بد من خضوعه للمراجعة والتعديل إذا اردنا بالفعل تحقيق السلام والعدالة لاهل دارفور وضحايا الحروب الاهلية، ولكنه بشكله الحالي واصرار أصحابه عليه ونظرتهم القا صرة له لتحقيق مطامعهم فقط، فإنه لن يقود إلا للمزيد من النفور والتشظي والاحتراب خاصة مع استغلاله بواسطة الطغمة الانقلابية العسكرية وعلى رأسها الفرعون ورفيقه هامان، لفرض سيطرتهم على البلاد بدعم ومؤازرة وخيانة الجبهة الثورية وقادتها الطامعين في المناصب والساعين لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب اهل المصلحة الحقيقيين والنازحين والضحايا، الذين يتحدثون باسمهم ويزعمون زوراً وكذبا انهم يمثلونهم ويدافعون عن حقوقهم!
الجريدة
////////////////////
* أبدى (حميدتي) في بيانه الاخير الاسف والحسرة على ما آلت إليه الأوضاع مترحماً على ارواح الضحايا، وهو يدرك انهم ما كان ليسقطوا لولا تواطؤ قواته واشتراك جنوده في القتل والقمع والتنكيل بالابرياء.
* وتحدث عن ظاهرة استشراء خطاب الكراهية والعنصرية، وهو الذي أذكى أوارها واستدعاها من أضابير أجهزة مخابرات النظام السابق، واستخدم عناصر أمن القبائل الذين سقطوا مع نظام المخلوع، ليعملوا ضمن طواقم مستشاريه ومكتبه واستخباراته وأجهزته وشركاته وبنوكه واستثماراته ووزاراته.
* وهو من أحيا رميم الإدارات الأهلية والمتملقين والمهادنين والفاسدين واغدق عليهم المال والرشوي، وابعد النظيفين المتعففين الذين رفضوا الخضوع لاوامره وقبول رشاويه وتقديم الشباب للمشاركة في حروبه ومؤامراته!
* وتحدث عن مخاطر ومؤامرات تحاك ضد البلاد من الداخل والخارج، وهو من له القدح المعلى فيها وتحاك إما باسمه أو اسم أسرته أو اسم قواته أو اسم مكتبه في السيادي أو تحت غطاء الكارتل الذي يرعاه، ولا تعوزه المقدرة ولا القوة على إيقافها الا انه يتفرج عليها!
* ونصح بتحكيم صوت العقل للخروج بالبلاد من النفق المظلم، وهو الذي أقسم في سبتمبر ٢٠٢١م قسما مغلظا بأنه لن يجلس مع الفرقاء السياسيين، وعطل انعقاد مجالس كان بمقدورها حل الخلاف مثل مجلس الشركاء ومجلس السيادة ومجلس الأمن والدفاع، والمجلس التشريعي المؤقت، واجتماعات الطوارئ الإقتصادية، ثم يأتي اليوم ليتحدث عن تحكيم العقل وضرورة الوصول إلى حل ينهي الأزمة التي سببها انقلابه في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م.
* وأبدى زهده في التمسك بسلطة تكلف الدماء وأرواح الأبرياء، وألقى المسؤولية على عاتق القوى السياسية المدنية للتشاور والتحاور، وهو لم ينطق بهذا إلا بعد ان اوعز لاذنابه بالتحرك نحو (المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير) للاسراع بتكوين "حكومة توافقية" تقود للانتخابات، متناسيا أن الخرق قد اتسع على الراتق، وليس (المركزي) وحده الذي يستشار في الحل السياسي، وأن القوى التي امدها بالأموال والرصيد والحديد واستدعاها لاعتصام القصر لن تقوى على إحداث "الاختراق" المطلوب في الأزمة السياسية، لذلك كلفهم بالتواصل مع قوى الثورة، باذلا في ذلك ما شاء من مال وثريد، ولمن أبى الوعيد والبطش الشديد.
* حث حميدتي القوى السياسية في الإسراع بتكوين ما سماها مؤسسات الحكم الانتقالي، التي قوضها هو والبرهان، ومزقوا مرجعيتها الدستورية، وخرقوا وفاقها الوطني، وخانوا التزامها السياسي، وعبثوا بمقدراتها الإقليمية والدولية، وسجنوا طاقمها الوزاري، وغيروا عناصر مؤسساتها بالإخوان، وأغرقوا أهلها بحمامات الدم والدموع!
* واعلن التزامه بتذليل كافة الصعاب التي تعوق الوصول للتوافق، وهو يعلم علم اليقين ان اول هذه الصعاب هو الانقلاب المشؤوم الذي امتنعوا عن التراجع عنه، وحصدت البلاد بسببه الهشيم!
* وابدى اندهاشه لما آلت إليه أوضاع دارفور، وما ترتب على حروبها من فقر وكوارث، الأمر الذي ذكرني بطرفة حكاها المخلوع وهو يضحك بأعلى صوته: (انه صلى في مسجد دعا إمامه بأن لا يسلط الله علينا من لا يخافه ولا يرحمنا، فصاح أحد الحضور كان يجلس بجوار البشير: "يا مولانا هو سلط وانتهى")، فمن الذى تسبب في دمار وخراب دارفور يا ايها المندهش البرئ؟!
* تحدث (دقلو) بلغة الانا عن مصالحاته ومساعيه في دارفور (انا فعلت وأنا تركت)، وهى مساعٍ لن تقود الا لحروب أكثر شراسة لأن الحل لا يكون بالتجزئة، وإنما بالنظرة السياسية الشامل لتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطى الكامل، وأن مساعيهم الفوقية في دارفور والنيل الأزرق، مجرد حبوب تخدير لن تشفى الجراح.
* كما انها ليست مصالحات وانما مصالح متبادلة بين إدارات وامارات تطمح للسلطة والغنى، وبين طموح (حميدتي) الذي زينه له (السدنة)، بأنه يستطيع أن يحكم هذه البلاد باستخدام بعض البيوتات الدينية والإدارات الأهلية والحركات المسلحة وشراء الذمم وتدجين بعض الأصوات واعلاء شأن القبلية والجهوية، وفي إعتصام القصر وإغلاق الشرق أكبر دليل!
* تحدث حميدتي عن التعاون مع (الجيش السوداني) وكانه يتحدث عن جيش غريب، بالاضافة الى الاصرار على وضع قوات الدعم السريع في مرتبة أعلى من الجيش، ومخاطبته للشعب على أنه الوصى عليه، وهو ما يؤكد كذب ما ادعاه هو وبرهانه الباهت الفاشل بالانسحاب عن المفاوضات والتخلي عن السياسة للسياسيين !
* تحدث (حميدتي) عن إلتزامه بالعمل على حماية ثورة ديسمبر المجيدة، فعن أي ثورة يتحدث .. التي قتل شبابها أمام القيادة في الشهر الكريم، ويقتل شبابها الابرياء كل يوم في المظاهرات السلمية، أم أنه يعتقد أنه يتحدث الى شعب غبي ساذج لا يعرفه ولا يعرف تاريخه وتاريخ برهانه الاسود وحاضرهم المشبع بالدماء وأكاذيبهم وألاعيبهم ومؤامراتهم ؟!
* كان ذلك ملخص ما كتبه الأستاذ (عروة الصادق) الذي عبّر بكل شجاعة ووضوح عن رأى الشعب المعلم البطل في حميدتي والبرهان والطغمة الانقلابية التي لم يعد لها مكان في بلادنا وحاضرنا ومستقبلنا سوى المشانق او السجون، فليوفروا جهودهم وبياناتهم وألاعيبهم ليوم الحساب !
////////////////////////
مناظير -
في بريد د. حامد برقو ! .. بقلم: زهير السراج
* (التائه) كتاب الشاعر اللباني جبران خليل جبران نُشر بعد وفاته بعام اي في سنة 1933. في ذلك الكتاب يرسم نقده للتقاليد الاجتماعية وسخريته من ازدواجية البشر وتناقضاتهم التي تفتك بالناس من حولهم .
* كأنما جبران كان يستقرأ لوحة السودان ونظام الإنقاذ والفترة الانتقالية – والشخوص من شاكلة عبدالفتاح البرهان وحميدتي وبرطم والناظر ترك ومالك عقار .
* لم تمر بخلد الجنرال التائه عبد الفتاح البرهان من حيلة بقاء في السلطة إلا وجربها.
الحيل التي تراوحت ما بين تحريض الزعماء القبليين لإغلاق الميناء والطرق القومية في الشرق، الي تأجيج النعرة القبيلة وإشعال الفتنة بين السكان المحليين بأقليم النيل الأزرق، مرورا بإفتعال أزمة الفشقة مع الجارة إثيوبيا .
* ولم يتبقَ له غير إعلان الإتحاد السوداني للجمهوريات القبلية وذلك بجعل كل محلية من محليات السودان جمهورية مستقلة للقبيلة التي تقطنها على غرار ما يفعله رئيس الإتحاد الروسي فلاديمير بوتن بالدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق.
* مَن يُخبر الجنرال بان الحل في العودة الي ما قبل إنقلاب 25 أكتوبر. وذلك بعودة مجلس السيادة بأطرافه الثلاث (العسكريون، المدنيون وممثلو حركات الكفاح المسلح. (مع عودة حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك).
* تألمتُ لغياب السودان عن قمة جدة بين الدول المحورية بالمنطقة والولايات المتحدة.
لولا الانقلاب المشؤوم لكان ممثل شعب السودان الدكتور عبدالله حمدوك نجم القمة.
المضحك والمبكي معاً ان ينوب الرئيس المصري عن تلميذه السوداني في الحديث عن المليشيات في الدول العربية والرسالة في بريد مليشيا الدعم السريع بالدرجة الأولى، لكن قد يدِّعي البعض شمول الميليشيات الشيعية في العراق واليمن ولبنان.
* مع حفظ تحفظات الناس هنا أو هناك على إتفاق جوبا للسلام بمساراته المتعددة، ورغم تواضع أداء قوات حركات الكفاح المسلح في حماية النازحين الذين من أجلهم حملت تلك الحركات السلاح ضد نظام الإنقاذ، ورغم مشاركة تلك الحركات أو تواطئها في جريمة الانقلاب على الحكومة المدنية، إلا ان مجمل الإتفاق مكسب كبير للسودان والسودانيين.
الإتفاق أوقف الحرب بين الحكومة المركزية وحركات الكفاح المسلح، وهو الهدف الرئيسي والمكسب الجوهري. على الناس ان يتخيلوا حجم الدمار الذي سيحل بالوطن وانسانه في حال إستمرار الحرب بين الطرفين حتى تاريخ يومنا هذا – لن يكن هناك وطن بالأساس.
* على الذين لم يختبروا الحروب والمعارك من قبل ألا ينظروا الي مسألة إلغاء إتفاق السلام ببساطة إغلاق جهاز التكييف بالغرف والمكاتب التي فيها يتواجدون منذ العقدين – وهو عمر إفتراش تلك الحركات للصحاري والادغال والوديان .لذا من الأفضل أن نحافظ على ذلك الإتفاق المصيري ونعود بالأمور الي ما قبل 25 أكتوبر .
* أخيرا، في تصوري ان اكبر عائق لاي مشروع وطني نهضوي طموح هو ما يسمى بالادارة الاهلية – وانا لا اتحدث بلسان من تعرض الي الظلم من قبل تلك الادارات المتحجرة، بل بلسان احد ابناء الادارة الاهلية، واتفهم مرارات ابناء القبائل خارج منظمومة تلك البيوتات الحاضنة لنظم الاستبداد والطائفية – يجب تغييب تلك الادارات بشكل تدريجي لانها البؤر التي تغذي مفاهيم القبلية والجهوية!
* كان ذلك ما كتبه الدكتور (حامد برقو عبدالرحمن)، وهو مثقف سوداني من الطراز الرفيع ومناضل عنيد من اجل الحرية والكرامة الانسانية، ووطني غيور شديد الإلتصاق بالقضايا الوطنية وله في كل شأن رأى حصيف، كما انه قارئ وناقد من الدرجة الاولى لا يفوته شئ مما يكتب ويقال عن السودان سواء في الصحف والمواقع السودانية أو الأجنبية، ورغم اختلافي معه حول اتفاق جوبا الهزلي الذي تم تحويل مساره وتجييره لمصلحة القوى الموقعة عليه لتحقيق مطامع سياسية شخصية، الا انني اتفق معه في ما كتبه حول مغبة إلغاء الاتفاق ولكن لا بد من خضوعه للمراجعة والتعديل إذا اردنا بالفعل تحقيق السلام والعدالة لاهل دارفور وضحايا الحروب الاهلية، ولكنه بشكله الحالي واصرار أصحابه عليه ونظرتهم القا صرة له لتحقيق مطامعهم فقط، فإنه لن يقود إلا للمزيد من النفور والتشظي والاحتراب خاصة مع استغلاله بواسطة الطغمة الانقلابية العسكرية وعلى رأسها الفرعون ورفيقه هامان، لفرض سيطرتهم على البلاد بدعم ومؤازرة وخيانة الجبهة الثورية وقادتها الطامعين في المناصب والساعين لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب اهل المصلحة الحقيقيين والنازحين والضحايا، الذين يتحدثون باسمهم ويزعمون زوراً وكذبا انهم يمثلونهم ويدافعون عن حقوقهم!
الجريدة
////////////////////