وقفه مع المحامى غازي سليمان والإعلامي الطاهر التوم

 


 

 


royalprince33@yahoo.com

ولنبدأ من ألاخر وأعنى الأعلامى الطاهر حسن التوم الذى تظهر عليه ملامح (الكوزنه) التى لا تخفى على قصاص اثر، لكن للأمانه فالطاهر يحاول أن يخرج عن عباءة نظام (الفساد اللا وطنى) ويفتح  من وقت لآخر مواضيع جاده ويطرح أسئلة حرجه على أساطين النظام، لا يمكن أن يسمح بها الا لسببين لا ثالث لهما ، الأول اذا جاءت على لسان رجل من أهل الثقه أو هى محاولة لتجميل وجه الأعلام فى نظام فاسد وأظهاره وكأنه (ديمقراطى) يوفر مساحات من الحريه، وهذا ما درجت عليه ما درجت عليه العديد من الأنظمه الديكتاتوريه والشموليه المستبده، خاصة بعد انهيار الكتله الشرقيه وتفكك الأتحاد السوفيتى.
على كل بالأمس وعلى قناة (النيل الأزرق) ومن خلال الحلقه التى استضاف فيها (الطاهر التوم) عدد من الخبراء فى مجال الطيران ومعهم الطيار الذى نجا مع المسافرين وطاقمه من الموت المحقق بعد أن هبط بطائرة الفوكرز اضطراريا فى مطار الخرطوم، نسى (الطاهر) أهم سؤال كان يجب أن يطرحه على الوزراء والمسوؤلين الذين تداخلوا عبر الهاتف والسؤال هو كيف حصلت شركة (عارف) التى يسعى النظام لألغاء العقد معها، على 70% من اسهم (سودانير) والمعروف فى جميع دول العالم أن الشريك الأجنبى لا يحصل على أكثر من 49% خاصة فى مجال سيادى يستخدمه افراد الشعب والمسوؤلين الكبار فى الدولة، وكيف يكون الحال لو رغب رئيس الجمهورية أو أحد الوزراء فى السفر وتدخل مسوؤل من طرف الشريك الأجنبى ورفض لأى اسباب سفر ذلك المسوؤل؟
ولماذا لم يتطرق (الطاهر حسن التوم) عن شبهة الفساد التى فاحت رائحتها فى تلك الأتفاقيه التى مكنت شركة (عارف) الكويتيه من امتلاك تلك ال 70 % والتى قيل أن عدد من المسوؤلين والتنفيذيين المنتمين للمؤتمر الوطنى قد شاركوا فيها وقبضوا (رشاوى) أو حصلوا على منفعه شخصيه جعلتهم (يجيروا) نصيب الشريك الوطنى الثانى (رأس مال وطنى) لصالح شركة (عارف) لتصبح بذلك مهيمنة على الشركه ومسيطرة على قراراتها بصورة أكبر من الشريك الحكومى (سودانير)؟
أما المحامى (غازى سليمان) فأنى اشعر بأن النظام لا يكفيه شخصا واحدا مثل (الخال) الرئاسى الطيب مصطفى ليتلهى به قراء  الصحف والمشاهدون للقناة الفضائيه السودانيه التى تمارس اعلام (الأتجاه الواحد)، ولذلك يزجوا (بغازى سليمان) من وقت لأخر ليسلى الجماهير ولكى يسئ للحركة الشعبيه لأنها قبلت عن طريق الخطأ لشخص مثله أن ينتمى لها فى يوم من الأيام.
ومن عجائب (غازى سليمان) انه قال على الفضائيه السودانيه أن معارك النيل الأزرق وجنوب كردفان (مؤامرة) مقصود بها عروبة السودان، مع انه وفى برنامج الأتجاه المعاكس على الجزيره وبجانبه وزير الثقافه السورى قال بطريقته (الشراميه) المعروفه: (نحنا  ذاتو ما عرب .. ومن القال السودانيين عرب)!
ثم تحدث عن عدم حق (الحركه الشعبيه) فى حزب يعمل فى الشمال لأنه ينتمى الى دولة أجنبيه، قاصدا (دولة الجنوب)، ولعل (غازى سليمان) أو (خيل الحكومه) كما يقول المصريون لا يقرأ ولا يسمع، فاذ كانت المسأله مرتبطه بالأسم وحده فحزب (المؤتمر الوطنى) اذا أخذ بالكامل فهو يعود الى جنوب أفريقيا والزعيم (مانديلا) واذا اخذ نصفه الأول (مؤتمر) فهو يعود للهند (ولأنديرا غاندى) ولوالدها مع الفارق الكبير بين تلك الأحزاب وديمقراطيتها وبين  سلوك قادتها الوطنى مقارنة بعمر البشير وأزلامه.
أما اذا اخذ الجزء الأخير (وطنى) فهو يعود الى حزب (مبارك) – الحزب الوطنى -  وهنا يمكن أن يلتقى زعماء هذا الحزب مع حزب البشير فى السلوك والفساد والأستبداد والعماله وارتهان القرار الوطنى للأجنبى، وأن كان (مبارك) ونظامه أفضل بمليون سنه ضوئيه عن نظام (البشير).
ومن جانب آخر الا يعلم (غازى سليمان) المحامى بأن السودان فيه حزب ينتمى الى (جماعة انصار السنه المحمديه) وله وزراء مشاركون فى الحكومه، وهل يخفى عليه من يمولهم والى أى دولة ينتمى فكرهم؟
الا يعلم (غازى سليمان) بوجود حزب فى السودان تحت أسم (الأخوان المسلمين)، ومن اين جاء فكر ذلك الحزب؟
الا يوجد (حزب شيوعى) وحزب (بعثى) ؟ وهل كان غازى سيلمان (مقرشا) طيلة هذه الفتره؟
أما اكثر ما اضحكنى فى حديث (غازى) فهو حديثه عن التآمر والعماله وعلاقات (الحركه الشعبيه) – قطاع الشمال (باسرائيل) وكأنه لم يسمع عن (ويكليكس) الذى لا يعرف الكذب ولا يشكك فى معلوماته أحد، وكيف أن (طالبان) السودان كانوا يسعون لتأسيس علاقات قويه معها ومع (كفيلتها) أمريكا.
وأخيرا .. أن اعلام (الأتجاه الواحد) الذى لا تتاح الفرص فيه لغير (المخبولين) ومن هم (خارج الشبكه) والآرزقيه والمرتشين، لن يثمر غير نظام فاسد ومستبد ودوله مفككه ومنهاره اقتصاديا كما هو الحال الماثل امامنا فى دولة شعبها عملاق يحكمه اقزام.

 

آراء