وكما توقعنا.. فليس للقادة السودانيين احتراما او وفاءا بالعهود والمواثيق

 


 

 

لست عرافا.. ولا قارئا للفنحان ولا عالما بالغيب...عندما كتبت عن المخرجات الاتفاق الاطاري ومدي الالتزام بتنفيذها...ولكنني كنت اعرف تماما طبيعة الشخصية السودانية، خاصة في تنكرها للوعود والمواثيق..محلية كانت أم دولية..لا فرق..خاصة علي مستوي القيادات .
أقول ذلك وفي الخاطر، مقالي الذي كتبته في هذا الصحيفة بعنوان [ التوقيع بالأحرف الأولي علي الإتفاق الاطاري أفضل من جدولته]. وفيه أشرت إلي مخاوفي وظنوني ...وشكوكي بأن يتم تنفيذ هذه الإجراءات في زمانها المضروب ...خاصة وأن شياطين الإنس والجن سوف يعشعشون بين فواصلها الزمنية من المعارضة وربما من الفرقاء أنفسهم...وها هم الفرقاء يفعلونها بأنفسهم لأن النية كانت مبيتة علي التأجيل.
وأشرت إلي مصدر قلقي ومنها تجاربنا السابقة مع القيادات السياسية..واقترحت بأن هذا الاتفاق كان يجب التوقيع عليه بالأحرف الأولي، كاجراء قانوني معمول به في معظم الاتفاقات والمعاهدات الدولية .
إن مسألة الخلاف بين المكون العسكري حول موضوع الدمج..تعتبر مسألة ( لوجستية) أكثر منها مسألة خلافية..لأن المبدأ متفق عليه..وكان يمكن تأجيل وترحيل هذه الخلافات حتي تكوين الحكومة الانتقالية لتكون طرفا فيه ، ولكنهم أصروا علي التأجيل وخلط كل الأوراق وجدولة القرارات والتوقيع عليها..ولا ندري إن كانت هي مسرحية متقنة التأليف والتمثيل والإخراج أم هو أمرا اجرائيا يستحق خلط الأوراق.
لقد تابع كل العالم ما كان يجري في السودان من مشاورات سياسية...بأمل الوصول الي تسوية واتفاق ترضي طموحات السودانيين و حقهم في العيش الكريم..وكانت الوساطات الدولية حاضرة وقلبها علي السودان وشعب السودان..ولكن تأتي الرياح بما تشتهي السفن..وثبت للعالم كله..بأن القادة السودانيين لا كلمة لهم ولا أمان لهم ولا وفاء بالوعود والمواثيق الدولية وأقربها للمجتمع الدولي مسألة تسليم الرئيس المخلوع للجنائية الدولية حيث لازال الوعد الحكومي السوداني يراوح مكانه لأكثر من أربعة سنوات...
فإذا صدقت الانباء وتأجلت تواريخ تنفيذ التوقيع علي مخرجات اجتماعات الاتفاق الاطاري ، بسبب قضية الدمج في القوات المسلحة،،، فعلي الزعامات السياسية الحقيقية في المشهد السياسي أن ترجع الي الشارع الذي انطلقت من شرارة الثورة..الي لجان المقاومة..فقد أثبت هؤلاء الفتية بانهم الأكثر وعيا ونضجا ...وأنهم أكثر صدقا من النخب الحاكمة.
نحن لا زلنا مع الاتفاق الاطاري...ولكن من يضمن لهذا الشعب المكلوم صدق هؤلاء القادة بتنفيذ ما يتوافقون عليه بعد كل تلك الجلسات المملة والمرهقة والمهدرة للطاقات والمحبطة في نهاية جلساتها؟
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء