ولايات مسار الوسط: آمال وآلام !!

 


 

 


سلام يا وطن

ظللنا عبر هذه الزاوية وعبر مواقف ونقاشات مسار الوسط نؤكد دائما على حقيقة اساسية تتمثل في ضرورة وضع أسس ومعايير لاختيار الولاة المدنيين ولكن للاسف الشديد ظلت الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية تعيش في دائرة محاصصاتها وتنكُّرها المزعج لما تواثقت عليه اثناء مسيرة الثورة وما أكدته بأنها تمتنع تماما عن المشاركة في السلطة التنفيذية او السياسية لكنها تنصلت جميعا عن ان تفي بهذا الالتزام الذي كان سيحففظ على السودان واهله هذه المتاهة التي ظل يعيشها شعبنا بين الفشل القادم والقديم ، لذلك عندما قررنا ان نخوض تجربة مسار الوسط والشمال في مفاوضات جوبا فإننا قد شهدنا آلام الطلق التي تنفست عن صبح ميلاد مسار الوسط والشمال ، والان ومفاوضات جوبا تصل الى نهاياتها وتحقق غاياتها فسنبقى نبشر بسودان جديد تبدأ نهضته بشكل مختلف من الولايات الى المركز وهذا طريق تحفه الاشواك اكثر من الورود ولكنه بعزم الرجال وخاصة في مسار الوسط نكاد نجزم بأن الخطوات المباركات تملك ادوات التغيير وتعرف طرقه .

*ان تعيين الولاة بالطريقة التي تم بها قد يسوق بلادنا الى قليل من النجاح والكثير من الاتراح وهذا لم يكن مفاجئاً لأحد ولا يحتاج لذكاء زائد لنصل الى الحقائق التي قالت بان قوى إعلان الحرية والتغيير التي قامت بتسمية الولاة ورفعتهم الى رئيس الوزراء الذي رفض الاسماء وعندما طالبوه بأن يقوم بتعيين الولاة اعتذر وعاد الى قحت ، ولقد طالبناهم جميعا عبر هذه الزاوية ان ينشروا على الشعب الاسماء والسير الذاتية للولاة المرشحين ولكنهم جميعا التزموا الصمت حتى اتضح انهم اختاروهم وفق محاصصة بألوان سياسية محددة وواضحة وسيبقى حظها في الفشل ونحن في مسار الوسط وعموما في الجبهة الثورية قد مدت جميعاً الايادي البيضاء لتعيين الولاة حرصاً على مسيرة السلام حتى يصل الى غاياته المنشودة وقد كان من حسن حظ النيل الابيض ان واليها الاستاذ اسماعل فتح الرحمن وراق قد اعلن على رؤوس الاشهاد بأنه لن يكون واليا للنيل الابيض إلا على مسافة واحدة من كافة القوى السياسية ، وقد نجح وراق في ان يقف هذا الموقف الواحد من كل القوى السياسية واستعدت النيل الابيض لعهد جديد لايقصي أحداً، ورغم شح الإمكانات وضعف الموارد تظل الرغبة في التغييرهي الدافع الحقيقي ليتضافر مسار الوسط مع الوالي المدني.
*وبالنظر العابر لما حدث في ولاية سنار وإنزلاق الوالي الاستاذ/الماحي سليمان في عدم التريث وهو ينساق خلف إندفاع من أطلقوا على أنفسهم لجان المقاومة الذين إقتحموا مخازن مطاحن فضل تور الدبة وبانت حقيقة القمح المُقتحم بأن لاعلاقة له مع القمح الذي حجزته لجنة إزالة التمكين ، ليتضح انه قمح يخص شركة كانت تطحن في مطاحن تور الدبة ، فيما أوقفت مطاحن تور الدبة كل تعاقداتها وأوقفت حتى قمحها الخاص لتتفرغ لقمح ولايتي سنار والنيل الأبيض، فهل تبقئ أمام والي سنار غير الإستقالة ليفسح المجال لمحاكمته؟! أما مايجري في ولاية الجزيرة فهو يتلخص في نقطة أساسية ان يقف الوالي على مسافة واحدة من الجميع ويبتعد عن التحزب فان الاحزاب ستسوقنا الى إعادة الهتاف : العذاب ولا الأحزاب ) ولات ساعة مندم .. وسلام يااااااوطن.
سلام يا
اذا ظللنا نجلس تحت شجرة الاختلافات التي تؤخر عقارب ساعة النهضة السودانية ، فنخشى أن يأتي اليوم الذي لانجد فيه وطناً نختلف عليه ..نخشى ذلك .. وسلام يا..
الجريدة الأحد 16/8/2020

 

آراء