“ولا تقل لهما أف ولاتنهرهما”

 


 

 

كلام الناس
مع اثار جائحة كوفيد 19 السالبة على الحياة العامة والعلاقات الإجتماعية والأسرية طفحت للأسف على سطح المجتمع بعض الحالات المقلقة لتدهور العلاقات الأسرية التي بدأت تتصدع بأسباب مختلفة قبل ان تجئ هذه الجائحة فتضعفها أكثر.
صحيح إن الإنتكاسات في العلاقات الأسرية قديمة وفي كل المجتمعات و أدت لتفكك بعض الأسر وضياع البنات والاولاد وتعرضهن/م لمختلف أنواع الإنحراف الفكري والسلوكي، لكن المؤسف حدوث هذا التصدع الأسري في مجتمعاتنا التي كانت محفوظة بتامسك أسرها وتراحمهم وتكافلهم ومتانة العلاقات الحميمة التي تربط بينهم في البيت الكبير والحيشان التي ضاقت بل كادت تختفي من بعض البيوت.
الذي دفعني للكتابة في هذا الأمر الحيوي إطلاعي في أكثر من قروب من القروبات الإلكترونية على قصة الأب كبير السن الذي كان طريح إحدى المستشفيات بالخرطوم حار به الدليل بعد اكمل علاجه وعليه أن يغادر المستشفى إلا ان بناته رفضن عودته للعيش معهن بحجة انه تسبب في مشاكل مع نسابتهن!!!!.
الذين نشروا هذه المأساة الأسرية كانوا يهدفون لمساعدة هذا الأب بعد أن طلب بناته من الذي يتابع حالته بالمستشفى أن "يشوف ليهو دار مسنين يوديه فيها" وللأسف نشروا صورته وإسمه وإسم المستشفى التي كان يتعالج بها بل ورقم هاتف للمساعدة.
كما ذكرت هناك عوامل كثيرة أسهمت في تفكك بعض الأسر وأضعفت العلاقات الأسرية والعائلية بل إنقطعت تماماً بين البعض، لكن هذه الحالة الموجعة المؤسفة جسدت جانباً من عدم الوفاء من البنات لأبيهن، وتجسم بعض الواقع الأسري والعائلي المحزن الذي يتطلب منا جميعاً وقفة مع النفس ليس فقط لتدبر ما حدث لهذا الأب إنما لإحياء ما تبقى في دواخلنا من قيم وموروثات دينية وإنسانية وأخلاقية مستلهمين توجيه الرحمن الرحيم لنا في محكم التنزيل الذي يوصينا فيه بالإحسان للوالدين وحسن رعايتهما بقوله سبحانه وتعالى :" وقضى ربك ألا تعبدوا إللا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبراحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا" صدق الله العظيم.

 

آراء