وللأستاذ/ كمال حنفي أيضاً قصة … بقلم: سارة عيسى

 


 

سارة عيسى
11 December, 2009

 

     قرأت ما كتبه الأخ ضياء الدين بلال ، فهو في حقيقة الأمر لم يكتب شيئاً جديداً ، وقد خاض في نفس المتاهة القديمة هل سارة عيسي رجل أم إمرأة ؟؟ فهو لم يدافع عن نفسه على أساس أنه جزء من ماكينة الإنقاذ الإعلامية ، لكنه قال أبي ، وكيف أن أباه كان يملك عجلة " دبل " ، هذا في الماضي ، لكن ماذا يملك الأخ/ ضياء الدين الآن ؟؟ وهل ما يتقاضاه لأنه صحفي  ؟؟ أم لأنه يداهن السلطة وهو جزء من ذئابها إن كان يشعر بالحرج من وصفه بأنه جزء من  الأغنام ، نعم شجاعة كل من الأخوين باقان أموم وياسر عرمان ليست قيد الفحص والإختبار ، فتوريت ، والكرمك وقيسان ، والبيبور وكبويتا ، هذه المواقع تتحدث عن شجاعتهم ، وهم السبب في تحطيم المشروع الحضاري إلى أشلاء صغيرة ، ويكفي من شجاعتهم أنهم بالرايات البيضاء أستطاعوا أن ينشروا الفزع والخوف داخل مؤسسات النظام الأمنية الهشة في الخرطوم  ، فالحركة الشعبية وعدت فأنجزت ،  ولا يمكن أن يُحكم الجنوب بقوة السلاح ، وعهد الوصايا قد ذهب بتذكرة خروج بلا عودة ، الأخ ضياء الدين بلال رقيق القلب ، فهو يخشى أن يرمي أحد المتظاهرين بحجر فتخرج الأمور عن السيطرة ، هذه المرة كان كريماً وقدر عدد المتظاهرين بثلاثين الفاً ، وقبل يومين قال أن عددهم لا يتجاوز بضع مئات ، كما أنه هذه المرة أشاد بشجاعة باقان وياسر عرمان ، أنه دائماً يقف في  منطقة متوسطة بين القدح والمدح ، نعود للغة الأرقام ، هذه اللغة تكون محببة عندما ترتبط بالمظاهرات التي يحركها الرئيس البشير ضد أوكامبو ، مات في حرب الجنوب أكثر من أربعة ملايين شخص ، هذا من غير حصر الضرر الذي أصاب الحياة المدنية  في الجنوب ، هذه خسارة أهل الجنوب خلال عقدين من الزمان ، أما حزب المؤتمر الوطني فلم يحصر خسائر أهل الشمال ، أسامة أحمد فضل الله ، فضل المرجي ، نور الدايم آدم بليلة ، تاج السر علي حمد ، صلاح أحمد فقيري  وغيرهم ، ويا ليت الأخ ضياء الدين بلال سأل الرئيس البشير ماذا تعني هذه الأسماء ؟؟ أنهم شباب في مقتبل العمر ، وكانت تنتظرهم حياة وأمال عريضة مثلهم ومثل أي سوداني ، والرئيس البشير يرفض الآن المصير الذي ينتظره ، بينما قبل هؤلاء الشباب بمصيرهم حتى ولو كان هو الموت ،  ونعود لإحصائيات حرب دارفور ، عدد القتلى 500 ألف ، وأربعة ملايين من النازحين ، أي من لم يمت في يوم الإثنين مات في غيره من الايام  السبعة ، والدم السوداني مسفوك في أطراف الهامش ، لكن الدم في المركز عزيز وحرام ، وهو مسترخص ومجاني في الأطراف ، يخشى الأخ ضياء الدين على السودان من الفوضى الخلاقة؟؟ ماذا تريد من الفوضى أكثر مما يقوله رئيس الدولة أنه لا يريد أسرى أو جرحي في دارفور بل يريد قتلى ؟؟ ماذا تريد من الفوضى أكثر مما يدعو الأمم المتحدة للتدخل  بشرطتها وجيوشها لحماية المواطنين السودان من قوات الأمن السودانية ؟؟ ماذا تريد من الفوضى  أكثر من أن يُتهم رئيس الدولة بقتل مواطنيه على اساس عرقي وجهوي ؟؟ أن الفوضى العارمة تضرب بأطنابها في كل  السودان ، وهناك بؤر للتوتر قابلة للإشتعال في أي وقت ، والمتسبب في هذه الفوضى هو حزب المؤتمر الوطني  الذي أستخدم الدين والعرق لفرض الطموحات السياسية ، ونحن نسأل  كيف يعيش أصحاب القلم في السودان ؟؟ فصناعة الصحف أصبحت كاسدة ولا تغطي تكلفة الورق ، هذا الأمر كتب عنه المرحوم / محمد الحسن أحمد ، لكن كيف يجد هؤلاء الصحفيين الكثر  سبل عيشهم إن كانت الصحيفة لا تغطي تكلفة الورق ؟؟ أن السماء لا تمطر ذهباً لكن القصر الجمهوري يفعل ، وأسهم الرئيس البشير في صحيفة الرأي العام ليست رمزية ، وقريب الرئيس البشير الأستاذ/ كمال حسن بخيت وجوده في صحيفة الرأي العام ليس مصادفة ، بل أنه العراب بين القصر وبقية الكتاب .

    قرأت ما كتبه الأستاذ كمال حنفي ،أحد الأصدقاء مازحني قائلاً : شوفينا يا سارة حل في عبد الرحيم حمدي ، كمال حنفي ، وحسن المصري ؟؟ ضحكت كثيراً وتذكرت " الشينات " الثلاثة التي كرهها المرحوم عبد الله الطيب ، والمصيبة الكبيرة أن كمال حنفي في صحافة الإنقاذ يُشار إليه بلقب محلل سياسي ، وقد قرأت مقاله عن الصراع بين كلاب الشرطة وكلاب المعارضة ، فالمقال كان مهزوزاً ولا يمكن تسميته بمقال صحفي ، والبركة في الصورة الحليقة  من اللحية والشوارب التي ذكرتني بالإعلامي المصري إبراهيم حجازي ،  فحنفي أشبه بطالب الصدقة في دنيا الصحافة ، فهو مجرد من الإبداع والخيال ، وكأنه كتب ذلك المقال  بالرسائل النصية  في الجوال ، لذلك لن أتعمق في الرد عليه ، فقد قال الحكماء : أن الحماقة أعيت من يداويها .

 

sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء