ولولة الكيزان !

 


 

 

مناظير الاثنين 13 يونيو، 2022
manazzeer@yahoo.com

* منذ أن طفا على السطح نبأ اجتماع المجلس الانقلابي مع قوى الحرية والتغيير برعاية امريكية سعودية، أصيب الكيزان بحالة من الهيستريا كشفت عن مدى بؤسهم وغبائهم باعتقادهم ان استعانة الطغمة العسكرية بهم لادارة اجهزة الدولة كان حباً فيهم وأنهم عائدون لحكم السودان والتحكم فيه مرة أخرى، ولم تساعدهم عقولهم المريضة لاكتشاف انه مجرد تكتيك مرحلي للعسكر بحثا عن حليف مؤقت لمساعدتهم ثم التخلص منه في الوقت المناسب، وهو نفس التكتيك الذي استخدمه العسكر عندما استعانوا بمجموعة الموز كحاضنة سياسية لتنفيذ الانقلاب، إعتقادا منهم أنهم سيخدعون العالم بأن الانقلاب حدث بناءا على رغبة الشعب، ولكنهم لم يلبثوا أن اكتشفوا خطأ إختيارهم، بسبب المقاومة الشرسة من الشعب السوداني، وضعف الحاضنة الموزية وانعدام التأييد الشعبي لها وعدم وجود الكفاءات المطلوبة لديها لادارة شؤون الدولة وشغف افرادها بالمال، فاستعانوا بالكيزان حتي يحين موعد التخلص منهم خاصة أنهم لا يحظون بأى قبول خارجي بالاضافة الى كراهية الشعب لهم، وها قد بدأت الآن مرحلة التخلص من الإثنين والعودة مرة أخرى الى الحاضنة الاولى بدعم أمريكي سعودى، وهو ما أصاب الكيزان بحالة من الجنون، فخرجوا الى الميديا يولولون ويذرفون الدموع ويشقون الجيوب ويدعون بدعوة الجاهلية !

* يقول احدهم يدعى (ياسر أبشر)، بأن اجتماع (مولي في) مع الحرية والتغيير ما هو إلا مواصلة لسياسة امريكا في ممارسة الخيارات الخاطئة والاعتماد على نفس الاشخاص الذين يضللونها، والتماهي مع اليساريين والشيوعيين السودانيين الذين أصبحوا يدها الثورية بعد أن تخلوا عن معاداة ما كانوا يسمونها (الرأسمالية المتوحشة)، وهى مثلهم تماماً إذ تسمي إجراءات 25 أكتوبر انقلاباً، كأن ما جرى تم ضد حكومة منتخبة ديمقراطياً. وأعربت في لقائها بلجان المقاومة (وهىَّ أحد أذرعة الحزب الشيوعي) عن إعجابها بمعارضتهم للجيش، وبشرتهم أن بلادها أوقفت كل دعم مادي للسودان، وأمرت السعودية أن توقف دعمها ففعلت، مثلما يرغبون.

ويصف (الكويز) ما حدث بهوان السودان الذي جعل مسؤولة أجنبية تجتمع بناشطين وتعلن أنها معجبة بمعارضتهم للحكم القائم، بينما هم يخربون ويدمرون ويحرقون ويدعون لمزيد من الضغط الاقتصادي على السودان، قائلين إن سوء الوضع الاقتصادي أفضل من حكم "الطّغمة الحاكمة"، في تكرار لجهالة "الجوع ولا الكيزان". والسؤال الذي يفرض نفسه هو.. لماذا تتعامى أميركا عن استغلال اليساريين لشباب أغرار يقتلونهم ليتاجروا بدمائهم، ثم لا ينسون تخويفها من بعبع عودة الإسلاميين والتدخل الروسي، ولكن لا مانع لديهم من التدخل الأميركي!

* يضيف المتحدث بان السيدة (مولي) تعرف أن بلادها تعاقب بالسجن أي أميركي يتصل بدولة أجنبية دون إخطار وتسجيل رسمي، ولكنه لا يلومها مادام نظام الحكم في السودان يبيح مثل هذه التجاوزات لمواطنيه، ويقول: "كم جأرنا بالشكوى من مثل هذا الهوان، ودعوناهم أن يقتدوا بأسياس أفورقي وبمصر التي لا تسمح بدخول دولارات لمنظمات لا تكون هيَّ على علم بدخولها وخرجوها وأوجه صرفها!

* ويواصل: "انه من المضحكات المبكيات إشراك السفير السعودي الذي أصدر بياناً زعم فيه أن بلاده تسعي لتمكين الديمقراطية في السودان، بينما لم يسمع احد من قبل بانتخابات في تاريخها وليس بها دستور ولم تعرف أحزاباً، ولكنها تريد أن تجلب الديمقراطية للسودان. لقد هان من بالت عليه الثعالبُ"!

* ويختم حديثه باكياً: "أما بيان قحت فقد احتشد بالادعاءات بأن حوار روتانا "ضد رغبة الشعب"، بدون أن يقولوا لنا براهينهم التي قاسوا بها رغبة الجماهير. كيف لا وهم ملّاك الحقيقة وأساطين المعرفة والطليعة التي لا مُعقّب لقولها ولا راد لفعلها".

* كان ذلك نموذجا لصراخ الكيزان على خلفية الاجتماع بين السلطة الانقلابية وقوى الحرية والتغيير برعاية أمريكية سعودية، وكأنهم كانوا يحلمون بعودتهم الى السلطة على يد الطغمة الانقلابية وهو أكبر دليل على غبائهم وجهلهم بالمشهد السياسي في السودان وأطماع العسكر الذين لا يهمهم سوى إحتكارهم للسلطة، وكما قال المحلل السياسيى الموريتاني الاسلامي (محمد مختار الشنقيطي) .. ان "تخاذل بعض اسلامييى السودان عن نصرة الثورة بحجة قيادة اليسار أنانية وبلاهة سياسية، وهو لا يخدم الا العسكر الجدد الذين جاء بهم الحلف الإسرائيلي العربي لاستئصال الاسلاميين. أما رفع راية الشريعة بوجه الثورة فهو محض نفاق، وإلا فأين الشريعة من حكمكم 30 عاما؟" !

 

آراء