وليد طاشين ما مشحودين عليه

 


 

كمال الهدي
2 November, 2022

 

تأملات
. أحس بحسرة وغصة في الحلق مع كثرة المناشدات لإكمال علاج نجم الهلال السابق وليد طاشين، وكأنه شخص غير معروف يمر بظرف بالغ الصعوبة ويرغب (أولاد الناس) في مساعدته.

. وليد طاشين يا من تجهلون قيم وإرث الهلال وأخلاقيات العمل في هذا النادي الكبير أحد رموز الهلال، وقد كان هدافاً مُهاباً أجاد وأمتع وصفقت له جماهير الهلال لسنين عددا.

. وعيب كبير والله أن يحتاج لاعب مثله لكل هذه المناشدات من أجل العلاج من تأثير إصابات لحقت به وهو يركض في الملاعب بشعاري الهلال والمنتخب.

. مثل هؤلاء المبدعين الذين قست عليهم ظروف الحياة في وطن يسوده عديمي الإمكانيات والمواهب لا يستحقون كل هذا الاهمال.

. يا كافي البلاء لا جهة رسمية تدعم، ولا مجلس إدارة يتصدى لجزء أصيل من مسئولياته تجاه من ارتدوا شعار هذا الهلال العريق ربما قبل أن يسمع به بعض من تلمعهم صحافتنا وثلة من السذج والمتكسبين ليجعلوا منهم رموزاً فقط لأنهم يدفعون بعض المال!

. أمثال وليد هم رموز الهلال الحقيقيين لأنهم سكبوا العرق من أجل رفعته، وما دونهم مجرد أشخاص عاديين أتانا كل بمشاكله وفساده أو إمكانياته الضعيفة ليلمع ذاته وينقي سيرته عبر هذا الاسم الرنان.

. استفزني جداً اهمال المجلس لحالة وليد، لكن حتى نكون منصفين وموضوعيين لابد من التذكير بأن التعامل بإهمال مع مثل هذه الحالات الإنسانية ليس وليد اليوم.

. فقد بات سنة مع العديد من المجالس التي أدارت الهلال في السنوات الأخيرة.

. وهنا يظهر الفارق الكبير بين مجالس محترمة كان يقف على رأسها أشخاص (مالين مراكزهم) مثل الراحلين المقيمين عبد الله الطيب، السماني وعبد المجيد منصور(رحمهم الله وأسكنهم فسيح الجنان) وطه علي البشير (متعه الله بالصحة والعافية) وآخرين، وبين من جاءت بهم الصدفة َالفوضى التي عمت كل مجال في بلدنا في العقود الأخيرة.

. أولئك الرجال الأوفياء الذين تشربوا بقيم الهلال ما كانوا يحتاجون لتلميع من صاحب قلم رخيص، أو مشجع ساذج لا يفهم غير لغة المال.

. ولم يكونوا في حاجة للهلال، بل تصدوا للمسئولية حباً في النادي، ولذلك بقدر ما كان يسعدهم أن تخرج الصحف بمانشيتات تُظهر انجازاتهم من تسجيلات وغيرها اهتموا أيضاً بالجوانب الإنسانية وبصورة الهلال كنادٍ رائد.

. ولهذا كانوا يسعون لإيجاد وسائل كسب العيش للكثير من اللاعبين (من في الكشف ومن ترجلوا).

. ولو لم تكونوا على علم يا أعضاء المجلس الحالي ومن سبقوكم في السنوات الأخيرة دعوني أفيدكم بأن أحد تلك المجلس المحترمة عندما توعك محترف أجنبي (يوهانس) ولم يجدوا لمرضه دواءً جلسوا وفكروا كتربويبن وقرروا إرسال اللاعب لموطنه عسى أن يساعد ذلك في شفائه من المرض الغامض.

. ثم بعد فترة من ذلك أرسلوا الدكتور كسلا لإريتريا للاطمئنان على اللاعب ومعرفة ما وصلت إليه حالته.

. ثم بعد عودته ووفاته الفاجعة أُرسل جثمان يوهانس لبلده بطائرة خاصة.

. لم يقولوا أننا جلبناه بطائرة خاصة كلاعب أما وقد صار جثماناً فلنبحث عن مانشيتات مثيرة أخرى تسلط الضوء على لاعب جديد، بل كان همهم صورة ناديهم و حتمت عليهم إنسانيتهم التعامل بذلك الشكل الراقي.

. أما في زمن الهوان الذي نعيشه، ولأن الإداري يأتينا من العدم يكون كل همه هو ظهور صوره بجانب مانشيتات مدفوعة الثمن تمجده لتسجيل محترف أو التعاقد مع مدرب.

. وما دون ذلك لا يهم لأنه لا يحيطهم بالهالة التي يشتهون.

. هذا هو الوضع والحال الذي يتهرب من مواجهته الكثيرون متذرعين بحججهم الواهية مثل ( مصلحة الهلال) وغيرها.

. مصلحة الهلال تتمثل في المحافظة على قيمه وتقاليده وإرثه يا سادة لا في التطبيل لكل من يدفع حتى أوصلتونا لهذا الحال المائل.

. ألوم أيضاً لاعبي الهلال السابقين فيما يواجهونه من إهمال لأنهم لم يسعوا لتأسيس صناديق تدعمهم مثل الذي دعا له الأخ عصام كسمبر منذ يومين.

. قبل سنوات طويلة دعوت قدامى اللاعبين لأن يتكاتفوا ويكونوا جسماً واحداً قوياً بوسعه أن يردع بعض الإداريين الجدد الذين لا هم لهم سوى تلميع أنفسهم على حساب الهلال.

. مقعد قدامى اللاعبين كان من المفترض أن يظل شاغراً منذ سنين ولا يقبل به أي لاعب سابق طالما أن هذه المجالس لا تقيم وزناً لهؤلاء القدامى.

. لكن المؤسف أن قدامى لاعبي الهلال تركوا الجمل بما حمل لإداريين (صغار) فكراً وموهبة وقف من خلفهم صحفيون أرادوا التكسب من نادٍ لا لبسوا شعاره ولا سكبوا العرق من أجله.

. والطبيعي مع مثل هذه المواقف السلبية أن يعاني وليد وغيره من رفاقه.

. خلاصة قولي " يفترض أن يخجل المسئولون عن الرياضة في البلد وأعضاء مجلس إدارة الهلال من أنفسهم عندما يتداعى الناس لدفع التبرعات لعلاج نجم لامع سابق يمكن أن يُصاب بالشلل إن لم يخضع للعمليات الجراحية اللازمة سريعاً."

.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء