وما يزال السؤال قائما !!؟

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أثيما)

صدق الله العظيم.

 

اندلعتِ الحربُ العبثية بين الجيش و قوات الدعم السريع - و كلاهما قوتان نظاميتان - في منتصف أبريل ، ومن حينها اختفي السيد البرهان في السرداب أو ما يعرف "بالبدروم" في القيادة العامة ! قيل أنه محاصرٌ من قوات الدعم السريع. و طوال هذه الفترة و الهزائم تتوالي على الجيش من مقاتلين أيفاع ، حتي استولوا على %95 من العاصمه القوميه ودمروا البنيه التحتية تماما ، من مستشفيات ومصانع ومحلات تجارية ومرافق عامة إلخ ،،، و فقد أبرياء أرواحهم ومنازلهم وممتلكاتهم ، بعد كل هذا الدمار خرج علينا السيد البرهان من مخبئه وبدون أيّ مقدمات او تبريرات.

فإذا كان الخروج بإرادته ، فلماذا لم يخرج من قبل أن يحدث ما حدث من دمار وخراب وإزهاق لآلاف الأرواح ؟؟؟

قيل أنه ( أُخرِج ) ليوقع اتفاقاً مع حميدتي في جده لوقف الحرب . هذا ما تناقلته وسائل الإعلام .و فجاة غيَّر البرهان برنامجه . فالرجل ما عهدناه يصدق على الاطلاق!!! بدأ ببورتسودان ، ثم عطبرة ، فجنوب السودان و أرتريا ثم القاهرة.؟وجاء متغيرا تماما ، داعية حربٍ كما عهدناه. ما هو وزن هذه الدول وما قوة رأيها لبلدٍ عريقٍ كالسودان؟ و جيشه الذي عُرف بأنه من أقوى الجيوش في أفريقيا !!؟.....

ذهب إلى زعيمه السيسي ليوجهه إلى الحرب . فالسيسي لا يريد السودان الا مدمرا ليسهل عليه الاستيلاء علي الأرض و الثروات و لو كان البرهان وطنيا أصيلا لما ذهب إلى القاهرة في هذ ا الظرف بالذات ، ولكن لأنه على عكس ذلك ، فهو خائن للوطن ولقضاياه، و هو عميل للمصريين ، والفرق شاسع بينه وبين حكام السودان السابقين مثل العميد عبد الله خليل ، وموقفه القوى حين قهر عبد الناصر و أرغمه على سحب الجيوش المصرية من حلايب !

و البرهان أيضا واجهة لخدمة أغراض الإخوان المسلمين الذين أعلنوا أنهم إما أن يحكموا السودان ، أو يدمرونه .ليس ذلك لخدمة الدين ، بل حمايةً لأنفسهم و للثروات التي نهبوها. كان الأجدر أن يتكلموا عن هداية الناس لدين الله السليم ، ليقبل الناسُ حكمهم ، لا لقتلهم . فالدين للهداية والرحمة ( إنَّ اللهَ بالناسِ لرؤوفٌ رحيم ) ولكن الإخوان المسلمين لا علاقةَ لهم بالدين ..

لم يصل البرهان إلى جدة حتي الان . ألم يكن هذا عهده يوم ( أُخرِج) من البدروم؟؟ إن السودانيين اليوم يموتون كل يوم، في كل أنحاء السودان. يفقدون أرواحهم وممتلكاتهم ويهيم الكثيرون منهم على وجوههم في كل أقاليم السودان بلا قوة ولا مأوى ...في حين يتجول البرهان ويتنزه في الكورنيش والاماكن السياحية .

لقد خان البرهان عهد الجيش ، و خان أمانة الوطن . يتفادي بهذا التجوال الذي لا معني له الذهاب إلى جدة .

بعد كل هذا مازال السؤال قائما : لماذا لم يذهب البرهان الى جدة ؟

12/09/2023

 

آراء