وما يفتيك مثل شعيب !!. … بقلم: عبدالباقى الظافر
5 July, 2009
تراسيم.
في صيف العام الماضي.. كانت درجة حرارة اللقاء الذى يجمع بين الرئيس احمد نجاد والاعلامى (الضخم) لارى كنج اكبر من درجة حرارة الغرفة التي احتوت الرجلين وترجمانهم ..المسافة بين الرجلين (كبيرة) ..كنج صاحب أشهر برنامج حواري يزين جيد اكبر قناةإخبارية في العالم ..لارى كنج يهودي كان اسمه لورانس زنقار ..حبه للإعلام جعله يبدل اسمه .
الرئيس احمد نجاد ..يجلس على الضفة الأخرى من النهر..ينكر (جملة وتفصيلا) المذبحة اليهودية ( الهولوكست).. ويطلب بإزالة إسرائيل من الخارطة الكونية (بأعجل ماتيسر) ..ويتنبأ بزوال الحلم الامريكى (قريبا )..اختلاف الرؤى وتباعد المسافات لم يزحزح ( مهنية ) لارى كنج قيد أنملة .. استضاف ملك الحوارات الرئيس نجاد في برنامجه وتعامل معه بمنتهى الاحترام ..والحصيلة (خبطة ) إعلامية تضاف إلى رصيد كنج الاعلامى الذى بلغ عمره نصف قرن من الزمان .
في فبراير1978 كان الأديب الاعلامى يوسف السباعي يترجل من غرفته بالطابق الخامس من فندق الهيلتون بنيقوسيا القبرصية ..أعداؤه نصبوا له كمينا بالقرب من المكتبة التي تبيع الكتب والصحف ..ووجهوا لدماغ السباعي ثلاث طلقات أردته قتيلا ..وحجتهم ان السباعي خالف ( المبادئ) عندما كان من ضمن الوفد الاعلامى الذى رافق الرئيس أنور السادات في زيارته لإسرائيل .
أخر جولات صراع المبدئية والمهنية ..كان شاهدها الرئيس باراك اوباما ..وبطلها الاعلامى فهمي هويدى ..اوباما أراد ان يستمع إلى وجهات نظر إعلامية (متباينة) الأطروحات في الشرق الأوسط ..فجمع على مائدته صحفي من السعودية وأخرى من اندنوسيا ..و اعلامى من إسرائيل ..ومثلت مصر بالوجه (الاخوانى) فهمي هويدى ..أهدر هويدى السانحة الإعلامية ..لأن على المائدة اسرائيلى
بعض من هذا الصراع برز على السطح قبل وعقب ملتقى الإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج.. فقد اثر بعض من ركائز قبيلة الصحافيين (القعود) .. تمترسا حول مبدئية ( سلم تسلم ) .. بينما هرول زمرة من أهل المهنة متحصنين بالمهنية إلى (خرطوم الإنقاذ) ..كنت احدهم .. سال مداد كثيف بين الفريقين ..وكل ساق حجته ..لذا ليس بقدورى ان أضيف نكهة ولا لونا لهذه المرافعات .
ما ساقني سوقا إلى هذه الساحة ..ان استأذنا الصحفي صلاح شعيب ..امطرنى هجوما .. ورماني بمولاة ( أهداف الإنقاذ ).. كل ذلك لأنني كتبت تقريرا وتحليلا خبريا ..نشر بأخبار اليوم السودانية ..وبعض من المواقع الاسفيرية ..قلت فيه ان مؤتمرا لأبناء دارفور بمدينة فيلادلفيا ..ولد ردود فعل عاصفة بين القيادات الدار فورية ..ورغم ان التقرير المشار حوي كل أراء المجموعات (المتنافرة) ..إلا انه عند شعيب ضربا من دس السم في الدسم ومكرا في الصياغة الخبرية يوجب الاعتذار .
الغريب والمربك ان شعيبا هذا ..كان احد ركائز المؤتمر ..بل قدم ورقة حلل فيها (أوضاعنا) السياسية ومنح حركات دارفور المسلحة درجات الرسوب والنجاح .. رغم ذلك لم يفتح الله عليه بكلمة عن حدث تسابقت عليه صحف أمريكا وأفردت له المساحات .. هل طغت المبدئية على المهنية .. ووضع شعيب مؤتمره تحت بند سرى للغاية ..أم انه يرى ان الأمر لا يستحق ..فقط مجرد تساؤلات في إطار المهنية والمبدئية.