وهلا هلا على الجد يا حميدتى
لقد افردنا عدة مقالات بخصوص ظاهرة حميدتى الممثله فى الجنجويد والتى صارت هاجسا يؤرق كل حادب على مستقبل السودان الامنى وهذا الاهتمام بظاهرة حميدتى هو فى الحقيقه لانه امر شاذ واستثنائى حتمته لعبة المصالح وتوازنات ضعف القوة
من لعبة المصالح نجد العامل المشترك الذى يربط بين قوات الجنجويد او ما سميت بقوات الدعم السريع حيث الاسم اختير بعنايه تامه وهو كلمة سر لعبة المصالح ففى عهد البشير كانت المصلحه مشتركه وضحيتها ابناء دارفور الذين كانوا ضحايا ابشع مجزره تتم بيد ابناء وطن واحد ثم بعد ذلك الانتقال للمركز عندما بدأ زلزال اهتزاز كرسى السلطه وكان المقابل الرتبة العسكريه الرفيعه لقائد الجنجويد وغض النظر عن الانفلات الامنى والاخلاقى لما يقوم به صبية الجنجويد
وساعدت الاقدار ان يتمدد الجنجويد الى ابعد من مساحة السودان فبدلا من الاستعانه بهم لتحرير حلايب وشلاتين تم بيعهم والمتاجرة الرخيصه بهم فى حرب الوكاله الدائره فى اليمن وجعل ابناء جيش سعود ينعمون بمطايب الكبسه بينما يتمتع الجنجويد بسفك الدماء والتمثيل بجثث مواطنى اليمن الشقيق فى حرب لا ناقة للسودان فيها ولا جمل
وقال الشعب السودانى كلمته واطاح بالبشير و من واقع من خبر دروس الكر والفر اظهر قائد الجنجويد بتغطية ذكيه انه مع الانتفاضه وداعم لها لاسقاط البشير ثم من بعد انقلبت قواته لاستعمال سياسية الجزره والعصا وكانت لعبة المصالح الثانيه مع المجلس العسكرى الانتقالى الذى اغمض عينيه تماما عما يفعله صبية الجنجويد لدرجة غسل ملابسهم الداخليه ونشرها دون حياء فى الشارع العام وان يصبح مقر المجلس التشريعى مقرا لاكبر دار عذابه فى العالم مع تغييب الجيش الرسمى تماما عن المسرح
الان تتجه الامور نحو مالاتها الطبيعيه ونهاياتها الحتميه او كما يختم دوما صديقنا العزيز فتحى الضو لابد للديمقراطيه وان طال السفر مما يعنى دولة مؤسسات باليات الحكم الثلاثه سيادى تنفيذى تشريعى يحرسهما قضاء مستقل واعلام حر.... يطل السؤال اللحوح ما مصير قوات الجنجويد ؟ هذه القوات التى وجدت لها متنفس لانها ولدت فى مستنقع آسن ملوث وترعرعت ونمت فى بحيرة من عفن الفساد ممثله فى الانقاذ وتمطت فى احضان مجلس عسكرى مهمته ان يكون معبرا امنا وغطاء لمجرمى الانقاذ لحين ترتيب اوضاعهم
الحل الامثل ان تقدم قوى منظمات المجتمع المدنى المساعده التى تعبر بالبلاد من مستنقع ما بعد انهاء كل بؤر ضعف الدوله التى اتاح لقوات الجنجويد هذه المساحه وان يتم دراسة كيف يعاد تاهيل منسوبيها للتعايش مع الحياة المدنيه القادمه فى دولة المؤسسات والتى فيها سيكون السلاح فقط عند منسوبى الجيش والشرطه وهذا من اهم واجبات قوى منظمات المجتمع المدنى السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه وان تتفاكر بجديه مع قادة الجنجويد لانهاء هذا الوضع الشاذ الذى حتمته مصالح ضعف قوة الانقاذ والمجلس العسكرى والطلب الرسمى للسعوديه بالعمل على انهاء خدمات الجنجويد فى معارك اليمن بل مساعدتها بانهاء حرب اليمن التى لا طائل منها غير اهدار موارد وارواوح ابناء الامه
نعم علينا ان نتخلص من عادة ان نتفاجا بانه بكره العيد ويجب ان نعمل جميعا لمعالجة امر الجنجويد والا سنكون كمن ينفخ فى قربه مقدوده وندور فى اسوا من الدائره التى نحن فيها اليوم
waladasia@hotmail.com