وهل حميدتي والبرهان منتخبان

 


 

 

بشفافية -
خرجت بالأمس مسيرة ما يسمى (الهيئة الوطنية لمناهضة تمديد البعثة الأممية)، للمطالبة بطرد البعثة ورئيسها فولكر، والأول من أمس وللغرض ذاته عقدت ما يسمى (التنسيقية الشعبية والأهلية لأقاليم الشرق والشمال والوسط)، مؤتمرا صحافيا في أحد فنادق الخرطوم الراقية، اعلنت من خلاله مناهضتها للبعثة الأممية والآلية الثلاثية ودعمها للبرهان وحميدتي وكل قادة الانقلاب، ومن سخريات القدر ان هذا النشاط المصنوع والمحموم المعادي لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان المعروفة اختصارا ب (يونيتامس)، جاء في الوقت الذي أصدر فيه مجلس الأمن الدولي قراره بالتمديد التقني للبعثة لمدة عام، وهي ذات الطريقة التي جدد بها مجلس الأمن من قبل تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المعروفة اختصارا ب(أونسميل)، فقضي الأمر الذي كانوا عليه يخبثون ويتآمرون، ومن الملاحظات الجديرة بالتأمل والانتباه، أن تينك الهيئتين، سواء المسماة (الهيئة الوطنية لمناهضة تمديد البعثة الأممية)، أو تلك المدعوة (التنسيقية الشعبية والأهلية لأقاليم الشرق والشمال والوسط)، تحتشدان بكل فلول النظام البائد ومن شاركوه كل بلاويه ونالوا نصيبهم من فساده حتى لحظة سقوطه، هذا غير عدد آخر من الكيانات الشبيهة والمشبوهة التي قامت مثل (البروس) لمناصرة الانقلاب ودعمه للحفاظ على مكاسب السحت التي كسبوها من كفيلهم النظام البائد وأعادها اليهم الانقلابيون مرة أخرى، ولهذا لم يكن مستغربا بل كان طبيعيا جدا أن يتأذوا من ثورة الحرية والسلام والعدالة ويناصبوها العداء..
غير أن أكثر ما لفت نظري من كل زيطة وزمبريطة هؤلاء الفلول المعادين للثورة، ليس هو مسيراتهم المسيرة بمباركة الانقلابيين والسائرة بكل تؤدة واطمئنان تحت حراسة وحماية الشرطة، حتى تصل مقصدها بسلام وتتفرق بأمان، فلا بمبان ولا سحل ولا قتل كالذي يواجهه الثوار السلميين، الذي لفت نظري ما قاله حسن عبد الحميد المتحدث الرسمي باسم التيار الإسلامي العريض، تبريرا لمشاركتهم في المسيرة التي دعت لها ما يسمى ب(الهيئة الوطنية لمناهضة تمديد البعثة الأممية) والتي تطالب بمغادرة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، وطرد المبعوث الأممي فولكر بيرتس، اذ قال عضو برلمان النظام المخلوع حتى سقوطه والقيادي بجماعة الاخوان المسلمين لافض فوهه، أن خلافهم الأساسي مع البعثة يكمن في أنها لم ترشح من حكومة منتخبة، وأنها جاءت بخطاب من رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك لتنفيذ أجندة محددة..فتعجب لهذا التخليط والطربقة والهرطقة، فالسيد المتحدث (الاسلامي)، يستخدم منظارين ويكيل بمكيالين ويطبق عمليا مؤدى المثل (الما بدورك في الضلام يحدر ليك)، فالمتحدث (الاسلامي) لاضطراب تفكيره فاته أن من يطالبهم بانهاء وجود البعثة وطرد فولكر، هم ليسوا فقط غير منتخبين وانما أيضا مسؤولين عن أرواح مئات الشهداء التي راحت غدرا في عملية فض الاعتصام القذرة وما تلاها منذ انقلاب اكتوبر، فلا البرهان منتخب ولا حميدتي ولا كباشي ولا كل قادة الانقلاب وجميع كومبارس مجلس السيادة المعين، ولكن هكذا أراد الله أن يكشف تآمرهم وخبثهم بهذه الحجة الفطيرة والمردودة عليهم..
الجريدة

 

آراء