وهم إصلاح الجيش بعد الانتصار على المليشيا

 


 

رشا عوض
26 June, 2023

 

مهما اسرف الكيزان في رجمنا بطوب اتهامات الخيانة الوطنية والعمالة والارتزاق من داخل بيوتهم الزجاجية ، لن نخاف ونرتجف وسنستمر في تسليط الاضواء الكاشفة لحقيقة هذه الحرب التافهة.
حرب صراع السلطة العاري بين الكيزان والمليشيا التي صنعوها
انتصار الدعم السريع يعني استبداد مليشياوي متوحش وفاسد لا يحمل للشعب السوداني سوى النهب والافقار والقمع وانتهاك الحقوق ، المليشيا لا تحمل لنا سوى معاول الهدم! ولا مشروع لها سوى منطق القوة العارية وهي قوة موظفة لاجندة اقليمية ودولية ضد الأجندة الوطنية سواء في وحدة البلاد وسيادتها، او ديمقراطيتها و تنميتها ورفاه شعبها .

انتصار الجيش يعني تدشين نسخة من الاستبداد الكيزاني اكثر قذارة وانحطاطا من نسخة التسعينات والالفينات، ويتشارك مع المليشيا خاصية الارتباطات الاقليمية والدولية ضد الاجندة الوطنية.

*المثقفون النافعون للكيزان الذين يقولون بعد ان يقضي الجيش على المليشيا يمكن العمل على اصلاحه! هؤلاء يبيعون الوهم ولا شيء غيره!

الكيزان اشعلوا هذه الحرب خصيصا للتخلص مرة واحدة والى الابد من مجرد الحديث عن الإصلاح الأمني والعسكري، اشعلوها ليعود إليهم جيشهم خالصا لوجه استبدادهم وفسادهم الارعن كما أرادوا وخططوا على مدى ثلاثين عاما!
وقبل ان يحقق الكيزان النصر العسكري، بل من اوكار هزيمتهم يطلقون احكام الإعدام السياسي على خصومهم ويهددون مخالفيهم بالاعدام والويل والثبور ويهددون كل من خالفهم الرأي في الموقف من الحرب بأنه جزء لا يتجزأ من المليشيا سيتم اعدامه في ميدان عام!
ولم نجد في خطاب الكيزان قبل الحرب وبعدها اي نبرة اعتذارية ولو خافتة حول ماضيهم في التعامل مع الجيش ولم نجد حديثا عن نوايا للاصلاح، بل على العكس تماما وجدنا المكابرة والغرور والادعاءات الجوفاء بأن كل شيئ في الجيش على ما يرام، ووجدنا استخفافا بعقول السودانيين ممثلا في إنكار علاقة الكيزان بالجيش وبالحرب! ووجدنا خطابا يتوعد الشعب السوداني باستعادة الكوزنة كاملة الدسم حال الانتصار!
وطبعا المليشيا تتشارك مع الجيش معارضة الإصلاح الأمني والعسكري الحقيقي الذي سيقود في النهاية إلى جيش مهني قومي واحد وإنهاء وجود أي مليشيات موازية.
وتتشارك مع الكيزان الاستخفاف بالشعب السوداني، ففي الوقت الذي تصرف له وعود الديمقراطية والحكم المدني تذيقه الوانا من الجرائم أقصاها ما حدث في الجنينة من إبادة جماعية.
*في الوقت الذي يزايد الكيزان بالوطنية تصنع أجهزتهم الأمنية المنابر الداعية جهارا نهارا لتقسيم الوطن( دولة البحر والنهر ، وقبل ذلك منبر السلام العادل) !
* الكيزان عندما فشلوا في ان يكبروا هم ليكونوا مؤهلين اخلاقيا وفنيا ووطنيا لحكم بلد كبير ، الخطة باء بالنسبة لهم هي تصغير الوطن وتقزيمه لمستواهم! وحتى في هذه فشلوا! إذ ان انفصال الجنوب لم يمنع الثورة ضدهم! ودولة النهر والبحر لن تقوم لها قائمة لو فصلوا دارفور لا سمح الله!
* ولكن السؤال هل الدعوة إلى بتر اقاليم من خارطة الوطن ليست خيانة! والخيانة الوطنية العظمى هي معارضة الكيزان!
* لم أجد اي منطق سياسي او أخلاقي للاصطفاف خلف احد طرفي هذه الحرب ، الجيش المختطف كيزانيا ، والمليشيا صنيعة الكيزان وربيبة هذا الجيش الخارجة من رحمه.
*الدولة المدنية الديمقراطية ذات الجيش القومي المهني الواحد بعقيدة وطنية جديدة، هي المشروع الذي أفخر بالاصطفاف خلفه، هذا المشروع يحتاج الى قوى مدنية ديمقراطية موحدة ومتماسكة وفاعلة ترفع أجندة الشعب ومصالحه وتعمل على تحقيقها في استقلال تام عن أجندة الجيش المختطف كيزانيا وعن اجندة المليشيا التي خرجت من رحمه.
*اتمنى ان تمضي هذه الحرب في الاتجاه المعاكس تماما لمقاصد واطماع طرفيها، اي في اتجاه اضعافهما معا بالقدر الذي يبدد امال كل منهما في قهر وافقار الشعب السوداني عبر الحكم العسكري سواء الكيزاني او المليشياوي! وهما عندي سيان في الاجرام والانتهاكات والقمع (تاريخ السودان لم يبدأ في ١٥ أبريل ٢٠٢٣).
*من السذاجة بمكان ، افتراض ان التخلص من الجنجويد يمكن أن يتحقق بإعادة تشغيل المصنع الكيزاني الذي لا يعني سوى استئناف خط إنتاج المليشيات.

* الدولة المدنية الديمقراطية ليس من آلياتها الابادة الجماعية او الاستئصال لأي فصيل سياسي بالقوة ما دام ملتزما بالدستور والقانون المتوافق عليه ، ولذلك هي وحدها المؤهلة لان تكون الملاذ الوطني لاستيعاب جميع السودانيين بمن فيهم الذين اشعلوا هذه الحرب بشرط دفع استحقاق السلام والتحول الديمقراطي بلسان الأفعال لا الاقوال، وقبول صيغة عقلانية للتعايش السلمي لا مكان فيها لحكم بانقلاب عسكري او طغيان مليشياوي .

 

 

آراء