يا لجان المقاومة …لا ترفضوا الدعوة .. فما يدريكم … لعله يزكي

 


 

 

(أو يتذكر فتنفعه الذكري)
صدق الله العظيم،
الحوار....من حيث المبدأ ،هو سلوك حضاري، ومسعي إنساني متقدم. كل الناس وكل الدول وكل الشعوب ،معرضة للقطيعة والخلاف بين مكوناتها الاجتماعية...وتصل أحيانا حد الحرابة حتي داخل البيت الواحد.ولكن في النهاية لابد من ارتفاع صوت العقل ووقف كل مظاهر الصراع ،وإلا أصبحت الحياة جحيما وتحولت الي حرب عبثية في انتظار ( جودو) الذي لن يحضر ابدا.
: أقول ذلك ، وفي المشهد السياسي، الدعوة التي وجهها قائد الجيش البرهان للجان المقاومة ومخاطبتهم بالثوار...وهي دعوة إفطار قد تتحول الي جلسة حوار تفاكرية من أجل الوطن وانقاذه من السقوط في الهاوية.
: وتلبية الدعوة ،من قائد الجيش،لا تعني علي الاطلاق التخلي عن ( القضية) ولا التنازل عن مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة..ولا في ذلك اعتراف بشرعية الانقلاب الذي حدث في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي،ولكنه يعني الشعور بالمسؤولية وإعطاء الوطن فسحة من التفكير والوقت حتي يتنفس ويجدد قواه..انها استراحة محارب وليست استسلاما للأمر الواقع .
: في هذه الليلة المباركة،ليلة التاسع والعشرين من رمضان، ما يدريكم بما يدور في خلد ( البرهان )...وما يدريكم لعله يزكي ، ويفاجأكم بالتنازل عن السلطة ان كنتم جاهزون.؟ فهل انتم فعلا جاهزون؟وما يدريكم، عله يتذكر مآسي الوطن ،فتنفعه الذكري،ويدخل معكم في حوار مباشر وبحث آليات الانتقال السلمي للسلطة للمدنيين؟
: اجتمعوا بالفرسان باعتباره قائد الجيش الذي يرأس المكون العسكري الشريك المساعد في نجاح الثورة...ولا خلاف حول ذلك.
اجتمعوا بالبرهان ، وحددوا خياراتكم في الحوار قبل الدخول فيه..فكلما تباعدت مساعي الحوار كلما زادت معناة الناس في الحياة وتمسك العسكر بالسلطة بدعوي عدم وجود الشريك الذي يستلمها.
قد تكون هي الفرصة الأخيرة والمناسبة لاسترداد شرعية الحكم،فلماذا لا نعطي هذا الخيار فرصته..وقد تكون هي دعوة صادقة حتي تعينونه علي اتخاذ القرار الذي تريدونه.
: اجتمعوا بالبرهان ولبوا دعوته ولن تخسروا شيئا اذا اختلفتم معه..فيكفي أجر المحاولة..وليس بالضرورة الاعتراف بشرعية الذي اخالفه حتي اجلس معه...واسألوا التأريخ في حروبه الكبري..وكيف كان يجتمع الخصوم والأعداء علي طاولة الحوار رغم إنكار كل منهما علي شرعية الآخر....
___د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com

 

آراء