يا مناوي … أسكن في معسكر للنازحين ستجد عصا موسى في انتظارك

 


 

 

ها هو مني أركو مناوي حاكم عموم دارفور يُلقي بالأعذار الواهية يمنة ويسرة من ضيق ذات اليد إلى الزمن الغير مسعف والظروف التي تمر بها البلاد وحالة الحرب التي مر بها سكان المنطقة ولم يتبق له إلا حشر قضية فلسطين في الموضوع لتكتمل الصورة للمشهد الدارفوري الحقيقي وما لا ينوي أن يفعله مناوي كإبن ٍ للإقليم ، فعندما رأيت الرجل يكفكف الدموع بمنديله الأبيض تساءلت ما الذي يبكيه؟!
أيبكي فرحاً لمنصبه أم لأنه وجد نفسه على المحك في تجربة حقيقية واضحة المعالم أمام امتحانٍ صعب ٍ لكل تاريخه النضالي المزعوم؟ أم أنه يبكي لأنه سبق غريمه عبدالواحد في حكم الإقليم بالرغم من أنه وجه له دعوة خجولة وهزيلة للعودة والسير معاً في الحكم ولو بوظيفة نائب له !
صرح مناوي بأنه لا يملك عصا موسى لتغيير وضع النازحين واللاجئين والفقراء البائسين في وطنهم كالإنقاذيين تماماً ولكن الوعود من قبيل تشكيل لجان ومتابعة التحقيقات والزيارات الميدانية والأوامر ( على قفا من يشيل )
يا مناوي لا عصا موسى ولا خاتم سليمان أو أموال قارون هي ما يريده أهل دارفور ، ولم يجبرك أحدٌ منهم على حكمهم وحل مشاكلهم في معسكرات اللجوء القسرية فمطالبهم بسيطة جداً تتلخص في الأمن والأمان وفيما يتعلق بالاراضي والحواكير فهذا حقهم أما التعويضات فيكفي أن تتنازل عن كل مخصصاتك الممنوحة لك من حكومة الخرطوم والأموال التي بين يديك وفي المصارف وتوزعها لهؤلاء اللاجئين لمدة عامين أو ثلاثة وتختار لك ولأسرتك معسكراً منذ اللحظة لتعيش وتقسم بالله ثلاثاً بأنك لن تغادر المعسكرات إلا بعد خروج آخر نازح منها ،
وما أجمل ذلك القول إن صدر منك يوم الإحتفال بتنصيبك حاكماً لهم بدل الدموع التي يعرفها اللاجئون لسنوات طويلة ليلاً ونهارا ، إن حدث ذلك في تلك اللحظات لرأيت معنى أن تكون إنساناً يحس ويشعر بآلام الآخرين ولسارت الركبان بذلك الحدث وتلك المقولة ولأسست أدباً جديداً لما بعد الثورة ولجعلت أمر الحكم صعباً جداً لكل من تسول له نفسه اللهاث خلفه وعندها فقط ستعلم أن عصا موسى ليست ببعيدة عنك ولكنك لم تفكر في استخدامها من قبل مثل بقية الحكام والولاة والطغاة ولا تحتاج لهذا الجيش الجرار لحمايتك ، فإن فعلت ذلك تكون قد أديت ما على رقبتك من ديون ( متلتله ) تجاه أهل الاقليم وسكانه بمختلف إثنياتهم وزرعت الثقة بين مكوناته وأعدت الترابط بينهم مما يؤدي لحل بقية المشكلات مهما كانت معقدة لأنك بدأت بنفسك وأسرتك بنية صادقة وعمل ظاهر .

عبدالماجد موسى/ لندن
٢٠٢١/٩/٨
seysaban@yahoo.co.uk

 

آراء