يا مَن تُطَبّلون للمؤسّس.أرونا ماذا فعَلَ المؤسِّس

 


 

 

ما فتئنا نتحدث عن الانقاذ ونلومها ونلعنها باعتبارها من تسبب في كل ما نعاني منه الان. كل هذا صحيح ولكن هنالك ماهو افظع مما ارتكبته الانقاذ ظللنا بكلّ اطيافنا نُحَوّمُ حَولَهُ بعضُنا على استحياء وبعضُنا يتّفق وبعضُنا كادت الغبينةُ ان تقتلهُ.

بعد ثلاثينيةٍ قضت على الاخضر واليابس وفتكت بالقيم وسرقت الاعمار ظللنا نحلُم بالدولةِ الفاضله والديمقراطية الحقّه والحياة المبنيةُ  على العدل والقانون والمحاسبه والردع في غير ما شفقه بما يتساوى مع تضحيات شعبنا على مدى اثنين وثلاثين عاماً.

بدا لنا منذ اليوم الأول خطل احلامنا في الأيدي غير الأمينه التي ساست امرنا بدءًا بالمفاوضات العرجاء التي كان قوامها بعض الأحزاب التي تمسّكَت بالموجه الإنقاذيه علناً واساءت للثوره بإستفزاز وبلا تحَفّظ على طريقة مسك العصا من المنتصف واللعب على الحبلين

رغم ان القدَر كان قد أنقذهم فلم يُفرَش البساط الاحمر استقبالًا لزعيمهم العائد حيث سبق ذلك تحرك عطبره. واحزابٌ اخرى حوّمت حولها شبهات الثراء الانقاذي استطاعت ان " تمسك خشمها " حتى تسبّكت " الحَلّه " وأخرى ( من ضَو ) القت عصا قيادة المعارضه وتماهت فصار لهم جميعاً أمر العهد الحمدوكي الموغلُ في بؤسِهِ.

ولأن لكلّ عَهدٍ مصلحجيتُه ومطبلاتيتُه فقد ارتفعت العقائرُ بالثناءِ وبالنشيد وهي تُزيّن الأسافير ومحطّات الاعلام مبشّرةً بالمؤسِّس . فماذا فعل المؤسس ؟

كل ما فعلهُ الرّجُل هو تمييع فترة الإنتقال وقلب اهداف الثوره رأساً على عقب. ما فعلهُ الرجل أنّهُ قتل الاعلام بمعاونةِ اعلاميين كانوا محل ثقه. ما فعله الرجل هو انه تآمر على الثوره مُعلياً أهداف العسكر وسانداً ومتبنياً لها في حماية سدنة النظام البائد متعهدًا

لهم بأن يستمروا في مواقعهم بالشرطه والجيش والخدمه المدنيه. أبقى على جهاز الامن والمخابرات العقائدي بكل إرثه ممن قُتِلوا على يديه ومن اختفوا من على ظهر الارض ومن إغتُصبوا ومن عُذّبوا. ترك كل ضباطنا الشرفاء دون إعاده للخدمه مع كل الخلل الامني الذي يجتاح البلاد مُعلياً من شأن من شرّدوهُم وقطعوا ارزاقهم وهو يقف معهم في الصف مادّاً لسانَهُ. وفي تسلسُلٍ بدأت تبينُ أغراضهُ وملامحُه أُطلِقَت بالونات الإختبار الداعيه الى المصالحه بعد جهدٍ مُقَدّر هرّبوا به من هرّبوا وحفظوا الآخرين في سجون خمسه نجوم واكتفوا بالإعلان عن المتهمين الهاربين في الصحف كأضعف الايمان ونظلّ في انتظار عودتهم الميمونه في أية لحظه.

أقصى سعادتهُ من خدمة الدوله كل من اجمع عليهم الشعب فقذفَ الى الشارع مثالاً بروف محمد الامين التوم الرجل العالم إثر اجتماعٍ مشبوه لسدنة النظام البائد معه " حمدوك " في يُسرٍ لم يُتَح للكثير من قوى الثوره واقصد الاجتماع. حُظيَ ايضاً غازي صلاح الدين بالاجتماع معه في حين اننا وُضِعَت امامنا العراقيل للفوز بلقائه الذي ، بعد حدوثه بمخاضٍ صَعب ، كان سيّاناً الأمرُ قبل انعقادِهِ وبعدَهُ رغم ( خطورةِ ) الملفات التي عرضناها كما املتهُ علينا ضمائرُنا.

نحنُ نعلمُ لماذا لا يُريدُنا عسكر الإنقاذ في الخدمه بعد ان وضعوا أيديهم الملوثه بدماء ابنائنا على وزارة الداخليه وبعد حرصهم على إبعادنا وحرصهم على وضع من يسيطرون عليهم ( بالريموت ).

منذ اليوم الأول ( للمؤسس) قلنا ان الرّجُل (يتفق) مع سياسة العسكر ووضحَ ذلك في كل أجراء وفي كلّ حركه وسكَنه صدرت عن الرجل. بمباركته ما زال السدنه وجهاز امنهم في الخدمه. وبمباركته تمضي بنا مركب المحاصصات في بحرٍ لُجّيّ لا ساحل له. وبمباركته عجّ المسرح بالمصالحات غير المُنتجه بل وامتدت الحروب وتعمقت القبليات وانعدم الأمن وتعمّقت الجراحات بين الاقاليم نتيجةً للتطفيف البائن والإنحيازات. كان كلّ هَمّنا كشعب سُلِبَت كينونتهُ وكرامَتَهُ ، وفي المقام الاول ،

هو استرداد تلك الكرامه ولكن للأسف ومع مُضي الأيام تفاقمت ازمة الكرامه بوضعِهِ الرجال او السيدات غير المُناسبَين في ايّ موقع وظلّ قتلة ابناءنا في العيلفون يمثّلونا في الجامعه العربيه وغيرهم من قادة دبلوماسية الانقاذ يقودون سفارات ديسمبر في الدول الاخرى وهذا على مستوى الخارج فقط.

نتيجةً لإعمال هذه السياسات المتفق عليها والتي شكّل المؤسس عمقها الاكثر إيلامًا تفرّقت القوى الثوريه ايدي سبأ ومضت المؤامره في صمتٍ مقصود لم يأبَه بكلّ المعارضات والآراء التي طُرِحَت، وتشكّلت القياده من الشلليات أولاً ثمّ اصدقاء الصبا ممن قلوبهم ليست مع الوطن بأية حال واستمرّ الاعلام بنفس نهج الإنقاذ لا أريكم إلّا ما ارى ومضت الشفافيه التي عملنا من أجل ان تَسود الى حيث لا عوده.

وثقنا في التغيير الذي كانَ سيُحدِثُهُ منسوبونا فور إعادتِهِم بعد ثورةٍ دفعوا فيها كل غالي ليس بعد اندلاعها في ديسمبر ولكن منذ انقلاب الانقاذ وكانوا وقودها. لم يشأ العسكر ( المُنبَتّينً ) لذلك ان يتِم. وما كان لهُم ان يتسيّدوا الموقف هم ومليشياتهم ومدنييهم الذين خانوا الوطن وظلّوا يتجهونَ به نحو الهاويه. اذا لم نتحرّك ضد ما يحدُث فلن يكون هنالك دوله اسمها السودان. صدقوني إن الامر جلل ونحن لا نخشى تسمية الاشياء بمسمياتها.

لن نتعب ولن نُلقي السلاح ونحنُ نرى وطننا وانجازاتنا يتخطفهم الطير .. ونرى كراسينا يجلس عليها من ليست لهم  علاقة بها.



melsayigh@gmail.com

 

آراء