يتحملون المسئولية، أم لا يدركونها؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول سبحانه وتعالي في محكم تنزيله عن صفات خاتم الأنبياء والمرسلين(وإنك لعلي خلق عظيم) ، وقالت السيدة عائشة (كان خلقه القرآن) وقال الشاعر(إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم هم ذهبوا) (علموا النشء علما يستبين به سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا)
غاية الدين هي الوصول بالفرد والمجتمع إلي مكارم الأخلاق والتحلى والتجمل بحسن الخلق لقول الرسول إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق، إن الدين عند الله المعاملة ،وهذايشمل شتى مناحي وأوجه الحياة : رحم الله مؤمنا سمحا إذا باع وإذا أشتري وإذا قضى وإذا اقتضى ، و أيضا إن المرء ليبلغ بحسن خلقه ما لايبلغه الصائم القائم ، من رفعة في الأخلاق وسمو ونبل في التعامل و المعاملة.
عندما سئل المصطفي صلوات الله وسلامه عليه هل يسرق المسلم؟ هل يزني المسلم ؟ هل يكذب المسلم؟ كانت إجاباته في ما معناه إن المسلم قد يسرق وقد يزني ولكن المسلم لا يكذب، إذا والحالة هكذا كما أفاد سيد البشر، فلماذا يكذب المسئول المسلم علي شعبه؟ أليس هو ولي الأمر؟ أليس هو مسلما؟ إن ولي الأمر ليس هوأفضلهم ولكن ربما جاءته السلطة بطريقة أوأخري فلماذا يورد شعبه موارد الهلاك؟ لماذا يشقيهم ويعذبهم؟ ألم يقل المصطفي عليه أفضل الصلاة والتسليم : أللهم من شق علي أمتي فأشقق عليه، أين هم من ذلك؟ لماذا يحتجب المسئول عن أمته وشعبه؟ ألا يعلم أن الله يحتجب عنه يوم القيامة.
(قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز: دخلت يوماً عليه وهو جالس في مُصلاه واضع خده علي يده ودموعه تسيل علي خديه ، فقلت: مالك؟ فقال: ويحك يا فاطمة،فقد وُليّتُ من هذه الأمة ما وُليّتُ، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع،والعاري المجهود ، واليتيم المكسور ،والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي عزّ وجلّ سيسألني عنهم يوم القيامة، وإن خصمي دونهم محمد صلي الله عليه وسلم ، فخشيت أن لايثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت ) إنه عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسب.
السيد والي الخرطوم، السيد رئيس المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، السادة نواب المجلس التشريعي ولاية الخرطوم، السيد وزير صحة ولاية الخرطوم ، إن الخدمات الصحية ومنذ أن تسنم بروف مامون زمامها أصبحت بعبعا يُخيف سكان الولاية ومُقدمي الخدمة ، بل أضحت الصحة وأخبارها جزء من أحاديث الصحافة ولكن بصورة سالبة وبروف مامون هو أكثر وزير شغل ساحات الصحف وأحاديث المدينة.
الصحة وتوفيرها هي أمر إستراتيجي للوطن والحكومة ولا يمكن أن لايدرك المسئول أياً كان موقعه هذه البديهيات عن الصحة.
هل فعلا ما يقوم به بروف مامون من تدمير وخراب وتكسير للمرافق الصحية هو سياسة الدولة ومامون هو من ينفذ؟ أولا نسأله هل هو مُقتنع بهكذا سياسة؟هو طبيب إنسان يؤدي رسالة تجاه شعبه والوطن، ولكن هذه السياسة التي إبتدعها لا تقود إطلاقا إلي تحسين الخدمات الصحية ولا إلي وصولها للأطراف، ربما كان الهدف الأوحد هو إخلاء وتجفيف مستشفي الخرطوم من أجل تنمية القطاع الخاص والذي يعتبر بروف مامون من أكبر المستثمرين فيه تعليما وخدمة علاجية وهنا مربط الفرس والمصالح المتقاطعة. هل إقتنع والي الخرطوم بهذه السياسة؟ هل إقتنع الأستاذ مربي الأجيال محمد الشيخ مدني بهذه السياسة؟ هل إقتنعت لجنة الصحة و نواب المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بهذه السياسة ؟ بل هل ناقشوها تحت قبة البرلمان وأجازوها؟ هل أي جزء منها هو برنامجهم الذي علي أساسه ترشحوا وأوصلهم الشعب إلي تمثيله؟ الأستاذة مريم جسور ولجنة الصحة كنا نعتقد أنكم ستدعون الأطباء للإلتقاء بكم من أجل التشاور والتفاكر فيما آلت إليه حالة الصحة في ولاية الخرطوم بعد أن بدأ بروف مامون حميدة التكسير والتجفيف وإفراغ مستشفي الخرطوم من أساسيات الخدمات الصحية بدعوي نقل الخدمات للأطراف ، ولا نعتقد أن مثل هذه الأقاويل تنطلي علي لجنتكم ، بل نقول إنها دعوة حق أريد بها باطل! ونتعجب ماذا خلف تلك القرارات؟ ونُكرر إن كانت فعلا قد أجازها برلمان الولاية ولجنة الصحة بالبرلمان والمجلس الإستشاري لوزير الصحة وصارت سياسة دولة ينفذها البروف مامون حميدة، فلماذا تم تكوين لجنتكم ومقابلة بروف جعفر أبنعوف وزيارات ميدانية للمستشفيات؟ هل تكرمتم بزيارة حوادث الباطنية بمستشفي الإمام(جزء مستقطع من المناطق الحارة)؟ هل سألتم كم عدد المترددين منذ إفتتاحه بواسطة السيد الوالي وحتي تاريخه؟ هل هنالك النية لتغيير الغرض من حوادث باطنية إلي حوادث أطفال؟ هل تعلمون ما هو السبب؟ هل تم إقتطاع جزء من أرض مستشفي أبوعنجة لصالح جامعة خاصة من أجل إنشاء كلية طب ومستشفاها التنعليمي؟ متي تتحدثون وتروون قصة الصحة علي الشعب السودني حتي لا يفاجأ بمستقبل لا يعرف كنهه،
إن الشعب السوداني قد وصل إلي مرحلة الإحباط من سياسات الحكومة الخدمية ، ولكن نقول إن الصحة هي أمن إستراتيجي للوطن ، فإن كنتم تدركون ذلك فأولي لكم أن تتحملوا مسئوليتكم اليوم تجاهه وأن لا تحتجبوا عنه ولا تشِقّوا عليه، وإلا فإن تسونامي يقتلع الصحة آت لا محالة وعندها أنتم نواب الشعب ولجنة الصحة سيكون خصمكم سيد البشر يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم،
إنها صحة أمة وحياة شعب ومستقبل وطن ، فهل أنتم أولي عزم من أجل المواطن تدافعون عنه وتقولون الحق ولا تخشون إلا الله الواحد الأحد؟ يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية
sayed gannat [sayedgannat7@hotmail.com]
/////////////////