يد الوصايا وتزوير الحقيقة .. بقملم: عميد معاش طبيب . سيد عبد القادر قنات

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة  نظر

 نترحم  علي شهداء الحرية الذين ماتو ظلما وجورا  من أجل الأستقلال  لينعم المواطن في بلده بالعزة والكرامة ، ليس من المستعمر الأجنبي ، ولكن من السوداني، فقد ضحوا بمهجهم وأرواحهم   من أجلنا فماذا أعطيناهم  ، ثم لنقف إجلالا وتعظيما للمارسة الديمقراطية الحقة في جميع الإنتخابات السابقة التي عرفها السودان ما قبل الإنقاذ .
نال السودان استقلاله ولفترات مختلفة امتدت لقرون سلفت دون ترتيب   شملت  مملكة الفونج ، علوة والمغرة ،مملكة مروى ،دارفور والسلطان على دينار  والسلطان عجبنا،مملكة كوش ، حقبة المهدية ، ودولة سوبا وغيرها كثر  ، نعم فيها الشعب السودانى بقدر كبير من الحرية ،  صارت فى عقول الكثيرين ذكريات وحصص تاريخ  لواجب الأمتحان ، وليس لها علاقة مع التربية الوطنية  ، وفى  عقول جيل اليوم صارت  نسيا منسيا بسبب فئة تريد طمس التاريخ ، و كأن تاريخه قد  بدأ عندما أمتطوا ظهر  الدبابة فى ذلك الليل حالك السواد ، وبدأوا فى تشكيل الشعب السودانى على هواهم ،  ومسحوا كل ارث وتاريخ السودان  شعبا وارضا وقيما وموروثات وتقاليد واعراف وعقائد وكريم معتقدات  بجرة قلم ،  بما في ذلك ذكرى استقلال السودان فى 56 وثورتي أكتوبر ورجب ابريل  ضد دكتاتوريات العسكر ، والثورة المهدية ، وثورة الشهيد البطل عبد القادر ود حبوبة  ،وثورةعلى عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ،والسلطان عجبنا ، وغيرها من ثورات كثر  لا يمكن ذكرها في هذه العجالة ، كانت كلها ، ماضيها وحاضرها من اجل سودان واحد موحد يحكم بواسطة اهله  ضد الأستعمار و الظلم والأستبداد .
منذ فجر 30 يونيو 1989م واهل الإنقاذ يسيطرون علي كل مقاليد الحكم في السودان ، وجميع مؤسسات الدولة اتحادية وولائية من أجل التمكين ، والذي لم يكن في يوم من الأيام من اجل الوطن والمواطن .  فشعار هي لله لا للسلطة ولا للجاه  كلام فقط ، وأخرى كثيرة ما بين نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ، من لم يملك قوته لا يملك قراره ،  كانت مفعمة بالأمل لشعب أنهكه الجوع و هده الفقر والمرض والجهل ، تمسك بها الأتقياء وصدقها الأنقياء ولكنها صارت سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، و تلاشت في الهواء وحصد الشعب السوداني الفضل السراب فصار اكثر من 95% تحت خط الفقر ، وانتشرت أمراض  السل وسوء التغذية والملاريا والإيدز والسرطانات والبلهارسيا  وعمي الجور، وتمت الباقية  بأن صار السودان مكبا  للنفايات بجميع أنواعها ثم تفشي الفساد حتى  في  مكتب والي الخرطوم فصار السودان ترتيبه  متقدماعلي قائمة منظمة الشفافية العالمية وبين الدول العربية البرنجي.

صار أهل الإنقاذ  أوصياء علي كل الشعب السوداني  الفضل،  وفرضوا رؤاهم التي سموها زوراً وبهتاناً بالثوابت  ، و لم تكن  ثوابت للوطن ،  بل  شعارات  حزب ذابت عند ذلك الصبح والذي انبلج فجره بفضل صمود الشعب ووقفته ضد التسلط والإرهاب .
لماذا هم اوصياء علينا ؟ وإلي متى ؟ إنهم اوصياء علينا في كل شئ ، في ملبسنا ومأكلنا وتحركنا وعملنا وفكرنا ومعتقداتنا وعلاقاتنا وفي ديننا وصلاتنا وتعبدنا وحجتنا وعمرتنا وفي كنيستنا ،وفي عرسنا وطهورنا ،وفي أفراحنا وحفلاتها , وأتراحنا  ،هل يودون خلق مواطن سوداني جديد يلتزم بأوامر الإنقاذ ؟.
لماذ هم أوصياء علينا ؟ هل هم الأحسن فكراً أم علماً أم تقوى أم ورعاً ؟ هل هم الاشطر ؟ هل هم الأذكي ؟ هل هم الأكثر وطنية ؟ لماذا يتم تهميش كل الشعب السوداني  ؟ إنهم ليسوا كما يعتقدون ، فحواء السودانية شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً قد أنجبت وولدت أفذاذاً بالآلاف وقد كانوا شعلة مضيئة ، امتلأت جوانحهم تديناً ووطنية وعلماً واخلاصاً وكريم معتقدات وحباً لهذا الوطن ، فقد نذروا أرواحهم لخدمته ،
  ومع كل هذه التناقضات مازال أهل الإنقاذ  أوصياء علي الشعب السوداني أرضاً ووطناً ، إلي متى ؟ الشعب السوداني فقد الثقة في الانقاذ وأهلها ما بين الوطني الحاكم والشعبى المعارض واحزاب التوالي وأحزاب الأصل والمنتفعين إضافة إلي التجمع والجيش الشعبي لتحرير السودان والعدل والمساواة وحركة تحرير السودان وأسود الشرق وغيرها ، فكلها لها أجندتها الخاصة بها والتي حاربت من اجلها لعقود مضت اما أجندة الوطن فهي الشغل الشاغل للأغلبية المهمشة والتي لا تطالب بنسبة في الثروة والسلطة والكيكة ، بل تطالب بسلام عادل دائم يوحد كل الشعب السوداني في حدود ما تبقي منه
 إكتملت الإنتخابات  التي قيل إنها إستحقاق دستوري  ولكن هل كانت هي الأولوية في الإستحقاقات الدستورية ؟ أين وقف الحرب؟ أين السلام ؟ أين الحوار ؟ أين نبذ الفرقة والشتات؟  نعم سيأتي نواب للمجلس وأشك أن يكونوا  نواب للوطن إلا من رحم ربي فما عهدنا فيهم ذلك حتي شرعيا  نجحوا في  التصديق بقروض ربوية  ونعم أغلبية، سيأتي الرئيس عمر البشير  لولاية أخيرة أيضا كما قال من أجل الإصلاح وإستكمال النهضة  والتنمية ولكن بعد ربع قرن  تفكرون فيها!!!
فزتم بمن حضر و نقول إن الشعب السوداني فعلا هو ملهم ومعلم الشعوب فما بين أكتوبر ورجب أبريل وهبة سبتمبر 2013م والآن أدرك  بحسه ووطنيته وفكره أن  الإنتخابات  غير مرجو منها فقاطعها  من عند نفسه ونتحدي أن يكون هنالك حزب أو جهة كان لها تأثير في المقاطعة بل الشعب لوحده وصل لمرحلة من الإحباط ستقوده غدا إلي الخروج والإنعتاق من ذلك  القيد والقمقم وعندها سيعرف الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
سيفرح أهل السلطة  ونواب المجلس بفوز لم ينالوه بكدهم وجدهم وخدمات للمواطن بل لأن الشعب أحجم عنها فهل يدرك عقلاء الإنقاذ ذلك لو كان فيهم عاقل رشيد؟


 
كلكم جميعاً تعالوا الي كلمة سواء لأن الجو ملبد بالغيوم ، وما تبقي من السودان   مقبل علي صوملة وبلقنة وعرقنة وعاصفة الحزم لا تملك عصي موسي ولا خاتم سليمان،
 هلا فكرتم في كيف يحكم السودان ، لا من يحكم السودان ، فقط أرفعوا يد الوصايا  اليوم قبل الغد ، وأتركوا الشعب السوداني باختلاف احزابه وتقاليده ومعتقداته ومنظمات مجتمعه المدني ليقرر دون وصاية أو تدخل أجنبي ، وعندها سيعم السلام  المستدام الذي يوحد ويكون جاذباً في ثقة فقدناها طويلاً علي امتداد الوطن ، فقط ارفعوا يد الوصايا ، اليوم قبل الغد ، وإلا فإن السودان مقبل علي الفرقة والشتات والضياع والتقسيم إلي دويلات،
ولكن يبقي أهل الأنقاذ  يقولون ما لايفعلون ،بل ما زالوا  يفكرون بالعقلية الشمولية ، عقلية أنهم هم الأوصياء علي هذا الشعب مدي الحياة ، عقلية أقصاء الآخر الوطني الغيور !!!  فقط يطمع الشعب السوداني في أنصافه وأحقاق الحق ورده إلي أهله  فعلا وليس قولا ، فكم شبع الشعب السوداني من معسول الكلام ورنين الخطب ومموسق الجمل  وشعارات صارت سراب  وتبخرت قبل أن يجف مدادها . فقط ارفعوا يد الوصاية وردوا الحقوق لإهلها ولو كانت مساويكا .
كسرة: غدا ستظهر حقائق مقاطعة  الإنتخابات ونقول لمن فاز مجازا وهو يحمل جنسية أجنبية ، فرضا قامت حرب بين السودان  ودولته التي يحمل جوازها  فإلي أين يميل قلبه وفعله وهم ربما  عشرات من قيادات الإنقاذ  الفعلية ؟؟؟!!!

sayedgannat7@hotmail.com
////////////

 

آراء