يزورون! … بقلم: رباح الصادق
9 February, 2010
Rabah Al Sadig [ralsadig@hotmail.com]
نحن الآن أمام حمى الانتخابات والحملة على مشارفها إذ تبدأ في يوم السبت 13 فبراير الجاري.. ونريد أن نقارن بين استطلاعين أجريا لانتخابات رئاسة الجمهورية في منبرين سودانيين مختلفين أولهما سودانايل وهي أول صحيفة سودانية على الإنترنت يرأس تحريرها الصحفي المثابر الأستاذ طارق الجزولي، وثانيهما سودان تربيون أو المرافع للسودان وهي موقع باللغة الإنجليزية لأخبار السودان والتحليلات حولها، وكلاهما من أفضل منابر الإنترنت السودانية وذا كثافة عالية في الزيارة حيث يزروهما الآلاف يوميا.
أجرى كل منهما استطلاعا للتصويت لرئاسة الجمهورية، ولكن كان هناك اختلاف كبير للغاية بين النتيجتين.
في استطلاع سودانايل كانت النتائج في العاشرة والنصف من صباح أمس هي: عمر البشير 53.2%- الصادق المهدي 19.2%- ياسر عرمان16.7%- حاتم السر 4.6%- محمد إبراهيم نقد 2.7%، وهكذا حتى نهاية القائمة. وقد اشترك في التصويت حتى حينها 16953 ناخبا.
ولكن هذا الاستطلاع ليس فيه أي تأمين للتصويتات المتكررة، والذي يصوت فيه أكثر من مرة يجد لذلك طريقا سهلا. والطريف أنه وكما سمعت أن حبيبا أوصى الأحباب وناشدهم الله ألا يصوت الواحد منهم مرتين حتى لا ننضم لركاب المزورين ونكون مثلهم! أولئك قوم صادقون في بحر لجي من الكذبة، ولذلك لم يكن مستغربا أن ناشدهم الصادق حبيبهم قائلا: لا تهتفوا: لا نصادق إلا الصادق، بل قولوا: لا نصادق إلا صادق لتفتحوا الباب أمام جميع الصادقين فصرخ أحدهم قائلا: مافي صادق إلا الصادق!
عودا على تصويتاتنا.. التصويت الثاني في مرافع السودان فيه وسائل للضبط بحيث لو ولج مصوت الموقع لن يفتح له صندوق الاستطلاع وتأتيه الصفحة الرئيسية بنتيجة التصويت مع تعليق "لقد قمت بالتصويت من قبل"، وقد انتهى التصويت فيه أول أمس حيث نزل تصويت جديد بالأمس حول انتخابات رئاسة حكومة الجنوب بين السيدين سلفا كير ولام أكول. الشاهد مع هذه الضوابط كانت النتيجة للاستطلاع حوالي الخامسة من عصر أول أمس هي: الصادق المهدي47.5% - ياسر عرمان 38.4%- عمر البشير 7.1%- ونال البقية نسبا تتفاوت بين الـ1.5 و0.3%، وقد اشترك في التصويت 20790 ناخبا. وغني عن القول إن رواد الإنترنت ليس مكان (جدعتنا) الأساسي في حزب الأمة القومي فإن نال الصادق هنا هذه النسبة فسينال على أقل تقدير 57% في انتخابات عامة حرة ونزيهة لا تسمح بالتزوير.
والملاحظة هي: "فرق أم جنو بين القاموا رقصوا والقعدوا غنوا" كما يقول المثل، نجده في الفرق بين نتيجة السيد عمر البشير في الاستطلاع المضبوط حيث نال 7.1% من الأصوات وبين الاستطلاع المضروب حيث نال أعلى الأصوات ونسبته 53.2%. هذا الفرق يظهر من هم المزورون؟
والسؤال التلقائي الذي يطرح نفسه هو هل ستقود المفوضية القومية للانتخابات عملية الاقتراع على نهج سودانايل أم نهج سودان تربيون؟ هل ستأتي بحبر اقتراع مضروب بمعرفة المؤتمر الوطني ومعرفة المواد التي تزيله مما يسمح بإعادة التصويت مثنى وثلاث ورباع كما سمحت آليات اللجان الشعبية في التسجيل؟ أم ستأتي بحبر لا يزول ولو زالت الجبال؟ وتنبني على إجابة هذا السؤال آمال عراض أو خيبات وطنية مزيدة وأبيدة.. إذ كيف لا يخيب وطن يعطي زمامه للمزورين؟!
قال شاعرنا صالح ود مجذوب سعد
رشحــناك رئيــس صادق أمين وسياسـي
رحَــلك يـا الأحــو مطبـوق وشيلك قاسي
فــي حـبّ البلد جـذرك مرسّــخ راســــي
فوتك مو وِرِث رقمك صعـيب وقياســـي
ونلتقي بإذن الله.