يزول المال وتبقى مواقف الرجال ! … بقلم: تاج السر حسين
19 January, 2010
royalprince33@yahoo.com
صديقه اعلاميه أحترمها قالت ضاحكه اراك تبذل الجهد وتكتب وتنتقد فى كل يوم، وكانها تريد ان تقول، لكن هذا جهد لن ينتج ثمرا ولن يفيد شيئا فالأمور تمشى على غير ما تتمنى أو تريد!
فأجبتها فى داخلى مرددا الحديث القدسى الذى يقول:-
"يا داود أنت تريد وأنا أريد فإن رضيت بما أريد أعطيتك ما تريد وإن لم ترضى بما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد فإنى فعال لما أريد".
واضفت:-
هذا ما املكه لوطنى ولو كنت املك شئيا أخرا غيره لما بخلت به، والكتابه مثل القراءة قدرى ومتعتى وهوايتى قبل ان تكون مهنتى ولقد بدأت فى تاسيس جريده حائطيه منذ ان كنت تلميذا فى الصف الثانى الأبتدائى أى قبل ان يصل عمرى الى التسع سنوات، والقلم هو سلاحى الوحيد الذى استخدمه لمحاربة الظلام والظلاميين ومن اجل التنوير والتنبيه عن المخاطر ولو كنت اؤمن بالعنف والقتل لحملت سلاحا اقضى به على اعداء الوطن (ويا غرق يا جيت حازمه)!
لكن العنف لا يولد الا العنف .. والسيد المسيح عليه السلام قال (من اخذ بالسيف فبالسيف يؤخذ أو يهلك)!
وفى ذات الوقت لا أخفى شعورى بالحزن العميق .. وأنا ارى وطنى فى طريقه للضياع والتشتت والتشرزم وفقدانه لكلما فيه من جمال بتعمد واصرار مما يسمى بتنظيم (الأنقاذ) أو المؤتمر الوطنى هذا التنظيم الذى افشى فى السودان ثقافة الكراهية واقصاء الآخر والحرب والدمار وهو تنظيم انبثق من تنظيم الأخوان المسلمين الدخيل والغريب على مجتمعنا السودانى ولولا ذلك لما قتلوا بدم بارد 28 رجلا من أنبل فرسان السودان فى نهار شهر رمضان الكريم وقبيل العيد، وفى جارتنا الشقيقه مصر الأرض التى نبت فيها هذا الفكر (الميكافيلى) العنيف مهما حاول ان يظهر من ملامح براءة ولطف من اجل استمراره وترتيب أموره الداخليه، يمنح (عشماوى) فى ذلك البلد وهو الشخص المكلف بتنفيذ احكام الأعدام على عتاة المجرمين، اجازة خلال ذلك الشهر الكريم ويتعطل تنفيذ تلك الأحكام الى الأيام أخرى التى تليه.
والراحل صدام حسين – رحمه الله – برغم العنف والديكتاتوريه التى لازمت فترة حكمه الا ان العالم كله من يؤيدونه أو يختلفون معه مسلمين ومسيحيين أدانوا تنفيذ حكم الأعدام فيه خلال ايام العيد!
لا أخفى شعورى بالحزن العميق .. وهذا التنظيم الأخوانى (المؤتمر الوطنى) يسعى للوصول الى دفة الحكم مرة أخرى عن طريق التزوير الذى بدأ منذ مرحلة التسجيل وبكل السبل مستخدما (انتخابات) مظهريه وديكوريه، لكى تمنحه شرعية مفقودة.
لا أخفى شعورى بالحزن . وفى ذات الوقت ورغم كراهيتى لنظرية المؤامرة الا انى أشعر بان العالم كله يتآمر على السودان وشعبه بدعمه لهذا النظام وكأنه لا يريد لهذا البلد ان يتقدم ويستقر ويزدهر، وتطرح العديد من الأفكار والرؤى غير المقنعه لدعمه ومساندته!
وللأسف حتى الدول التى تآمر عليها هذا النظام وهدد امنها تدعمه وتقاتل من اجل بقائه، ويسرح مؤيدوه ويمرحون بل يعملون على الأساءة للشرفاء وأغتيال شخصياتهم فهل هناك تآمر أكثر من هذا؟
وهل نجد العذر لهؤلاء الداعمين والمساندين، الذين يتحدثون نيابة عنا للمنظمات الدوليه، لكى يعرفونها بحقيقة هذا النظام وهم انفسهم لا يعرفون حقيقته أو هم راضون عن المصير الذى يقود له وطنه وشعبه ؟
وللأسف المنظمه الأمميه نفسها لا ترشح للسودان سوى الموظفين ضعاف الشخصيه القابلين للأستغلال فى بلاد لا يعرف انسان فيه اين تذهب اموال البترول، الذين ياتون من بلاد تتفشى فيها الرشوه والفساد مثلما كان السلام يتفشى بيننا فى السودان، والآن تلاقى السودانى فى ديار الغربه، فلا هو يبادرك بالسلام واذا سلمت عليه فلا تنتظر منه رد التحية!
وهذا كله حدث بسبب الأنقاذ وثقافتها التى علت سقف المصالح والأنانيه وجعلت السودانى الذى كان يهمه اهله الأبعدين وجيرانه وابن السبيل قبل نفسه وأهل بيته المقربين، أصبح همه الآن شخصى وذاتى ينحصر فى التطاول فى البنيان وفى تحقيق رفاهية العيش والنجاحات فى محيط اسرته الضيقه.
للاسف غالبية الشعب السودانى من البسطاء الأميين، الذين من فرط حبهم للدين يخدعون بطرح الشعارات الدينيه البراقه، حتى لو استغلها نظام يستخدم فى حشد الجماهير (ابواق) ومطبلاتيه انتفاعيين لا علاقة لهم بالدين أو الأخلاق بل من بينهم من لم يؤد فى عمره كله ركعة واحده، يسجدون للبشر ولا يسجدون لخالقهم وحينما تراهم على اجهزة الأعلام يخطبون ويهللون مساندين المؤتمر الوطنى وقياداته دون انتماء حقيقى يتملكك العجب ويصيبك الذهول من هذه الفئة التى لا تستحى ولا تخجل ولا تخاف ربها!
والمتعلمين اغلبهم حرمتهم صعوبة الحياة من الحصول على وسائل التثقيف والتنوير التى تكشف لهم حقيقة ما يدور فى وطنهم وما ينتظره من مصير فى ظل حكم الأنقاذ وتفاصيل ميزانية هذا العام وحدها تغنى عن اى سؤال!
وأخشى ان يفاجئوا فى يوم من الأيام بحال وطنهم وقد اصبح مثل (هييتى)، التى اصابتها كارثة طبيعيه، لكن وطنهم سوف تصيبه كارثه (انسانيه) من صنع البشر!
فهل يستيقيظون قبل فوات الأوان وقبل ان تتحرك ثورة الجياع فلا تبقى على اخضر أو يابس؟
يسعى المؤتمر الوطنى للحكم وهو غير مؤهل له وبعد ان فشل فى توحيد البلاد وهذا أهم هدف تفعله الثورات مثلما فشل ادارتها خلال العشرين سنة الماضيه فى جميع النواحى سياسيه واقتصاديه واجتماعيه وثقافيه ورياضيه، وهو نظام لا يعبأ لأنتقادات الشرفاء من ابناء الوطن أوالناصحين له من جميع دول العالم.
والعالم نفسه وبصورة عامه لا يهمه نظاما يساهم فى تقدم السودان وتطوره واستغلال موارده من أجل رفاهية شعبه، العالم يهمه فقط بلد فيه مظاهر استقرار وشكل حكومه ودوله حتى لو كانت مثل حكومة الصومال التى تقطع الرقاب وترجم وتجلد النساء وتذل الرجال فى القرن الحادى والعشرين ولا تختلف عن شقها المتطرف الآخر كثيرا، فالمهم فى النهاية لا هموم شعب الصومال وانما حماية السفن العابره من القرصنه البحريه!
ولذلك لا يختلف هذا العالم فى رؤيته للسودان عما يحدث فى الصومال، ولولا ذلك لتم الضغط على هذا النظام لكى يركع ويخضع ويطيع ويسعى لاهثا لتنفيذ أمنيات واحلام وطموحات الشعب السودانى صاحب الأخلاق الكريمه التى أفسدتها الأنقاذ!
لا أخفى حزنا عميقا على وطنى .. وسوف يأتى يوم يندم فيه كل سودانى دعم الأنقاذ أو ساندها أو صمت على جرائمها ومخططاتها فى حق الشعب السودانى، بل سوف تندم دول الجوار حينما يمتد لها شرر الأنقاذ ويصدر لها ما رسخه فى المجتمع السودانى من عنف وكراهية وتزوير ودفن للحقائق مثلما يدفن البشر ولا يكشف عن مقابرهم !!
آخر كلام:- ابيات من شعر الهمباتى (ود ضحويه).
واحدين فى البيوت مثل الكلاب الشول
وقاعدين لمساوقة الحديث والقول
واحدين فى الغروب يا ام روبه تامين حول
كسر فوق شواشيهن بياخدوا الزول
* * *
باكل حاره ما ضق بارده ماك دارينى
وأسعل منى ربعاى البعرفوا قرينى
حس اب جقره والقربين دوام بارينى
أنا اخو اللينه كان يبقى الحديث عانينى.