يوميات الإحتلال (8): الوعي الإجتماعي جوهر البناء القاعدي

 


 

جبير بولاد
1 December, 2021

 

.. كما عادة التوهج الذي رافق كل أيام الثورة السودانية المجيدة، كان يوم البارحة اكثر توهجا و نضارة و لحمة بتكاتف الكنداكات و الثوار في لوحة العنفوان الثوري القابض علي جمر قضيته و مورثها حتي لأطفالنا القادمين .
.. أيها الاحتلاليون و اقزامكم بالداخل، سوف تكون معركتكم أطول مما تتصورون، و سوف تطاردكم أصوات الثورة حتي في مناماتكم ، منامات الخديعة و الخزي و العار ، و سوف تكون أسطورة الشعب الذي هزمكم و قهركم باقية لآلاف السنين القادمات .
.. قوات الإحتلال انهزمت البارحة تحت قوة عزم و أيمان الكنداكات و الثوار و في مشاهد كثيرة لاذت بالفرار، رغما عن أنها مددجة كانت بالسلاح و كل أدوات الموت، و لكنها هزمت أمام إرادة الحياة العاتية و أحلامها التي لا تعرف الحدود .
.. علينا بأستمرار التفكير في تطوير ادواتنا للمقاومة في معركة التحرير الكبري، (تحرير العقل و التراب السوداني) ، فتحرير التراب يمضي في بسالة و بطولات يسجلها التاريخ و الحاضر و لكن يجب التركيز علي معركة تحرير العقل لأنها المعركة الحاسمة و المستمرة .
.. يجب علي لجان المقاومة في الاحياء و المدن و بين كل موكب و آخر ملء الفراغ الحركي بحراك ذهني مكثف، لشرح وعي الثورة .. المنصات الليلية و المتحدثين النوابغ و ترسيخ معاني الحرية و الإنتصار لها عبر شروحات فكرة البناء القاعدي و معانيه و أسالبيه و كيفية تطبيقه عمليا و منذ الآن .. نعم منذ الآن يجب علينا تأسيس برلماناتنا الشعبية علي مستوي الحي و المدينة و إشاعة ثقافة الحوار و تبادل الأفكار في أريحية و معرفة و هذا الأمر هو المستوي المتقدم علي الدوام في تجربة ثورتنا التي سوف تدرس في ميادين الاكاديميا و سوف تكون عنوان لمرحلة كاملة في السودان و المحيط الاقليمي و( تدي الكون مفتاح الحل ) ، كما عبر شاعرنا السوداني .
.. هذا العمل الشاهق البنيان ليس صعبا و لا مستحيلا و لكنه يحتاج فقط إرادة البدايات و أعتقد انها بدأت بالفعل مع العمل علي التركيز فيها علي حس التنظيم و الإدارة المفتقدان في حياتنا السودانية لأسباب معلومة سوف يأتي سردها مستقبلا .
.. في قدوم جائحة عالمية اخري، قادمة ، يجب علينا ايضا مراعاة الحكمة في التعامل معها بيقظة تشبه الثورة.. ثورتنا و هي ثورة تولد في زمان الموت لتهب الحياة .. هذا قدرنا ليس فقط اليوم و لكنه منذ أن اهدينا العالمين اولي الحضارات و وهجها الذي ما زال يسكن في جينات كل سودانية/سوداني سوا علم بذلك او لم يعلم .
.. النور في كل الامجاد محاط بالرحمة لشهدائنا و كل بلاسم الحب لكل جريح مع دعوات الشفاء التي لا تنقطع و العزة والكرامة لشعبنا في معركته و ثورته العادلة الشريفة .

* لمحة

.. ( جئت هذه المدن في زمن الفوضي
و كان الجوع في كل مكان
طعامي أكلته وسط المعارك
_ناضلت _ ضد القتلة و السفاحين ) .
من ابيات للشاعر الالمعي برتولد بريخت بتصرف فقط في كلمة من عندي(ناضلت بدلا عن نمت ) .

jebeerb@yahoo.com
/////////////////////////

 

آراء