٦ اكتوبر فقد العرب حلاوته وصار لإسرائيل بلسما وشفاءا !!

 


 

 

عندما تحول البطل السادات الي ( شخشيشة) في يد الأمريكان والصهاينة وأصبح لهمم لقمة سائغة ليخرجوه ويخرجوا مصر ارض الكنانة من دائرة الإشعاع والالق الحضاري لمزابل التأخر والدونية ومصر بخروجها المذل من السباق النهضوي الخلاق وتحولها الي تابع ذليل ومنفذ لرغبات الاسياد في البيت الأبيض وتل أبيب جعلت بقية الدول العربية هائمة علي وجوهها في صحاري التيه ومجاهل الظلام وعادت إسرائيل المنكسرة المقهورة في ٦ اكتوبر قبل نصف قرن تتسيد المشهد العربي وتنفرد بقطعانه من الحكام وتتصيدهم الواحد تلو الآخر بهذا التطبيع المذل والأماني المعسولة بسلام يعم المنطقة ويجعلها جنة وارفة الظلال . وسارت المواكب تتري علي الكيان الغاصب القاتل المخادع الذي لا يراعي حرمة أحد ولا يتواني عن ارتكاب ابشع الجرائم بدم بارد ودون أن يطرف له جفن !!..
في ٦ اكتوبر كانت الشعوب العربية من المحيط للخليج تفرح وتهزج وتلوح بعلامات النصر ولكن بعد معاهدة الاستسلام المذلة التي وقعها السادات مع أبناء الافاعي والقردة والخنازير ظنا منه أن أمتنا العربية ستهدا وترتاح من دوي المدافع وستعم السكينة والطمأنينة الجميع ولكن يبدو أن السادات قد بلع الطعم ونصبوا حوله الشراك بعناية ونفخوا في روعه أنه رجل دولة من طراز فريد وأنه مؤهل للفوز حتي علي المرشحين الأمريكان لو دخل معهم في السباق الرئاسى لدخول البيت الأبيض . كانت مقبرة السادات هذا الغرور الشخصي الذي اوقعوه فيه فحسب نفسه من صناع التاريخ وكان للاعلام الأمريكي الدور الكبير في أن يجعلوا السادات فعلا يصدق بأن فخامته هو الكل في الكل ليس علي مستوي امته العربية بل علي مستوي الغرب في عمومه وعلي إطلاقه .
وتوالت الكوارث علي الأمة العربية بعد هذا الخروج الكبير من الصف والذي بطله هذا الصعيدي الحمش الذي تحول الي حمل وديع وخدعوه بأن له صوت يجنن وبحة في هذا الصوت تعشقها اجمل النساء وأنه يتحدث أكثر من لغة بطلاقة وأنه كاتب وصحفي بارع وأنه رب أسرة مثالي يحمل طفله علي ظهره ويطوف به في الحديقة مثل ما يفعل المتحضرون الانسانيون في الغرب الذي افتتن به لدرجة الوله والعبط والجنون .
اليوم ٦ اكتوبر خطوط الطيران العربية المهمة الإماراتية والبحرينية والمصرية تهرول الي المطارات الإسرائيلية تحمل الشوق والورود وقصائد عمر ابن أبي ربيعة .
الآن المنتخب العربي للحكام العرب يتكون من السيسي كمدافع صلب عن الصهاينة يلعب لصالحهم أكثر مما يلعب لوطنه وأمته والجناحان ابن زايد وابن سلطان يتميزان بالسرعة في تمرير الباصات البينية المتقنة للخصم ويساعدانه في إحراز الأهداف ضدهما وهما في قمة السعادة بهذا النصر العظيم عليهما وصارا لا يحسان باي حرج ويلعبان لصالح الخصم بالمكشوف ( وان لم تستح فاصنع ما تشاء ) !!..
أما نحن في ارضنا الطيبة أرض الأجداد الطاهرة فما زال الكابتن البرهان في كنبة الاحتياطي وإذا وقع للانضمام لفريق الحكام العرب ليكون في خدمة الفريق الإسرائيلي علي المكشوف ومن غير دغمسة أو غتقتة تكون هذه نهايته في دنيا المستديرة وهو يعرف تماما رغم تربيته الكيزانية أن أهل السودان وثورة السودان يحبون اللعب النضيف !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
يترحم علي نصر أكتوبر الذي ضاع بسبب انبراشة الحكام العرب ولا تستثني أحدا !!..
ghamedalneil@gmail.com

 

آراء